"الفلاحين" تحذر من حدوث أزمة جديدة في أسعار البطاطس بعد ارتفاع "التقاوي"
حذر النقيب العام للفلاحين، عماد أبو حسين، من حدوث أزمة جديدة في أسعار البطاطس، بعد ارتفاع أسعار التقاوي هذا العام والتي بلغت 20 ألف جنيه، موضحًا أن محصول البطاطس تعرض خلال هذا العام للعديد من المشكلات المناخية بالدول الأوروبية مما أدى إلى انخفاض بنسبة 40% إلى 50%، وبعد الانخفاض ارتفع السعر قليلا حتى أن بعض الشركات الأجنبية لم تورد كل الكميات المطلوبة.
وكشف أبو حسين في تصريحات له، اليوم الخميس، أن المزارعين وقعوا ضحية الولاكاء، حيث هناك 181 نوعًا من البطاطس، تستورد منها مصر 50 نوعًا فقط، طبقًا لقرار من وزارة الزراعة، لافتًا إلى أن الوكلاء نجخوا في طمس دور الجمعية التي كانت تستورد وتبيع للمزارعين بأسعار مناسبة.
وأضاف، أن مصر حتى الآن 77 ألف طن تقاوي، مقابل 105 آلاف طن، استقبلتها خلال العام الماضي، وإن إجمالي الطلبات المقدمة لاستيراد تقاوي البطاطس، التي تزرع الموسم الجديد والمقدمة للجنة التقاوي بلغت 157 ألف طن، حيث تزرع 3 عروات متلاحقة للمحصول وهي العروة النيلية التي تزرع في أواخر أغسطس وسبتمبر ويليها العروة الشتوية (الأساسية) والتي تزرع في أكتوبر ونوفمبر، وهما يزرعان بتقاوي كسر محلي ثم العروة الصيفية وتزرع في ديسمبر وحتى أواخر فبراير وتزرع بتقاوي مستوردة من الاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن أسعار نوع "اسبونتا هتما" ارتفع سعرها إلى 47 ألف جنيه بعدما كانت بـ22 ألفًا، العام الماضي، ونوع "مونديا" وصل لـ32 ألفًا، بعدما كانت 17 ألفًا، العام الماضي، مضيفا أن المزارعين عزفوا عن زراعتها، لافتا إلى أن المزارعين قراروا تأجيل الشراء أملاً في تخفيض السعر مع اقتراب موسم الزراعة من الانتهاء والذي يعطي مؤشرًا خطيرا على المساحات المنزرعة التي قد تكون منخفضة مقارنة بالعام وتخطى طن تقاوي البطاطس من صنف "كارا فرنساوي" الـ 24 ألف جنيه للطن، بينما بلغ صنف كارا فرنساوي استيراد شركات بـ 21 ألفًا.
ولفت إلى أن الحلقات الوسيطة بين المستورد الرئيسي والفلاح تسببت في ارتفاع الأسعار إلى 3 مرات ونصف.
واختتم: "وزارة الزراعة تسعى لتطبيق الزراعة التعاقدية لكي تكون بديلة للدورة الزراعية التي اختفت في السنوات الماضية والتي يدفع ثمنها الآن كل من يعمل في القطاع الزراعي بداية من المزارع وحتى الوزارة".
وشهدت أسعار البطاطس، خلال الفترة الاخيرة ارتفاعًا كبيرًا، نظرًا لندرة المعروض في الأسواق، بالإضافة إلى
مشكلات عديدة تعرض لها المزارعين خلال الموسم الماضي، دفعت معظمهم إلى العزوف عن زراعة البطاطس خلال الموسم الحالي، كل هذا أدى إلى الارتفاع الذي شهدناه.
وكان من ضمن أسباب الأزمة، ندرة المحصول وسوء المناخ، بالإضافة إلى محاولات تلاعب من قبل التجار، كل ذلك تسبب في وصول سعر الكيلو إلى 18 جنيهًا في بعض الأسواق.
وبدأت أسعار البطاطس تتراجع، نظرًا لتوافر كميات كبيرة في السوق، بعد ظهور بشاير الإنتاج الجديد، حيث انخفضت أسعار الجملة بشكل كبير، وهذا يعتبر مؤشر جيد لعودة السوق إلى توازنه الطبيعي ومشاهدة انفراجة في الأسعر خلال الفترة المقبلة، وذلك حسبما أفاد أحد التجار في تصريحات صحفية.