تعرف على وصية الرسول ودعائه المحبب في "ليلة النصف من شعبان"
يحتفي المسلمين في هذه الساعات بـ "ليلة النصف من شعبان"، وهي ليلة مليئة بالنفحات الإيمانية، والتي تتضمن تحويل القبلة كما هو متعارف لدى العلماء.
وليلة النصف من شعبان، هي الليلة التي تسبق يوم 15 شعبان، ولها أهمية خاصّة في المنظور الإسلامي، إذ ورد في فيها عدة أحاديث من نبي الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يبيّن فضلها وأهميتها، ويحيها المسلمين بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن.
وتبدأ ليلة النصف من شعبان من بعد صلاة المغرب اليوم وحتى أذان فجر اليوم التالي، وفيها يتجلى الله في السماء الدنيا ويغفر الذنوب للجميع الا لثلاث وهم المشاحن والمشرك وقاطع الرحم، ويفضل في هذه الليلة قيام ليلها بالصلاة حتى دخول صلاة الفجر مع الإلحاح في الدعاء.
وللدعاء في هذه الليلة فضله, عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أتاني جبريل ـ عليه السلام ـ فقال: هذه الليلة ليلة النصف من شعبان, ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم بني كلب, لا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا إلى مشاحن, ولا إلى قاطع رحم ولا إلى مسبل, ولا إلى عاق لوالديه, ولا إلي مدمن خمر قالت: فسجد ليلا طويلا وسمعته يقول في سجوده: أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك, وأعوذ بك منك, جل وجهك, لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت علي نفسك قالت: فلما أصبح ذكرتهن له, فقال: يا عائشة تعلمتهن؟ فقلت: نعم فقال: تعلميهن وعلميهن, فان جبريل عليه السلام أمرني أن أرددهن في السجود رواه البيهقي في شعب الإيمان.
ولهذه الليلة المباركة منزلة كريمة فهي ليلة من ليالي التجلي وقبول الدعاء, وهي التي حولت فيها القبلة إلى الكعبة المشرفة على أرجح الآراء, فجمعت هذه الليلة خصائص التكريم والتعظيم, فالاحتفاء بها والتقرب إلى الله تعالى فيها والدعاء أرجى للقبول لما ورد فيها من فضل عظيم وأجر كريم.
وقد اشتهر دعاء مأثور في هذه الليلة أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي الدنيا في الدعاء عن ابن مسعود رضي الله عنه, وورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ما دعا قط عبد بهذه الدعوات إلا وسع الله عليه في معيشته:
يا ذا المن فلا يمن عليه يا ذا الجلال والإكرام, يا ذا الطول والانعام لا إله إلا أنت ظهر اللاجئين وجار المستجيرين ومأمن الخائفين, ان كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيا فامح عني اسم الشقاء واثبتني عندك سعيدا موفقا للخير, وان كنت كتبتني عندك في أم الكتاب محروما أو فقترا علي في الرزق فامح حرماني ويسر رزقي واثبتني عندك سعيدا موفقا للخير فانك تقول في كتابك الذي انزلت: يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب رواه ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي الدنيا في الدعاء, والسيوطي في الدر المنثور والطبري وأبونعيم.