النص الكامل لمرافعة النيابة في قضية اتهام "مرسي" وآخرين بإهانة القضاء

أخبار مصر

محمد مرسي
محمد مرسي



انتهت اليوم محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، من سماع مرافعة النيابة العامة في جلسة محاكمة الرئيس الأسبق "المعزول " محمد مرسي و 24 متهما آخرين ما بين محامين وصحفيين ونشطاء وأشخاص ينتمون لجماعة الإخوان الإرهابية وذلك لاتهامهم بإهانة السلطة القضائية والإساءة إلى رجالها والتطاول عليهم بقصد بث الكراهية. 
 
عقدت الجلسة برئاسة المستشار أحمد عبد الوهاب شحاتة وعضوية المستشارين مدحت فاروق خاطر ومسلم عبد الوهاب مسلم وبحضور احمد عبد العزيز مدير نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية وبسكرتارية ياسر عبد العاطى وعبد المسيح فل وهانى حمودة.
 
حيث بدأ المستشار أحمد عبد العزيز مدير نيابة حوادث جنوب القاهرة مرافعته التي جاءت نصاً كالآتي: سيدي الرئيس حضارات السادة المستشارين ، خير ما تستهل به النيابة العامة قول المولى سبحانه وتعالى في محكمة تنزيله "اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب" صدق الله العظيم. 
 
سيدي الرئيس حضارات السادة المستشارين يامن تحقون الحق وتزهقون الباطل ليس للعدالة سوى رب في السماء ، أوكل اليكم في الأرض هذا العناء يا من أقسمتم يمين الولاء للعدل كلما خطت الأقلام ونطقت به ألسنتكم، باسم الحق الذي استقر في نفوسكم باسم العدل الذي رسخ في وجدانكم .
 
جئت اليوم لأعرض على عدلكم ، قضية أهين فيها القضاء ، أهين فيها الحق  أهين فيها العدل، أهين فيها طل قاضي يصحو في صباحه، محل في عنقه أمانة العدل بين الناس، محترما قدسية الحكم و الميزان ، ناسيين انه بالعدل قامت السموات والأرض و بالعدل وإقامته بين الناس يكون النصر وتقوم الدول .
 
جئت أعرض على عدلكم أناس ظهروا على جموع المصريين يهاجمون القضاء حصن المواطن الضعيف، حصن الذين تركونا في الأرض وطلبوا منا وهم في السماء حقوقهم، يهاجمون حصن الدولة إذا سقطت سقط معه أركان الدولة .
 
يهاجمون حصن العدل و العدالة يرمونها بسهام الغدر و الخسة، أناسا ظهروا واستغلوا كافة مواقعهم الوظيفية لا من أجل المهام الموكلة إليهم ومسؤولياتهم الجسام المنوطين بحملها بل من أجل الهجوم و إبراز سيوف الظلم و الانتقام غير المبرر و كأننا نعود الى العصور الجاهلية .
 
أناس ظهروا لجموع المصريين الشرفاء بجميع طوائفه يهتفون ويهللون أن القضاء فاسد، واني لأتعجب وأقف أمام نفسي و أحدثها ، أن هؤلاء من لهم باع في القانون ومنهم من كان تحت قبة البرلمان و المفترض انه نبض الشارع صوت الأمة صوت المواطن، في ضعفه صوت المواطن في مظلمته لنصرته ومنهم من كان رئيساً كان الجميع يتطلع إليه أن يكون معه في السراء و الضراء أن يكون محايدًا أن  يكون في نصرة الحق و العدل ولكنه أبا ذلك ومنهم أيضاً من استغل كاميرات الإعلام وعمله أمامها وسيلة ليست لإظهار الحق وإيضاحها للناس بل كانوا يلبسون الحق بالباطل، وهم يعلمون ومنهم أيضاً من أفنى عمره في أروقة العدالة وأعلت منصات القضاة وحمل راياتها فأصبح يشير بإصبع الاتهام إلى زملاؤه أنهم مزورون مسيسون يعملون من أجل الأنظمة السياسية .
 
