ماذا يحدث داخل جماعة الإخوان المسلمين؟
انقسام جديد يضرب جماعة الإخوان المسلمين بعد إعلان محمد منتصر المتحدث الرسمي باسم جبهة شباب الإخوان الانشقاق عن الجماعة وتكوين جماعة موازية بعيدا عن سيطرة القيادات القديمة وعلى رأسها القائم بعمل المرشد الحالي الدكتور محمود عزت والقادة التاريخيين للجماعة.
وهو مايدفع للقول أن جماعة الإخوان انقسمت إلى جماعتين وهو ما أكده خبراء الجماعات الإسلامية.
"منتصر" والاحتفاظ بقيادات السجون
وأعلن محمد منتصر المتحدث الرسمي باسم جبهة شباب الإخوان أن مجلس الشورى العام للإخوان انعقد أمس بالقاهرة لبحث قرارات هامة، أولها أن مجلس الشورى العام المنتخب قرر بأغلبية الأصوات الفصل بين الإدارة التنفيذية للجماعة - الممثلة فى مكتب الإرشاد - والهيئة الرقابية التشريعية - الممثلة فى مجلس الشورى العام - ويواصل الانعقاد لمزيد من القرارات والإجراءات، كما قرر المجلس المنتخب احتفاظ الدكتور محمد بديع بموقعه كمرشد عام لجماعة الإخوان، وكذلك احتفاظ جميع أعضاء مكتب الإرشاد المحبوسين بمواقعهم حتى خروجهم من السجن.
جماعة الإخوان والإنكار
وأصدر طلعت فهمى المتحدث الإعلامى باسم "الإخوان"، بياناً أكد فيه أنه لا صحة للأخبار التى يتم تداولها عن انعقاد مجلس الشورى العام للجماعة بالقاهرة، وأضح أن الجماعة تعيد التأكيد على أن محمد منتصر قد تم إعفاؤه من مهمة المتحدث الإعلامى فى 14 ديسمبر 2015م وبالتالى فهو لا يمثلها ولا يتحدث باسمها من قريب أو بعيد.
صراع
وفي سياق متصل قال اسلام الكتاتني، القيادى الإخوانى المنشق، إن هناك صراع بين القيادة التاريخية للإخوان المتمثلة في جبهة محمود عزت وبين جبهة "محمد كمال" الشبابية،وتصدر الجبهتين بيانات متضادة، وكل جبهة ترى أنها الأحق بالقيادة ولها وحدها حق اتخاذ القرارات المنظمة لعمل وخطة الجماعة.
وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر" أن بإختلاف الجبهتين توجد كتلة سلبية ولكنها مع الإخوان.
ضعف
وأوضح اسلام الكتاتني أن جماعة الإخوان في أضعف حالتها في الوقت الحالي، مشيراً أن الجماعة تحتاج لعودة مسارها.
وأكد الكتاتني أن فوز الرئيس الأمريكي برئاسة الولايات المتحدة كان الدور الأبرز في ضعف الجماعة وخاصة أن أمريكا تمتلك أجهزة استخبارات عالمية وتعتبر الداعم الرئيسي للجماعة، بالإضافة إلى فشل تظاهرات 11/11.
وأشار الكتاتني أن المصالحة جماعة الإخوان مع الدولة بها أقاويل، مضيفاً أن جبهة محمود عزت تميل إلى المصالحة.
وتابع أن حديث إبراهيم منير نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين عن المصالحة لم يأتي اعتباطاً، مشيراً أن المماطلة في المحاكمات يعطى بارقة أمل للإخوان.
الإخفاق والشماتة
وأكد اسلام الكتاتني، القيادى الإخوانى المنشق، إن الإخفاق السياسي والاقتصادي يعطى الإخوان قبلة الحياة ليعودوا بل ولتزيد شماتتهم ضد الدولة.
وأضاف القيادي المنشق أن هذا الإخفاق يسرع وتيرة عودة الإخوان.
المصالحة
وأما عن المصالحة فقال الكتاتني أن لابد وأن يأتي وقت لغلق ملف الإخوان ولكن هناك قاعدة تقول: "لا مصالحة مع الدماء"، مضيفاً أن غلق الملف يحتاج لانهاء المحاكمات حتي يكون هؤلاء لاقوا عقابهم.
وأضاف أن غلق الملف يأتي بالتسوية طبقاً لنظرية "سيب وأنا أسيب".
قوة الإخوان
وبسؤال الكتاتني عن قوة الإخوان وهل نعتبرهم المسئولون عن ضرب الاقتصاد وكافة أشكال الإرهاب؟ فقل: "أن الإخوان ليسوا بهذه القوة ولا هذا التأثير".
وأوضح الكتاتني أن أقصى قوة للإخوان كانت وقت اعتصام رابعة وتشمل القوة القيادة والحشد والتمويل.
"الإخوان" انقسمت لجماعتان
ومن جانبه قال أحمد بان، الخبير بشئون الحركات الإسلامية، إن جماعة الإخوان تشهد خلال هذه الفترة اقسام حقيقي بين جبهتين كل منهما تريد ترسيخ سلطتها.
وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر" أنه لايمكن التعامل مع الجماعة بأنها هيكل واحد ولكن جماعة الإخوان انقسمت إلى جماعتان.
وأوضح الخبير بشئون الحركات الإسلامية أن التسوية مع النظام السياسي أو المصالحة لم تكن واردة في الفترة الحالية مع الإنقسام الذي تشهده الجماعة.