"المري" يحذر من الانسياق وراء دعوات المخربين
حذّر المشرف العام للإفتاء بالمنطقة الشرقية، الشيخ علي بن صالح المري؛ الشباب من الانسياق وراء ما يريده الأعداء وهو النيل من أمن هذه البلاد من أجل الاستحواذ على خيراتها، عبر الإخلال بالأمن. وقال: إن الإنسان لا يمكن أن يقرّ له قرارٌ أو تتمّ له سعادة أو تحصل له طمأنينة إلا بوجود الأمن، وبدون الأمن لا يمكن للإنسان أن يحفظ ضرورة من الضرورات، ونحن نعلم اليوم أن الأمن متعدد؛ فهذا أمنٌ بيئي واقتصادي وفكري وأنواع كثيرة، وكلٌ يهتم بما هو فيه من هذا الأمن، ولكن جميع هذه الأمور ترجع إلى ما يسمى في الاصطلاح الحديث بـ(الأمن الفكري).
وأضاف "المري" خلال المحاضرة التي قدمها اليوم في قاعة العمادات المساندة بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، ضمن برنامج الملتقى الوطني الكشفي الأول لجوالة المملكة ودول الخليج، وتنظمه عمادة شؤون الطلاب، بمشاركة 200 كشفي من داخل المملكة ودول الخليج: أن الأمن الفكري هو الأساس، فإذا استقام الناس على هذا الأمن وعرفوه ولم يخالفوه فإن بقية أقسام الأمن ترجع إليه، وستحافظ الأمة على دينها وعقيدتها وهويتها وعلى أخلاقها، وعلى أفكارها وعاداتها التي لا تخالف الشريعة وعلى كل ما يتعلق بأموالها وعقولها وأعراضها، وكل هذا يرجع إلى ما يسمى بالأمن الفكري؛ فهذا الأمن مهم للغاية، وهو عام؛ ولهذا ضرره يتعدى إلى جميع الأقسام وشرائح المجتمع، ولهذا فإن الأعداء حرصوا على هذا الأمن بالإخلال به في بلاد المسلمين.
وحذر من الانجرار وراء وسائل الإعلام المغرضة، مشددًا على التلاحم مع ولاة الأمر في هذه البلاد، وأنه كله خير، ولهذا فإن من مقومات الأمن الفكري. ومن أسباب تفويت هذا على الأعداء أن نعرف أنهم لا يريدون بنا خيراً، وأن نعرف أن ما حدث في بلاد المسلمين هو من كيدهم بسبب الإخلال بهذا الأمن.
ودعا فضيلته إلى أهمية التعامل الحذر مع وسائل الإعلام بقوله: إن لوسائل الإعلام اليد الطولى والسبق في تقليب الأمور وقلب الحقائق والوصول إلى شرائح الناس؛ توجيهًا وإثارة لها؛ فلا بد من التعامل معها بحذر، وعليه أن يستفيد منها ولكن بحذر، وإذا أشكل عليه شيء يرجع إلى أهل العلم أو المتخصصين في أي المجالات؛ سواء سياسية أو اقتصادية أو طبية، وأعظم من ذلك فيما يتعلق بدينك وعقيدتك وعبادتك فعليك أن تسأل.
وأكد أن المملكة هي قلب العالم الإسلامي ونبضه، وولاة أمرها ولله الحمد هم في جميع خطاباتهم واجتماعاتهم ما رأينا منهم إلا الحث على الخير والتمسك بالدين وعدم المساس بثوابته والمحافظة على حقوق الناس، ولا زال لهذه البلد ثقل في العالم، وهذا فضل من الله بأنْ جعل لهذه البلاد الريادة الدينية والقوة الاقتصادية والسياسة الحكيمة والنظرة الثاقبة، فعلينا أن نحافظ على هذا الكيان وعلى هذه البلاد التي تعد هي اليوم الأساس والعمود للعالم.