ونسى وقفتهم على مر العصور أمام الظلم وسندته، وسنوا جميعا أن القضاء لا يحكم عن الهوى ، وإنما القاضي حر في تكوين عقيدته ويما يطمأن إليه وجدانه، بالإضافة إلى ما يعرض عليه من أوراق، يتنقل بين سطورها ويعايش الحقائق بحثاً عن الحقيقة وطالبواً تطهير القضاء، فأي إصلاح ترغبون به ، وأنتم أعلم انه يطهر نفسه بنفسه.

 
فمن أجل ماذا تغتالون العدالة أتغتالونه من أجل الشهرة أم من أجل السلطة أم من أجل محبيكم ومشاهديكم، ولكن الحي القيوم، الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، أبى أن يتركهم دون أن يفضح أمرهم، نسوا أن الله سبحانه وتعالى لا يحب الجهر بالسوء من القول. 
 
أنهم حاولوا جعل المصريون في حالة تشتت من أن القضاء لا يحكم على سند من القانون، إنما يصدر أحكامه على أساس من أهواء للنيل من أشخاص معينة بذاتها وجعل من القضاء وسيلة لتصفية حسابات حتى يخرج المواطنون ويقولون فيما بينهم انه لا يوجد عدل في تلك البلاد ويقولون ان القانون لا يطبق إلا على الضعفاء .
 
لا و أيم الله انه ليس ذلك، أن الجميع أمام القانون سواء كأسنان المشط لا فرق و لا تمييز، وأن الذين ظهروا امام الشعب جميع طوائفه هاجموا القضاء يقف امام عدلكم الآن يعرفون الذنب ولا يعترفون
 
سيدي القاضي إليك المشكتى ليس لي صبرا ولا جلد على ما ادعوه على القضاء و القضاة ـ لا لا تقولوا اني في ذلك مدعي، اتقوا الظلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة. 
 
إن النيابة العامة يتلمها شعور من الأسى و الحزن على زمان اتى على الناس تداس فيه القيم بأقدام من وكل برعايتها وتنتهي فيه القوانين بأيدي القوامين على حماية حرماتها ولكن "يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " .
 
جاءت تلك الأوراق بعد ثورة، خلقت من تحت الرصاص و النار، شعب ضحى بحياته من أجل حبه في مصر، وفرض شعب غاضب كلمته على حكام ساقوهم إلى العدالة وجاءت ثورة بأحلام مشروعة للجميع ، ليست فقط للقضاء ولكنها لجمع المواطنين سواء فحاولنا واجتهدنا لم نكن متباطئين أو متواطئين.

وتمت المحاكمات على الرئيس الأسبق حسني مبارك ونظامه، إلا أن صدرت الأحكام ، فظهر المتهمون على جميع الوسائل الإعلامية، وأصدروا عبارات تحمل الإساءة و الازدراء والكراهية للمحاكم، والسلطة القضائية ووجهوا أصابعهم إلى القضاء ووصفوه بما ليس فيه .
 
إن المتهمين القابعين في محراب العدل لم يشغل بالهم بلدهم ولا شعبهم ولا حقوقهم وإعلاء اسمها ورايتها والبحث عن حقوق كافة المصريين، إني لا أتحدث عن  "حق الثورة" فقط ولكني أتحدث عما يشغل بال المصريين من همومهم، بل أكتفوا بالتحدث والظهور والإدلاء بأحاديث إلى وسائل الإعلام دون العمل وتكليف أنفسهم عناء البحث أولا عن حق المصريين في ثورتهم، ثانياً عما يشغل بالهم من هموم وصاروا يهاجمون القضاء و النيابة العامة، لأسباب الله وحده يعلن ما كان داخل كل نفس تطلب وتشتهي، وأنهم ضلوا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو اصدق القائلين "يد الله مع القاضي حين يقضي".  
 
