بعد دخولها "جينيس" كأكبر منتج للمياه المحلاة.. السعودية تتطلع لتصنيع وحدات تحلية عالمية
تتصدر السعودية دول العالم في إنتاج المياه المحلاة بكمية تتجاوز مليار وستة ملايين متر مكعب من المياه سنوياً بنسبة 18% من الإنتاج العالمي، وحصلت المملكة على شهادة من موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية.
وتسلم المهندس عبد
الرحمن الفضلي وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه
المالحة في السعودية، الشهادة المقدمة من موسوعة "جينيس" التي تُصادق على
تميز "التحلية" بكونها أكبر منشأة منتجة لمياه البحر المحلاة في العالم بحجم
إنتاج بلغ 5 ملايين متر مكعب في اليوم الواحد.
وقدم الفضلي التهنئة
خلال ترؤسه اجتماع أعضاء مجلس الإدارة، بزيادة إنتاج المؤسسة من المياه المحلاة إلى
5 ملايين متر مكعب يومياً، وهو الأمر الذي يعزز مكانة وريادة المملكة عالمياً في مجال
تطوير وصناعة تحلية المياه ويترجم حرص حكومتنا على توفير سبل العيش الرغيد لسكان وزوار
المملكة، منوهاً بالدور القيادي الذي تضطلع به "التحلية" في توفير الأمن
المائي كبنية تنموية أساسية التي تعد أحد أهم أهداف "رؤية 2030".
تحطيم
الرقم القياسي
وتمكنت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في
السعودية من تحطيم رقمها القياسي العالمي السابق للعام 2018م، البالغ 5 ملايين متر
مكعب من المياه المحلاة يومياً، بتسجيل رقم قياسي جديد بلغ 5.6 مليون متر مكعب من المياه
المحلاة يومياً، وبلغ حجم الطاقة الكهربائية المولدة فى محطات التحلية البالغ عددها
27 محطة تحلية عاملة 24.884.807 ميجاوات فى الساعة، حتى مارس 2015، كان الإنتاج تجاوز
المليار متر مكعب من المياه المحلاة سنوياً ليغذى 40 مدينة ومحافظة وقرية، منها الرياض
- سدير - الوشم - حفر الباطن - النعيرية - قرية العليا - رأس الخير - المدينة المنورة
- ينبع البحر - محافظة المهد - الصويدرة - الحناكية.
الكنداسة
وعرفت السعودية تحلية
المياه المالحة منذ عام 1907، عندما شغلت في مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر وحدة
تكثيف وتقطير مياه البحر المالحة، التى نزعت من إحدى البوارج الغارقة قبالة سواحلها
ونصبت بمينائها، وعرفت باسم الكنداسة، وهى أول وحدة تحلية تنشأ على اليابسة حيث كانت
تلك التقنية تستخدم فقط في السفن العسكرية والتجارية التى تبحر أياماً وأسابيع دون
توقف للتزود بالماء، وكان الغرض من هذه الوحدة دعم مصادر المياه العذبة في جدة.
وتعد سنغافورة من
أكثر الدول نجاحاً فى هذا المجال، حيث بدأت مع بداية الألفية الثانية تكرير مياه البحر،
وحفرت أنفاقاً على مساحة 48 كيلومتراً، لنقل مياه الصرف الصحى من الأماكن السكنية إلى
المصانع المعالجة وتنقى عبر مصاف صغيرة، كما تعرض للأشعة ما فوق البنفسجية.
أكبر وحدة تحلية مياه في العالم
استقبلت محطات تحلية
الشعيبة التابعة للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بالمملكة العربية السعودية،
أضخم وحدة تحلية مياه في العالم، تعمل بتقنية التقطير متعدد التأثير (MED)، بهدف استغلال البخار
الفائض وإضافة 91 ألف متر مكعب يومياً من المياه المحلاة لخدمة ضيوف الرحمن فى حج هذا
العام.
وجاء ذلك إدراكاً
من المؤسسة، بأهمية محاربة الهدر فى البخار التى لا تقل عن محاربة الهدر فى المياه،
وحرصاً منها على الاستفادة القصوى من البخار الزائد عن غلايات محطات الشعيبة، وتوظيفه
فى إنتاج مزيد من المياه المحلاة بجودة وكفاءة عالية.
وتُعد هذه الوحدة
متعددة التأثير خياراً استراتيجياً يدعم الجهود المبذولة لوقف الهدر وتحقيق هدف التميز
التشغيلى والإسهام فى ضمان وتحقيق الأمن المائى للمملكة، لكونها تتضمن أفضل الأساليب
العلمية والتقنيات الحديثة، فضلاً عن تميزها بقلة استهلاك البخار والكهرباء وانخفاض
تكاليف التشغيل والصيانة، وجودة مياهها المنتجة, كذلك تُمكن وحدة تقنية التقطير متعدد
التأثير (MED) من مجابهة الطلب المتزايد على المياه المحلاة
بالاستفادة القصوى من الموارد المتاحة، إضافةً إلى نقل وتوطين التقنية ورفع الكفاءة
الإنتاجية، وتوفير خبرات واسعة فى مجال تشغيل وصيانة محطات التحلية وتحسين اقتصاداتها.
وتتيح وحدة (MED) مزايا متعددة للتحلية إلى جانب إنتاج المياه
المحلاة بجودة عالية وكفاءه متميزه، حيث تعمل على ضمان نقل التقنية عن طريق برنامج
مكثف للعاملين فى مختلف التخصصات ( ميكانيكا - تشغيل - كهرباء - اجهزه - مدنيه الخ...
) ومن ناحية أخرى تسهم فى تصميم وتصنيع مثل هذه الوحدات داخل المملكة مستقبلاً.