"دماء الأسفلت" لا تتوقف على طريق الموت بالمنوفية (صور)
"يارب استرها واخرجنا سالمين" ذلك الدعاء يردده السائقين قبل دخولهم على الطريق الإقليمي "كفر داوود - السادات" بمحافظة المنوفية، والبالغ طوله حوالي 38 كيلومتر، فلم تعد تهدأ مدينة السادات من وقوع حادث مروري، يسقط إثره ضحايا، حتى يفاجئون بحادث جديد أكثر بشاعة، وتقع معظم الضحايا بين مراكز (السادات، شبين الكوم، منوف) لكثرة انتقالهم من هذا الطريق للوصول إلى المصانع أو الشركات التي يعملون بها.
رصدت بوابة "الفجر" أبرز الحوادث على "طريق الموت" خلال الربع الأخير فقط من عام 2016، وذلك نتيجة المعاناة والخوف الشديد الذي يصيب أهالي المحافظة أثناء سيرهم على هذا الطريق الذين وصفوه بـ"طريق الموت"
ففي 11 أكتوبر الماضي، سقط قتيل وأصيب آخر بإصابات متنوعة، إثر اصطدام سيارة نقل بدراجة نارية كانت متوقفة على جانب الطريق، مرت 5 أيام فقط، وسادت حالة من الشلل المروري على الطريق، نتيجة وقوع حادث تصادم مروع، أصيب خلاله 9 أشخاص ولقي آخر مصرعه يدعى "علي.س.ف - 41 عامًا"، الأمر الذي أدى إلى تكدس السيارات لعشرات الأمتار.
وأكد مدير مرفق الإسعاف الدكتور "أمجد عبد الحميد"، في ذلك الوقت، على الدفع بـ 8 سيارات إسعاف لنقل المصابين.
وفي 3 نوفمبر، سقط قتيل جديد عقب انقلاب سيارة نقل كان يقودها، وتم نقل الجثة إلى مستشفى منوف العام.
كما استيقظت جامعة السادات في 11 نوفمبر، على فاجعة مؤسفة، حيث لقي 3 طلاب بكلية التجارة جامعة السادات مصرعهم، على ذات الطريق بحادث مروع.
وفي 29 نوفمبر، هرعت وكيلة الصحة بالمنوفية الدكتورة هناء سرور، الى مستشفى السادات المركزى، لتفقد طالبات مدرسة التمريض بالسادات، اذ تعرضوا لحادث مرورى أوقع قتيلة وأصاب 14 طالبة آخرى فى لحظات، عقب انقلاب "ميكروباص" كان يقلهم على الطريق.
حيث أن تلك الحوادث غيضُ من فيض، أقيم على إثرها عشرات المآتم والسرادق، وهرعت الأسر إلى المستشفيات المختلفة لتفقد ذويهم القابعين بداخلها، والمصابين بإصابات متنوعة.
- "تنفيذيو المنوفية" يتابعون الحوادث ويتجاهلون البحث عن حلول!
ورغم المتابعة المستمرة لوكيل الصحة بالمنوفية، لحادث فتيات تمريض السادات، ومتابعة رئيس جامعة السادات لحادث مقتل 3 من طلاب الجامعة في ساعة واحدة، وعلم رئيس مرفق الإسعاف ومستشفيات "منوف وشبين الكوم والسادات"، بحجم الخسائر البشرية التي سقطت خلال السنوات الماضية، إلا أنه لم يتحرك أحدهم ويسعى لتقديم خطة لحلها في أسرع وقت.
- محافظ المنوفية الرئيس الأسبق لمركز السادات: "لا يجد حلول"
كما أن محافظ المنوفية الدكتور "هشام عبد الباسط"، كان يشغل سابقًا رئاسة مدينة السادات لمدة 8 سنوات، وهو أكثر المسؤولين علم بخطر الطريق الإقليمي وحوادثه التي لا تتوقف، وبعد توليه قيادة المحافظة غفل عن إيجاد حلًا ينقذ أرواح الأبرياء المارين من الطريق.
- شكاوي بالجملة عن قيادة الأطفال السيارات بسرعة جنونية
وقال المواطن "حسين مجدي" ومقيم بمدينة السادات، إن الطريق رصفه سيئ، والسيارات تسير بسرعة جنونية للخروج من الازدحام، والتي تزداد معدلاتها في مناطق "كمين العجيزى - البريجات"، موجهًا لومه على السائقين، إضافة إلى كثرة المطبات التي تعطل حركة السيارات، وتخلق تكدسًا للسيارات غير مبرر، وأهم تلك المطبات الموجودة عند كوبري "السمك"، وقبل كوبري "كفر داوود".
