ملامح خارطة جديدة تتشكل في أول أيام مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس

عربي ودولي

جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر

كان حدثًا مهمًّا في تاريخ إيران، شهدته العاصمة الفرنسية باريس أمس، حيث ينعقد مؤتمر المعارضة الإيرانية، ويستمر ليومين، ويشارك فيه شخصيات دولية فاعلة، ومسؤولون، ومفكرون، وسياسيون، أعلنوا دعمهم الكامل للمعارضة الإيرانية التي باتت لا ترى في وجه نظام الملالي القائم أي خير؛ فمن ممارسات قمعية لتآمر على المنطقة ودولها، إلى تحدي المنظمات الدولة حتى الوصول إلى رحلة إرهابية، تطوف أرجاء العالم العربي، بدأت في لبنان، مرورًا بالعراق، ووصولاً لسوريا واليمن.
 
وتفصيلاً عن هذا المؤتمر، قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق فيليب كراولي، وفق ندوة "أزمة الشرق الأوسط، ما الحل؟" التحضيرية السابقة لفعاليات مؤتمر المعارضة الإيرانية بباريس: "يجب التعاون مع الأنظمة المجاورة لإيران للوقوف في وجه الخطر الذي تشكله طهران، وخصوصًا في ظل خطر التطرف المتمثل في تنظيم داعش الإرهابي". وفق ما جاء بصحيفة "سبق"
 
 وأكد "كراولي" ‏أنه "لا يمكن إنكار دور إيران في الشرق الأوسط، لكنه دور مدمر في المنطقة، وخصوصا في سوريا". وشدد في حديثه على أنه "لا يمكن فصل سياسة إيران الداخلية عن سياستها الخارجية".
 
 أما الخبير في الجيوبوليتيك أستاذ العلاقات العامة فريدريك أنكل ‏فقال في كلمته التي ألقاها بالندوة: "إن النظام السوري وتنظيم داعش الإرهابي أشبه بالطاعون والكوليرا، كلاهما يجب الوقوف بوجهه". مشددًا على أن "إيران تلعب دورًا كارثيًّا في سوريا".
 
‏وأضاف "أنكل": "لا أرى جهودًا حقيقية للوقوف بوجه السياسات الإيرانية في المنطقة، بل هي مجرد أقوال دون إثباتات". مؤكدًا أن الرئاسة الأمريكية "لم تستطع السيطرة على إيران وأنشطتها الإرهابية في المنطقة، وإيران وعدت المجتمع الدولي بتحسين أوضاع حقوق الإنسان عقب اﻻتفاق النووي، لكنها لم تفعل ذلك".
 
وفي السياق ذاته، قال مارك غينسبرغ السفير الأمريكي السابق في المغرب والمستشار السابق للرئيس الأمريكي لسياسات الشرق الأوسط: "إن ‏هناك حركتين أصوليتين، هما داعش والقاعدة الإرهابيتان، لكن قبلهما كانت الثورة الإسلامية في إيران".
 
 وأكد، وفق ما نقلته قناة "العربية"، أن إدارة أوباما والاتحاد الأوروبي فشلا في منع إيران من التدخل في الشرق الأوسط، مشددًا على أن "الرئيس التالي للولايات المتحدة عليه أن يساعد على إقامة نظام ديمقراطي في إيران".
 
وتحدث رئيس مؤسسة "كولونيال وليامبيرغ" في فيرجينيا، وهو مدير سابق للتخطيط السياسي في الولايات المتحدة، في جلسة في الندوة تحت عنوان "عام بعد الاتفاق النووي مع إيران" قائلاً: "إيران لطالما حاولت أن تفرض حضورها بالقوة عوضًا عن النشاط السلمي".
 
 وأضاف: "كان الهدف من التسوية النووية هو تحويل إيران إلى بلد مسالم يقيم أسس الديمقراطية، لكن هذا لم يحصل". ‏ورأى "ريس" أنه "على الرئيس القادم للولايات المتحدة أن يؤكد لحلفائنا العمل على إيجاد استراتيجية لتغيير النظام في إيران".
 
 أما الباحث في الشؤون الاستراتيجية ‏برونو تيرنايس فقال: "إن إدارة أوباما فشلت في تغيير الوضع في إيران، أو الحد من تدخلها في الشرق الأوسط".‏
 
وأوضح عضو سابق بمجلس الشيوخ الأمريكي روبرت توريسيلي أنه "خلال العام الماضي حاولت إيران الحصول على تكنولوجيا التطوير النووي أكثر من 100 مرة". وأضاف: "علينا الضغط على النظام الإيراني، ومنعه من الوصول للنظام المالي العالمي، كما علينا الوقوف بوجه الانتهاكات الإيرانية في سوريا".
 
وتحدثت المستشارة السابقة للرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي فرانسيس تونسند  في كلمتها: "إن العدوانية هي النتيجة الأكثر وضوحًا للاتفاق النووي مع إيران"، مضيفة بأن "العدوان الخارجي للنظام الإيراني غير مسبوق، بينما لم يقف في وجهه أحد".
 
‏وبيّنت الكاتبة والمحللة السياسية ورئيسة "مركز الفرص المتكافئة" ليندا تشافيز في جلسة ثالثة، وفق ما ذكرته "العربية"، أن "نظام إيران حصل على ما أراد، وهو رفع العقوبات، فيما الوضع الاقتصادي السيئ والقمع في البلاد ما زالا مستمرَّيْن". وأضافت: "طالما لا يحترم النظام الإيراني حقوق الأقليات لا يمكننا أن نتحدث عن حصول تقدم في إيران".
 
أما حاكم ورمونت السابق والمرشح السابق للرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي هاوارد دين ‏فبدأ حديثه بالقول: "أنا لست فخورًا بتصرف حكومتنا مع النظام الحاكم في إيران؛ ‏لأن الحكومة الإيرانية فاسدة، والحكومات الفاسدة لا تدوم؛ وبالتالي لا يمكن الرهان عليها". وأكد أن "النظام الإيراني يمثل الشر في المنطقة؛ وبالتالي يجب التخلص منه بأسرع وقت".
 
وألقى الرئيس السابق للوفد الأوروبي للعلاقات مع العراق ستراون استيفنسون ‏كلمة نارية ضد النظام الإيراني وانتهاكاته لحقوق الإنسان وتدخلاته العسكرية في المنطقة، وقال إنه "يرتكب الجرائم الطائفية هو ومليشياته في العراق"، مستغربًا "إن إياد علاوي فاز في الانتخابات، ولكن حكام إيران فرضوا نوري المالكي، والأمريكان وافقوا عليه".
 
ورأى أن "الاحتلال الأمريكي للعراق كان مكسبًا لم يتصوره الملالي حتى في أحلامهم". مضيفًا: "حاليًا نشهد أكبر مجزرة في المحافظات السنية على يد المليشيات التابعة لإيران". ‏ودعا الغرب إلى الاعتراف بالمعارضة الإيرانية "ودعم ملايين الإيرانيين الذين يريدون التغيير وإسقاط النظام".
 
يُشار إلى أن وفودًا أوروبية وعربية كانت قد وصلت إلى باريس صباح أمس السبت للمشاركة في مؤتمر المعارضة الإيرانية، وسط حضور عشرات الآلاف من أنصار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وأعضاء منظمة مجاهدي خلق. ويتواصل المؤتمر ليومين متتاليين.