تعرف على أعظم آية في القرآن الكريم
يقول الله تعالى في كتابه العزيز "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وهي تعد أعظم آية في القرآن من حيث العمل، وفقا لما قاله الدكتور على جمعة - مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
واستكمل كلامه قائلا "فكيف لا نموت إلا ونحن على الإسلام ونحن لا ندري متى نموت؟ فهذا معناه أن الإنسان يظل في ذكر الله سبحانه وتعالى على الدوام حتى إذا ما جاءه الموت وجده على الإسلام، وكأن الآية تطالبنا بألا نغفل عنه سبحانه وتعالى طرفة عين ولا أقل من ذلك،، فتكون بذلك أعظم آية من حيث العمل، نسأل الله أن يخفف عنا لقصورنا وتقصيرنا وما جبلنا عليه من نسيان وغفلة".
وأضاف "جمعة" من خلال الصفحة الرسمية لفضيلته عبر "فيسبوك": إذا ما تأملنا في هذه الآية الكريمة، وجدناها وكأنها تأمرنا بأن نحول العادات إلى عبادات، والحاصل في حياتنا أن الإنسان إذا ما أكثر من عمل ما يألف هذا العمل، فيتطرق هذا إلى أمور العبادة، فتتحول عنده إلى عادة، فتراه يصلي وينسى في صلاته، وتراه يذكر بلسانه وذهنه شارد في أمور أخرى، لأن العبادة تحولت عنده إلى عادة.
وهذا التحول أول الفساد في الأمم، لأن العبادة حينئذ لا تؤدي وظيفتها التي أرادها الله سبحانه وتعالى لها فيقول الله تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} فنرى المصلى لا تنهاه صلاة لا عن فحشاء ولا عن منكر، لهذا السبب.
وكتب فضيلة المفتي السابق: إن هذه الآية العظيمة والتي يأمرنا ربنا سبحانه وتعالى بمقاومة أنفسنا، لا في أن نؤدي العبادة على وجهها وحسب بل أيضا أن نحول العادات إلى عبادات، وقد تميز السلف الصالح والصحابة الكرام بأنهم استطاعوا أن يحولوا العادات إلى عبادات، وذلك لما قدموا في أنفسهم قول الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى".. (متفق عليه)، فحلوا نياتهم جميعاً لله سبحانه وتعالى في حلهم وترحالهم، في قولهم وسكوتهم، في تركهم وفعلهم حتى صاروا عباداً ربانيين إذا ما مدوا أيديهم إلى السماء ودعوا الله عز وجل، استجاب لهم، فهل يمكن أن نهيئ أنفسنا للربانية، وأن نتقي الله حق تقاته، وأن ننقل أنفسنا بإذنه من دائرة سخطه إلى دائرة رضاه، وأن نحول عباداتنا إلى إخلاص لرب العالمين، وأن ننقل عاداتنا إلى دائرة العبادة له سبحانه وحده؟.