وعبرت سيدة من مدينة السادات (فضلت عدم ذكر اسمها) عن اندهاشها من عدم محاسبة السائقين على تهورههم في القيادة، والاستهتار بحياة المواطنين، الذين قادهم الحظ العسر لركوب سيارات على هذا الطريق، ويمكن لطفل عمره 14 عامًا أن يقود سيارة بمفرده، ويستخدم أعلى سرعة ممكنة، مما يؤدي في النهاية إلى انقلاب السيارة، أو يتسبب في انقلاب سيارة آخرى، مستنكرة طباع السائقين في الرد على مخاوف الأهالي من وقوع حادث، لكونهم يعتبرون تجاوزاتهم فى السير على الطريق أمر متبع للجميع وأمر واقع يجب على الجميع تقبله، مطالبة الحكومة والجهات المعنية بالتدخل فورًا لحل الأزمة، وإيقاف نزيف الدماء المستمرة على الأسفلت.
- حلول مواطني "السادات" لحل مشكلات الطريق
وأشار "تامر خليل" مهندس من سكان مدينة السادات، إلى أنه مهتم بالشأن العام، وقرر بحث الأزمة بعد تفاقها، وقدم عدد من الحلول، مضيفًا أن المعضلة بكاملها تكمن في عملية تنظيم المرور، وأن قلة عدد سيارات المرفق الداخلي، سمحت لتسيير سيارات متهالكة لتغطية الطلب على المواصلات، وحلها في زيادة سيارات المرفق الداخلي، بما يتناسب مع الكثافة المرورية، وعدد الركاب على الطريق، ومنع تسيير المركبات المخالفة لشروط الأمان والمتانة.
ولفت إلى أن حل مشكلة قيادة القاصرين ومتعاطي المخدرات، إضافة إلى ضرورة منع قيادة صغار السن، وإجراء تحليلات عشوائية ومفاجئة للسائقين، أما عن مشكلة زيادة عدد الراكبين في السيارة، فالسبب يرجع إلى ندرة سيارات المرفق الداخلي لكونها تسمح لبعض السائقين باستغلال الفرصة، وتحميل أعداد زائدة في السيارات نتيجة الحاجة للسفر أو العودة، والحل هو منع خروج السيارات من بوابة الموقف بعدد أكبر من المصرح به.
- مخاطر كارثية تتسبب في حوادث مروعة
ويعد عدم الالتزام بالسرعة القانونية، هي أبرز المشاكل المسببة للحوادث، ولابد من تكثيف الرقابة على الطريق، وشن حملات مراقبة للسرعة، ومشكلة سير المركبات البطيئة مثل الكلاركات واللوادر والجرارات - غالبا بدون ترخيص سير أو ترخيص قيادة - ويمكن حلها بتغليظ العقوبة وتسيير مركبات المرور على الطريق لمراقبة هذه النوعية من المركبات.
وتتلخص المشكلة في سير وركن السيارات النقل والنقل بمقطورة على الطريق طوال اليوم، ويمكن تفاديها بمنع سير مركبات النقل على الطريق في أوقات الذروة ومنع الركن نهائيًا على جانبى الطريق، ومشكلة ضيق الطريق وكثافة المترددين على مدينة السادات، ستنتهي وحدها في حالة سرعة الانتهاء من توسعة الطريق.
وأشار "خليل" إلى عدم وجود حارة للمركبات البطيئة، مطالبًا بتسيير المركبات البطيئة في حارة مرورية خاصة (حارة البطئ) في غير ساعات الذروة، وفيما يختص بالمطبات العشوائية على الطريق وأهمهم المطبات الموجودة عند الإرسال والموجودة عند نزلة كوبري كفر داوود أمام الإسعاف، فيمكن إعادة النظر في المطبات وإصلاح التشققات العرضية بالطريق من قبل متخصصين في هذا الشأن.
- استبدال الحواجز الخرسانية بـ"معدنية" يحل الأزمة المرورية أمام كمين "العجيزي"
ونصح بإستبدال الحواجز الخرسانية بحواجز معدنية متحركة ليسهل فتح الطريق وقت الذروة والتكدس المرورى لحين نقل الكمين، كما أوضح أن تعدد المواقف يصعّب الرقابة عليها، اذ يوجد (موقف السادات الرئيسى بالمنطقة الأولى – موقف فى قلب المدينة عند مول السلام – موقف عند صينية بريما – موقف عند الإرسال – موقف عن كلية التجارة – موقف عند كلية التربية)، وحلها البسيط في اختيار موقفين فقط للعمل بهم، خاصة أن لها نفس خط السير وتمر من نفس الطريق.
- "مرور المنوفية" لـ "الفجر": جاري دراسة المشاكل واختيار أفضل الحلول
من جانبه، صرح رئيس مباحث المرور بمديرية أمن المنوفية الرائد "مصطفى بدوي"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن طريق "كفر داوود - السادات" ممهد بشكل جيد، وسيتم دراسة باقي المشاكل والحلول المقدمة، لتحديد أوجه القصور، واختيار أفضل الطرق والوسائل للقضاء على ظاهرة الحوادث في الطريق.