 
وكانت النيابة العامة  قد أحالت المتهمين للمحاكمة في يناير من العام الماضي، وهم  كل من : عصام سلطان (محام وعضو مجلس الشعب السابق - محبوس) – محمود الخضيري (محام وعضو مجلس الشعب السابق) – محمد سعد الكتاتني (رئيس مجلس الشعب السابق - محبوس) – محمد البلتاجي (أستاذ بكلية الطب جامعة الأزهر وعضو مجلس الشعب السابق - محبوس) – صبحي صالح (محام وعضو مجلس الشعب السابق - محبوس) – مصطفى النجار (طبيب أسنان وعضو مجلس الشعب السابق) – محمد العمدة (محام وعضو مجلس الشعب السابق - محبوس) – محمد منيب (محام وعضو مجلس الشعب السابق) – حمدي الفخراني (عضو مجلس الشعب السابق) – الدكتور محمود السقا (أستاذ بكلية الحقوق جامعة القاهرة وعضو مجلس الشعب السابق) – الدكتور عمرو حمزاوي (أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو مجلس الشعب السابق) – ممدوح إسماعيل (محام وعضو مجلس الشعب السابق - هارب) – منتصر الزيات (محام) – عبد الحليم قنديل (رئيس تحرير جريدة صوت الأمة) – نور الدين عبد الحافظ (مقدم برامج بقناة مصر 25 ) – أحمد حسن الشرقاوي (صحفي بوكالة أنباء الشرق الأوسط) – توفيق عكاشه (رئيس قناة الفراعين) – أمير حمدي سالم (محام) – عاصم عبد الماجد (عضو مجلس شورى تنظيم الجماعة الإسلامية - هارب) – وجدي غنيم (داعية – هارب) – عبد الرحمن يوسف القرضاوي (مقدم برامج سابقا – هارب) – علاء عبد الفتاح (مطور برمجيات) – محمد مرسي العياط (رئيس الجمهورية السابق – محبوس) – أحمد أبو بركة (محام وعضو مجلس الشعب السابق – محبوس) – الدكتور محمد محسوب (وزير شئون المجالس النيابية السابق- هارب)
 
وأسندت لهم اتهامات وهى  أنهم أهانوا وسبوا القضاء والقضاة بطريق النشر والإدلاء بأحاديث في القنوات التلفزيونية والإذاعية ومواقع التواصل الاجتماعي الالكترونية، من خلال عبارات تحمل الإساءة والازدراء والكراهية للمحاكم والسلطة القضائية، وأخلوا بذات الطرق سالفة الذكر، بمقام القضاة وهيبتهم، من خلال إدلائهم بتصريحات وأحاديث إعلامية تبث الكراهية والازدراء لرجال القضاء.
 
 
كما نسب أمر الإحالة إلى كل من المتهمين أمير سالم المحامي، ومحمد مرسي رئيس الجمهورية السابق، وأحمد أبو بركه المحامي، أنهم نشروا بطريق الإدلاء بأحاديث بث علانية في القنوات التلفزيونية والفضائية المختلفة، أمورا من شأنها التأثير في القضاة المنوط بهم الفصل في دعوى مطروحة أمامهم (محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك، وقضية أرض الطيارين التي كان متهما فيها الدكتور أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق) وعلى الشهود الذين قد يطلبون للإدلاء بشهادتهم، وعلى الرأي العام ضد المتهمين في تلك الدعوى
 
 
 
ونسب أمر الإحالة إلى الرئيس الأسبق محمد مرسي أنه سب وقذف موظفا عاما وذو صفة نيابية (القاضي علي محمد أحمد النمر) بأن وصفه في خطابه الرئاسي في 26 يونيو 2013 المذاع علانية على القنوات التلفزيونية المختلفة، بكونه "قاض مزور ومازال يجلس على منصة القضاء" معرضا به بأنه أحد قضاة محاكمة خصها وحددها في حديثه، وهي دعوى المحاكمة المعروفة إعلاميا بقضية أرض الطيارين، وكان ذلك جميعه بسبب أداء وظيفته كقاض، وأداءه لخدمة عامة وهي الإشراف على الانتخابات البرلمانية عام 2005