وزير البترول: كبار المسؤولين العراقيين أبدوا دعما ومساندة لا محدودين للتعاون مع مصر

أكد وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا أهمية التعاون ما بين مصر والعراق في مجال النفط والغاز، وقال: "مباحثاتي ولقاءاتي خلال زيارتي الحالية للعراق لم تقتصر على الجانب الفني الخاص بوزارة البترول بل تعدته إلى مباحثات مع كبار المسؤولين بالدولة العراقية الذين أبدوا دعما ومساندة لا محدودين للتعاون مع مصر في كافة المجالات، وهي رسالة من دولة العراق بمساندة سبل توثيق أواصر العلاقات والتعاون في مجالات الصناعة والتجارة والنقل والزراعة والطاقة والنفط".

ووصف الملا، نتائج زيارته للعراق التى تختتم اليوم الاثنين، بأنها "أكثر من ممتازة" وتفتح آفاق تعاون واسعة مع العراق في مجالي النفط والغاز وتعزز العلاقات الثنائية بشكل فعال، وأضاف: "إنها زيارة ناجحة بكل المقاييس ومتفائلون بنتائجها وبما يتبعها من زيارات مماثلة من الجانب العراقي لمصر من أجل تنفيذ كل ما يعود بالنفع ويحقق مصالح الشعبين الشقيقين".

وتابع: "أجندة زيارتي التي استغرقت ثلاثة أيام حفلت بالعديد من اللقاءات الهامة ومباحثات مكثفة مع رئاسات الوزراء حيدر العبادي ومجلس النواب سليم الجبوري والجمهورية فؤاد معصوم والتحالف الوطني عمار الحكيم ومع وزير النفط العراقي جبار اللعيبي الذي حضر كافة الاجتماعات".

وقال: "إنني لمست خلال اجتماعاتي مع المسؤولين العراقيين دعما عراقيا كاملا ومن كافة المؤسسات لمصر على صعيد قطاعي البترول والغاز، مشيرا إلى أن الزيارة والمباحثات التى أجراها مع وزير النفط العراقي والفريق المعاون له تأتي استكمالا وتتويجا للقاءات ومباحثات سابقة بين الجانبين".

تكرير خام البصرة

ولفت وزير البترول طارق الملا إلى أن من أهم ما تم الاتفاق عليه مع العراق هو استيراد نفط البصرة الخام لتكريره في مصر، وتعزيز التعاون بين الشركات المصرية العاملة في مجالي البترول والغاز والجانب العراقي، إضافة إلى شركات المقاولات والانشاءات بقطاع البترول وإنشاء خطوط نقل البترول وتوصيل الغاز وفي مجال التدريب للكوادر الفنية ونقل الخبرات.

وأوضح أن تكرير خام البصرة اتفاق ثنائي مصري - عراقي وهو ضمن بنود مذكرة التفاهم، لافتا إلى أن مصر تمتلك قدرات تكرير فائضة يمكن استغلالها في تكرير "خام البصرة" من أجل سد احتياجات الجانب العراقي من المشتقات النفطية، إضافة إلى الخام الذي ترغب مصر في شرائه وتحقيق التكامل بين البلدين بتشغيل المعامل المصرية وتوفير الطلب العراقي من المشتقات بدلا من استيرادها من السوق العالمية.

وتابع: "هذه بداية للتعاون مع العراق وصولا إلى اتفاقيات ومجالات أوسع من التعاون المشترك"، منوها إلى أن صناعة البترول والغاز في مصر عريقة، وقال: "إننا نمتلك التخصصات والخبرات والمهارات والكفاءات اللازمة والتى تضاهي المستويات القياسية العالمية".

ونوه بأن الشركات المصرية تلاقي ترحيبا من العراق للعمل على أراضيه، وأضاف: إن شركات مصرية تعمل بالفعل حاليا في البصرة في مجالات النفط والغاز وفي الحقول مع شركات أخري.

وأشار إلى أن هيئة البترول المصرية شريك بأحد الحقول النفطية "بلوك رقم 9" جنوبي العراق بنسبة 10% ووقعنا اتفاقا بشأن حقل غاز"سيبا" وبنسبة مشاركة 15%، إضافة إلى استثمارات في مجالي الزيت والغاز والاتفاق على استقدام شركات مصرية متخصصة للعمل في العراق من خلال تكوين شركات مشتركة مع الجانب العراقي وليس مجرد تنفيذ مهمة أو مشروع معين.

وأكد أهمية انشاء شركات مصرية- عراقية مشتركة تعمل بشكل مستمر وليس في مهمات مؤقتة محدودة، وقال: إن مصر والعراق وقعتا مذكرة تفاهم نعمل على تطويرها وتعزيزها من خلال لجنة مشتركة رفيعة المستوي من الجانبين تكون نقطة تواصل مابين الوزيرين في القاهرة وبغداد وتكون المتابعة سريعة ومباشرة.

ولفت إلى أن هناك زيارة سيتحدد موعدها لاحقا ليستكمل الجانب العراقي معنا في مصر المباحثات للتوصل لآلية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال مباحثاتنا الحالية ببغداد، وأضاف: إن مؤسسات الدولة العراقية ستقدم كل الدعم لنا ونحن متفائلون ولدينا ثقة كبيرة في انجاز وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه على أرض الواقع والاستثمار وتوفير فرص للمهندسين والعمالة الفنية المختصة والشركات المصرية في العراق.

وأعرب عن استعداد مصر لدعم والتعاون مع العراق وفق ما هو متاح ومن خلال الشركات العاملة حاليا في البصرة والتى تعمل بنشاط وتوسيع أعمالها، مشيرا إلى أن الشركات المصرية تتسم بالالتزام الصارم بالقانون ومتطلبات العمل والجانب العراقي مرحب بها وسعيد بإنجازاتها ولاسيما في المنطقة النفطية الجنوبية والمشروعات المرتبطة وذات العلاقة، مؤكدا أن العمل جار على توسيع عمل الشركات المصرية وزيادة عددها والجديد هو إنشاء شركات مشتركة مصرية- عراقية.

وأشار إلى أن مصر تمتلك شركات متخصصة في تدريب وإعداد الكوادر الفنية وتنمية المهارات، وهو أحد البنود في بروتوكول التعاون التى تنص على تنظيم دورات تدريب للعراقيين وفقا لاحتياجاتهم من خلال إنشاء شراكة في هذا المجال بحيث يتم نقل الخبرات والمهارات بواسطة شركة مشتركة تعمل بالعراق لهذا الغرض لتفريخ كوادر فنية متخصصة والعمل على تنمية مهاراتها.