مسؤول سابق بالفاتيكان يطالب البابا بالاستقالة
وفي رسالة من 11 صفحة تسلمتها منابر إعلامية كاثوليكية مُحافظة خلال زيارة البابا لإيرلندا، اتهم كبير الأساقفة السابق كارلو ماريا فيغانو وسفير الكرسي الرسولي السابق في واشنطن، قائمة طويلة من مسؤولي الفاتيكان والكنيسة الأمريكية الحاليين والسابقين بالتستر على قضية الكاردينال تيودور مكاريك الذي استقال الشهر الماضي.
وبلغة حادة لافتة للنظر قال إن "حالات التستر، التي أشار إليها، في الكنيسة تجعل الأمر وكأنه مؤامرة صمت لا تختلف كثيراً عما يسود من مؤامرات للمافيا"، وكتب فيغانو، الذي انتقد البابا قبل ذلك، قائلاً: "دعا البابا فرنسيس مراراً للشفافية المطلقة في الكنيسة".
وأضاف "في هذه اللحظة بالغة المأساوية للكنيسة العالمية، عليه الاعتراف بأخطائه، وتماشياً مع المبدأ المعلن برفض التسامح مع مثل هذه الأخطاء، يجب أن يكون البابا فرنسيس أول من يضرب مثلاً جيداً للكرادلة والأساقفة الذين تستروا على انتهاكات مكاريك، وأن يستقيل معهم جميعاً".
ورفض مسؤولو الفاتيكان التعليق على الرسالة اليوم الأحد، وقال فيغانو إنه أبلغ البابا في 2013 بالاتهامات التي يواجهها مكاريك بعد وقت قصير من انتخابه بابا للفاتيكان.
واتهم الكاردينال دونالد ويرل خليفة مكاريك في منصب أسقف واشنطن بأنه على علم بالانتهاكات، وهو ما نفاه ويرل، وأصبح مكاريك أول كاردينال يستقيل من المناصب العليا في الكنيسة بعد مراجعة توصلت إلى أن المزاعم بأنه انتهك جنسياً فتًى يبلغ من العمر 16 عاماً ذات مصداقية.
ويعد من أرفع كبار مسؤولي الكنيسة الذين وجهت لهم اتهامات بارتكاب انتهاكات جنسية في فضيحة هزت الكنيسة الكاثوليكية التي يبلغ عدد أتباعها 1.2 مليار مسيحي، منذ تقارير نشرتها صحيفة بوسطن غلوب في 2002 لأول مرة عن انتهاكات ارتكبها قساوسة ضد أطفال وتستر أساقفة عليهم.
ومنذ ذلك الوقت ظهرت تقارير عن أطفال تعرضوا لانتهاكات في الولايات المتحدة، وأوروبا، وتشيلي، وأستراليا، وطلب البابا فرنسيس اليوم المغفرة عن "الفضائح والخيانة" التي شعر بها ضحايا الاستغلال الجنسي من قبل رجال دين كاثوليك خلال زيارة مشحونة بدرجة كبيرة لإيرلندا، وقال بعض الضحايا إن "البابا ندد أمس السبت بالفساد والتستر داخل الكنيسة ،ووصف ذلك بفضلات الإنسان"