في ذكرى رحيل " محمود النقراشي"..كيف تم اغتياله من قبل الإخوان؟
تمر اليوم، الذكرى الـ 69 على الجريمة، التى ارتكبتها جماعة الإخوان المسلمين باغتيال محمود فهمى النقراشى رئيس وزراء مصر، وذلك فى 28 ديسمبر 1948، لذا تقدم "الفجر"، فى ذكرى رحيل محمود فهمى النقراشى..كيف تم اغتياله من قبل الإخوان؟، وذلك من خلال السطور القادمة.
فى تاريخ جماعة الإخوان
المسلمين قضية مهمة اسمها قضية "السيارة الجيب" وذلك أنه فى 15 نوفمبر
1948، قام عدد من أعضاء النظام الخاص بجماعة الإخوان المسلمين فى مصر بنقل أوراق خاصة
بالنظام وبعض الأسلحة والمتفجرات فى سيارة جيب، لينكشف بذلك النظام الخاص السرى لجماعة
الإخوان المسلمين.
وأدى هذا الحادث
إلى إعلان محمود فهمى النقراشى، رئيس الوزراء آنذاك أمرا عسكريا بحل جماعة الإخوان
المسلمين واعتقال أعضائها وتأميم ممتلكاتها وفصل موظفى الدولة والطلبة المنتمين لها،
وكان هذا القرار سببا جعل النظام الخاص يقوم بقتل النقراشى وانتهت القضية فيما بعد
ببراءة النظام الخاص من التهم المنسوبة إليه وإلغاء قرار النقراشى من حل الجماعة وتأميم
ممتلكاتها.
كيف تم
اغتياله؟
فبعد إقدامه على
حل جماعة الإخوان في 8 ديسمبر 1948، اغتيل رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في 28
ديسمبر 1948 في القاهرة، حيث تخفى أحد المنتمين للجماعة في زي أحد ضباط الشرطة وقام
بتحية النقراشي حينما هم بركوب المصعد ثم أفرغ فيه ثلاث رصاصات في ظهره.
الإخوان
وراء الجريمة
وتبين أن وراء الجريمة
جماعة الإخوان حيث اعتقل القاتل الرئيسي وهو "عبد المجيد أحمد حسن" والذي
اعترف بقتله كون النقراشي كما تبين من التحقيقات وجود شركاء له في الجريمة من الجماعة،
ليحكم عليه المتهم الرئيسي بالإعدام شنقاً وعلى شركائه بالسجن مدى الحياة.
الإنجليز
استخدموا الإخوان
وقال الدكتور هاني
النقراشي، نجل محمود فهمي النقراشي باشا رئيس وزراء مصر، إن والده كان يعارض الاحتلال
الإنجليزي لمصر، وأن الإنجليز هم الذين استخدموا الإخوان في عملية اغتياله في مبنى
وزارة الداخلية، وهي الجريمة التي نفذها (عبد المجيد أحمد حسن) الطالب في كلية الطب
البيطري وهو من تنظيم الإخوان، على حد تعبيره.
وأضاف النقراشى،
حتى الآن لم أنس الحادث الإرهابى، الذى أودى بحياة والدى، والقصة شبه معروفة، وهى أن
والدى كان رئيسًا للوزراء وفى نفس الوقت يشغل منصب وزير الداخلية، وفى مبنى الوزارة
فى العاشرة إلا الثلث من صباح هذا اليوم، دخل ضابط بوليس برتبة ملازم أول صالة وزارة
الداخلية فى الطابق الأول، فأدى له حراس الوزارة التحية العسكرية، وأخذ يقطع الوقت
بالسير البطيئ فى صالة الوزارة كأنه ينتظر شيئًا، وعندما أحس بقرب وصول دولة النقراشى
باشا، اتجه نحو المصعد ووقف بجانبه الأيمن، وفى تمام العاشرة وخمس دقائق، حضر النقراشى
باشا ونزل من سيارته محاطًا بحرسه الخاص، واتجه إلى المصعد فأدى له هذا الضابط التحية
العسكرية فرد عليه مبتسمًا، وعندما أوشك والدى على دخول المصعد أطلق عليه هذا الضابط
ثلاث رصاصات فى ظهره فسقط على الأرض، ونقل جثمانه إلى منزلنا فى مصر الجديدة.
اغتالت جماعة الإخوان،
رئيس وزراء مصر محمود فهمي النقراشي باشا بعد ٢٠ يومًا من اتخاذه قرار حل جماعة الإخوان
المسلمين في ٨ ديسمبر ١٩٤٨.
ونفذ عملية الاغتيال
عبد المجيد أحمد حسن، المنتمي إلى النظام الخاص لجماعة الإخوان، وكان عبد المجيد متخفيًا
في زي أحد ضباط الشرطة، وقام بتحية «النقراشي» حينما هم بركوب المصعد ثم أصابه بثلاث
رصاصات في ظهره، وحكم على القاتل بالإعدام.
والنقراشي من قادة
ثورة ١٩١٩، مولود في ٢٦ أبريل ١٨٨٨ بالإسكندرية، وتخرج في مدرسة المعلمين العليا، وعمل
سكرتيرًا عامًا لوزارة المعارف «التعليم»، ثم وكيلا لمحافظة القاهرة، وحكم عليه بالإعدام
من قبل سلطات الاحتلال الإنجليزي بسبب مشاركته في ثورة ١٩١٩، والتي كان من قياداتها،
واعتقلته سلطات الاحتلال الإنجليزي في ١٩٢٤ ثم تولى وزارة المواصلات في ١٩٣٠.
وتولى النقراشي،
رئاسة الوزراء أكثر من مرة منها التي تشكلت بعد اغتيال أحمد ماهر في ٢٤ فبراير
١٩٤٥، حيث جاءت في جو تسوده المظاهرات والاضطرابات التي عمت البلاد، وتولى الوزارة
مرة أخرى في ٩ ديسمبر ١٩٤٦، بعد استقالة وزارة إسماعيل صدقي، وهذه هي الوزارة التي
اتخذت قرار دخول مصر الحرب في فلسطين.
وطالب النقراشي في
جلسة بمجلس الأمن الدولى في ٥ أغسطس ١٩٤٧ بريطانيا بالجلاء عن مصر دون أي شروط، وفي
عهد وزارته صارت مصر عضوًا في الأمم المتحدة، وأنشئت كلية الضباط البحرية بالإسكندرية،
وتمت كهربة خزان أسوان، وتأسس البنك الصناعي المصري، وتأميم شركة النور للكهرباء بالقاهرة،
وتأسيس قناطر إدفين