لبنان عن مصير "أونروا": مسألة حياة أو موت
جدد وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، اليوم الإثنين، الإعراب عن رفض لبنان إنهاء دور "أونروا"، معتبرا أنها "مسألة حياة أو موت"، مع رفض بيروت توطين اللاجئين الفلسطينيين.
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، الجمعة الماضي، قطع كامل تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بدعوى أن واشنطن طلبت معالجة مشاكل في طريقة عمل الوكالة، لكن لم يحدث أي تغيير.
واجتمع باسيل، اليوم، مع سفراء الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين والمانحة والمعنية بملف "أونروا"، في مقر وزراة الخارجية ببيروت.
وعقب الاجتماع، قال باسيل، في مؤتمر صحفي، إن "وقف عمل الأونروا له ارتدادات سلبية، ولا يخدم قضية السلام، بل يزيد من التطرف".
وشدد على أن "هناك جهات (لم يسمها) تعمل على نشر التطرف في العالم".
ودعا باسيل السفراء إلى إبلاغ حكوماتهم بخطورة الموضوع، واستمرار المساهمة في تمويل "أونروا"، قائلًا إنها "مسألة حياة أو موت".
واستنكر قرار واشنطن وقف تمويل الوكالة، وقال إن "لبنان سيقوم بكل ما يمكنه لرفض القرار، وسيخوض مواجهة سياسية ودبلوماسية للنهاية رفضا للتوطين".
ويقول لبنان إنه يستضيف 592 ألفًا و711 لاجئًا فلسطينيًا، بحسب أرقام ديسمبر 2016، فيما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى "أونروا" 459 ألفًا و292 لاجئًا، حتى مارس 2016.
وتابع باسيل: "إذا تم اجتماع في الجامعة العربية أو في الأمم المتحدة سنبحث في كيفية الحفاظ على الأونروا التي سيشجع غيابها التطرف والعنف وضرب أخر مقومات عملية السلام".
وأضاف: "سمعنا من الدول موقف مؤيد لموقفنا ورفض القرار الأمريكي، لا بل تعهدوا بالاستمرار بمساهماتهم أو بزيادتها".
ومضى قائلا: "ولبنان لا يمكن إلا أن تقلقه هذه القرارات، فالشعب الفلسطيني المحروم من العودة سيتم التخلي عنه بوقف المساعدات عنه في الدول المضيفة، فيما الشعب السوري، الذي تشجعه الدولة السورية للعودة، يؤمن له المجتمع الدولي المساعدات في الدول المضيفة ويقطعها عنه في حال عاد إلى وطنه".
ويقول فلسطينيون إن واشنطن تستهدف "أونروا" في محاولة لتصفيه قضية اللاجئين، تمهيدا لإعلان خطة سلام أمريكية، تتضمن إجبار الفلسطينيين على تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل.
وتأسست الوكالة بقرار من الأمم المتحدة، عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي: الأردن، سوريا، لبنان، الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقبل قرار الولايات المتحدة الأخير كانت "أونروا" تواجه أكبر أزمة في تاريخها، منذ قرار واشنطن، في يناير الماضي، تقليص مساهمتها للوكالة، خلال 2018، إلى 65 مليون دولار، مقارنة بـ365 مليونًا في 2017.