أسباب غضب طفلك
أعتبر الاختصاصي في علم النفس العيادي والتوجيه العائلي والجنسي الدكتور نبيل خوري أن حالة الغضب التي تنتاب الأطفال غالبا ما ترتبط بعامل مرضي سببه إما المعاناة من ارتفاع في درجات الحرارة، حساسية على موضوع معين أو شعوره بالعطش والجوع.
ولفت الدكتور نبيل خوري إلى أن هذه الأمور بمثابة وسائل تعبيرية عند الطفل لكونه عاجزا عن الكلام ما يجعله يحاول ايصال الرسالة إلى أهله الذين بدورهم يعملون على تأمين احتياجاته.
وأكد د. خوري أنه لا بد من الفصل بين حالة الغضب التي تنتاب الطفل وبين ما يشعر به المراهق، فالطفل الغاضب في عمر 5 أو ال 6 سنوات يعاني من الغيرة، الإهمال العاطفي في المنزل أو يكون غاضبا من تصرف بعض المدرسات والمدرسين معه.
لذلك لا بد من الفصل بين المرحلتين حيث أن المراهق ليعاني من تبدلات على المستوى الهرموني، فينمو في أجواء عائلية معينة وينضج باتجاه المجتمع وبالتالي لا تكون عوامل التواصل بين العائلة والمجتمع محمودا، وتحمل بطياتها عواقب غير إيجابية على المدى القصير، فيشعر المراهق بشيء من الخيبة التي تولد الإحباط وصولا إلى الحرمان وبالتالي الانتفاض من خلال نوبات الغضب وغالبا ما تظهر في المجتمعات التي غالبا ما تعيش الثنائية بين الشرق والغرب.
وأضاف أنه في ما خص المعالجة فهي بسيطة جدا، حيث لا بد من أن يكون هناك امتداد للحالة العاطفية في الطفولة الأولى والثانية وصولا إلى المراهقة لكي يدرك الطفل أن هناك من يستمع له ويحميه، وعلى الأهل التعامل مع احتياجاته كشاب وتأمين الحرمان الذي يعاني منه.
وختم الدكتور نبيل خوري حديثه بالقول إنه في حال كان الولد ليعاني من حالات الغضب المرضية فلا بد له من الخضوع لجلسات خاصة بهدف ضبط تلك الحالات والتي غالبا ما تعطي نتائج سريعة على المدى القصير، من خلال إزالة الأسباب المؤدية لحدوث الغضب في العائلة ومعالجة الطفل والأهل معا في حين أنه في حالات الغضب المتسارعة وغير المبررة فهذا مؤشر لحالة مرضية لا بد من دراستها بالتفصيل وسرعة معالجتها.