"هيئة الترفيه"المولود الصامت مُطالب بتوطين 96 مليار ريال
منذ إعلان الأمر الملكي المتضمن إنشاء الهيئة العامة للترفيه في شهر مايو الماضي وتسمية "أحمد الخطيب" رئيساً لها؛ والأسئلة تتقافز إلى أذهان الناس حول هذا المولود، مستشرفين المستقبل القصير ليرى النور، إلا أنه ظل صامتًا دون حراك، ولا حتى ابتسامة تعكس هويته، بل لم يجد له مأوى حتى الآن.
وفي حين أقر مجلس الوزراء في جلسته أمس الاثنين الترتيبات التنظيمية للهيئة، فإن سقف الآمال المعلقة يرتفع يومًا بعد يوم، وتتعدد المهام، وتتوزع المسؤوليات الموكلة إليها، في حين لم تأت تلك الأيام بجديد يثلج الصدور و"يوسع الصدور" لذات السبب الذي خلقت من أجله وهو الترفيه والترويح.
ويتعين على الهيئة العامة للترفيه توطين ما مقداره 96 مليار ريال أنفقها السعوديون في عام 2015 خارج المملكة بحثاً عن الترفيه، وفقاً لمركز "ماس" التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الذي كشف عن أن حجم الإنفاق في الرحلات السياحية المغادرة "إنفاق سكان السعودية في الخارج"، بنحو 96.2 مليار ريال خلال العام الماضي، بزيادة "26.9" مليار ريال "39%" عن عام 2014، البالغ "69.3" مليار ريال.
ولم تعلن "الترفيه" عن مقرها بين وزارات وهيئات العاصمة الرياض، ولا عن فروعها في المناطق، كما أنها لم تسم المتحدث الرسمي الذي يتصدى للاستفهامات المتزاحمة، إضافة إلى أنها لم تسجل حضورًا في أي من وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، كما أنها لم توثق حسابها على منصة "تويتر"، واكتفت ببث ست تغريدات؛ أربع منها أخبار، وواحدة تهنئة بشهر رمضان، والأخرى نفي حول ما تردد عن استخراج الهيئة تصاريح لدور السينما والحفلات الموسيقية.
وخلال الأيام الماضية تناثرت أخبار على خجل تشير إلى أن هيئة الترفيه أعلنت عن برامجها خلال أشهر: أكتوبر، ونوفمبر، وديسمبر، وتضمنت البرامج فعاليات تقام لأول مرة في السعودية وتستضيفها ثلاث مدن هي: الرياض، وجدة، والدمام؛ حيث تشمل الفعاليات والبرامج عروض "آي لومينيت"، و"لاكشري انترتينمنت هاب"، وكذلك استعراض نجوم المصارعة الحرة WWE.
وأكدت الأخبار أنه سيكون هناك 166 فعالية، بينما يصل عدد الزوار إلى نصف مليون زائر، ويتوقع عوائد مالية تفوق 43 مليون ريال.
كما سيدخل برنامج "عرب جوت تالنت" لأول مرة في السعودية بعروض لمدة ثلاثة أيام، إضافة لعروض "كوميك كون" في فنون "الأنيميشن" والشخصيات الكرتونية، ومسابقات "أكشنها"، و"سبارتن ريس"، ومسرحية للفنان الكويتي طارق العلي بعنوان "قلب للبيع".
من جانبه، قال لـ"سبق" المحلل الاقتصادي "محمد السويد": إن هيئة الترفيه مهمتها تتجاوز تنسيق المناسبات، فدورها ينصبّ في جعل الترفيه جزءًا من ثقافة المجتمع وأسلوب حياته، سواء عن طريق التدخل في التخطيط الحضري للمدن أم حتى بخلق أساليب أو مرافق ترفيه مباحة مختلفة يستطيع فيها المواطن جعلها من ضمن حياته اليومية.