في ظل التوترات الأخيرة إثر مقتل رجل أسود.. تعرف على أحداث الثورة القادمة في أمريكا
برغم ادعاءها أنها سيدة العالم، وأنها المدافع الأول عن حقوق الإنسان، ها هي أمريكا تشرب من ذات الكأس الذي تذيقه الدول، والتي يعتريها أحداث عنصرية، ليست للمرة الأولى، وإنما يظل هذا الحال على امتداد أعوام ماضية، مما يرسم ملامح جديدة، وتساؤلات عن مدى اندلاع ثورة للسود.
العنصرية ضد السود
لطالما أوهمت أمريكا العالم بأثره، لا سيما العالم العربي، أنها تعمل دائما وفق حقوق الإنسان، وأنها تمثل حمامة سلام، وسط الدول، إلا أن الواقع لم يوافقها على الإطلاق، حيث تضرب تلك الأيام العديد من الأحداث العنصرية، وهو استهداف الشرطة الأمريكية لأصحاب البشرة السوداء، كان آخرها مقتل رجل أسود على يد الشرطة الأمريكية في ولاية كارولينا الشمالية، مما أدى إلى اندلاع أعمال عنف لليلتين على التوالي، أسفرت عن إصابة شخص بجروح، وذلك خلال احتجاجات على خلفية مقتل رجل أسود برصاص الشرطة.
ولم يحدث هذا للمرة الأولى بل تكررت أيضا في العديد من الأحدث السابق كان من بينها قتل رجال الشرطة اثنين من السود يومي في ولايتي مينيسوتا ولويزيانا، هذا فضلا عن أحدث كثيرة على ذات نهج العنصرية ضد السود.
رد الفعل وأخذ "الحق باليد"
وكنتيجة لانتهاكات الشرطة المتكررة، في حق السود تعاملوا هم الآخرين بطريقة رد الفعل، أو "أخذ الحق باليد"، فما كان منهم إلا أن أقدم قناص من أصل إفريقي، اسود البشرة على مقتل خمسة من رجال الشرطة ، حدث ذلك في الثامن من يوليو لهذا العام، كان معظمهم من البيض في مدينة دالاس.
تقارير ودراسات
وكانت صحيفة الواشنطن بوست نشرت دراسة، أكدت فيها أن الشرطة الأمريكية خلال العام 2015 ، قتلت ما يقرب من 1000 مدني أمريكي من السود، من بينهم 40% ممن قتلتهم الشرطة كانوا من العزل الغير مسلحين، ولكنهم قتلوا بسبب العنصرية العرقية، فيما أثبتت إحصائيات أخرى أن من بين أكثر من 685 ألف حادث توقيف من قبل الشرطة في مدينة نيويورك فى عام 2011 كان أكثر من 85 % من السود والملونيين، كما شهد عام 2012، قتل 136 من الأمريكيين السود، حسبما أكدت هذه الدراسات.
تساؤلات منطقية
هذا ويطرح كثيرون على أثر هذه العنصرية، العديد من التساؤلات، والتي من بينها، هل ما يجري في الولايات الأمريكية من مظاهرات للسود هو بداية التمرد والثورة؟ وماذا ستكون الولايات المتحدة مستقبلا في ظل تصاعد العنصرية ضد السود؟
أمريكيون تنبئون بسقوطها
وفي سياق التساؤلات السابقة أكد عمرو عبد المنعم، الباحث والمتخصص في شئون الإرهاب الدولي، أن الولايات المتحدة تعد من أكثر الدول عنصرية في التاريخ، موضحا أن هذه الدولة تصور نفسها على أنها حامي حمى حقوق الإنسان في العالم، إلا أنها في الحقيقة ليست على هذا النهج.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن جعلت هناك بالفعل حركات مقاومة، من السود في الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب الانتهاكات والعنصرية التي تقوم بها الشرطة، في حقهم، مؤكدا أن هذه الجماعات متواجدة بالفعل، ومرشحة للزيادة، مما ينذر بثورة كبيرة للسود مستقبلا، مذكرا أنه خلال القرن 17و 18 حدثت حرب كبيرة ، سميت بحرب الـ 100 عام، التي نشبت على أساس عرقي، وبالتالي فإن إمكانية حدوث حرب عرقية مرة أخرى في أمريكا هو من الأمور الواردة جدا، بل المؤكدة.
وأوضح عبد المنعم، أن الولايات المتحدة، بالتأكيد سيأتي عليها يوما ما وستكون في عداد الفوضى والتدمير، قائلا أن العديد من الأمريكيين ذاتهم، هم من يؤكدون هذه الحقائق، من بينهم روبرت فيسك، وكذلك بول كينيدي، حيث أن الأخير أكد أن القوى العظمى التي تتخلى عن المعايير الأخلاقية تسقط حتما في التدمير والذهاب بلا رجعة.
العنصرية ستؤدي لتدمير أمريكا على المدى البعيد
من ناحيته أكد اللواء حمدي بخيت، الخبير العسكري، أن الانتهاكات التي تحدث من قبل الشرطة الأمريكية في حق السود، ترشح الولايات المتحدة، لفوضى عارمة، إلا أن هذا لن يأتي على المدى القريب، بل سيكون على المدى البعيد، خاصة إذا ما ظلت الإدارة الأمريكية عامية أبصارها عن العنصرية التي تمارس ضد السود.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الولايات المتحدة تعيش بالفعل في خضم العنصرية، حيث أن الشرطة الأمريكية تمارس القتل الممنهج، قائلا أن هذا يؤدي إلى احتقان شديد، وغلا بين الطوائف المختلفة، هذا الأمر الذي يسبب مشكلات تطال الأمن القومي للبلاد بالتأكيد، إذا ما ظل الحال هكذا دون نظر إلى معالجة حقيقة.