باب اللوق ... الفلاحون هم سبب التسمية
لكل مكان علامة واضحة ترتبط وتدلل عليه وتكون مثل البصم، وبمجرد ان يذكر اسم المكان تقفز الي الذهن كشاهد عليه دون غيره من الامكنه، علامة مصر علي مر التاريخ هي نهر النيل، وعلامة صحراء الجيزة الاهرامات التي تقف شاهداً علي تاريخ مجيد، وعلامة القاهرة الازهر الشريف وقلعة صلاح الدين، أما
العلامة التي كانت تميز الميدان
علامة ميدان "باب اللوق وشارع الفلكي" فقد كانت ذلك الكوبري العلوي الضيق والانيق الذي كان مخصصاً لنقل المشاه من الجانب الايسر الي الأيمن والعكس، جسم هذا الكوبري كان من الحديد المطلي باللون الأخضر الغامق، كان ضخماً رغم ضيق المساحة المخصصة للعبور فيه، وكان ارتفاعه شاهقاً حتي بالنسبة لشخص يتمتع بصحة طيبه، ولم تكن هناك حاجة ملحة لوجوده خصوصاً ان مساحة ميدان اللوق مضافاً إليها عرض شارع الفلكى ضيقة الي حد ما وكان سهلاً علي أي شخص ان يجتازها فوق الأرض بنوع من الحرص في المرور من امام السيارات المندفعة، باب اللوق رغم ضيقة يعتبر من اهم الميادين في قلب القاهرة فهو المعبر الامن للوصول الي قصر عابدين كما ان المساحة الفسيحة والمنعشة رغم الزحام حيث تتنفس فيها حسناوات الجامعة الامريكية هرباً من المحاضرات.
تاريخ الحي وتسميته
رغم ان المؤرخين اختلفوا في مسألة نسبة باب اللوق الي أبواب القاهرة الشهيرة، الا انهم اتفقوا علي الظروف التاريخية التي أدت الي تسميته "باب اللوق"، حيث أكدوا أن المنطقة التي يقع فيها الان كانت ارضاً زراعية وكان يغمرها فيضان النيل قبل بناء السد العالي، وعندما ينتهي الفيضان يقوم الفلاحون بتلويق هذه الأرض مثل غيرها من البقاع المصرية، "التلويق" هو( تجريف الأرض بجزوع خشبية بدائية كانت تجرها الحيوانات، وكان يركبها الفلاحون ليس بغرض التنزه ولكن من اجل الضغط عليها حتي تتمكن من جرف اكبر قدر ممكن من الطمى الخصب وتوزيعه بالتساوي علي الأرض، حيث كانت فائدته للزرع بمختلف انواعه تفوق الأسمدة التي يستخدمها الفلاحون الان فضلاً عن انه كان خالياً من الكيماويات) وكانت هذه العمليه تسمى "اللوق" ومن هنا جاء اسم "باب اللوق".
اهم شوارع الحي
شارع الفلكي أطول الشوارع التي تخترق الميدان و سمي نسبة ل"محمود الفلكى" مبتكر علم التقويم السنوية حيث وضع تقويما عام 1264 هجريه قارن فيه بين التواريخ الهجرية والميلادية والقبطية وبين مواقع الشمس والقمر طوال السنه.
السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب
ميدان باب اللوق وشارع الفلكي كانا قبل الدولة الايوبية بستاناً يعرف ببستان الشريف بن ثعلب، واشتراه السلطان الصالح نجم الدين أيوب بثلاثة الاف دينار مصري من الأمير حصن الدين ثعلب الجعفري، وجعله ميدان سمي بالميدان الصالحى وانشأ فيه مناظر جميلة تشرف علي النيل قبل ان ينشئ الخديو إسماعيل ميدان الإسماعيلية "ميدان التحرير"، ثم بني في الميدان "قنطرة الخرق" وكان موضعها مخصصاً لسقائي القاهرة، وظل الميدان المكان المفضل للعب ملوك مصر بالكرة والتخفف من أعباء الحكم ابتداء من الملك الصالح الي ان انحسر ماء النيل وبعد عنه، فأنشأ الملك "الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري" علي جانبه القريب من النيل ميداناً اخر ظل متنزهاً ومكاناً للهو ملوك مصر، الي ان اصدر الملك "الناصر محمد بن قلاوون" قراراً بإعادته الي سيرته الأولى بستاناً واحضر من دمشق سائر أصناف الشجر فسار ستاناً عظيماً.