عاجل- أمراض نفسية وتزايد حالات الانتحار في إسرائيل بعد عامين على حرب غزة

كشفت دراسة إسرائيلية حديثة عن انتشار واسع للأمراض النفسية داخل المجتمع الإسرائيلي، لا سيما بين جنود الاحتلال، مع تسجيل ارتفاع مقلق في معدلات الانتحار، بعد مرور عامين على الحرب على غزة التي تحولت إلى أزمة إنسانية واقتصادية عميقة.
ووفقًا لمؤسسة التمويل الاجتماعي في إسرائيل، فإن التداعيات النفسية للحرب قد تُكلف الاقتصاد الإسرائيلي نحو 50 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، بسبب نفقات العلاج وفقدان الإنتاجية.
وتشير الدراسة إلى أن 74% من التكلفة الاقتصادية لهذه الاضطرابات لا تعود للعلاج المباشر، بل لفقدان القدرة على العمل والإنتاج، بينما تُنفق النسبة الباقية على الرعاية الصحية ومشكلات الإدمان.
20 ألف جندي مصاب نفسيًا والانتحار يتزايد بين صفوف الجيش
وبحسب بيانات وزارة الدفاع الإسرائيلية، فقد أُصيب نحو 20 ألف جندي منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، يعاني أكثر من نصفهم من اضطرابات نفسية حادة، فيما سُجل انتحار 40 جنديًا منذ بدء الحرب، بينهم 16 خلال العام الماضي فقط.
وتحذر الصحف الإسرائيلية من أن الأزمة لم تعد “عابرة”، بل تحولت إلى “أزمة متواصلة تثقل كاهل المجتمع”، حيث يعاني الجنود القدامى من العزلة، الغضب، اضطرابات النوم، وانهيار العلاقات الأسرية، مما أدى إلى تراجع الإنتاجية وتزايد الغياب عن العمل.
الاضطرابات النفسية تمتد إلى المجتمع المدني
أشارت مجلة ذا لانسيت إلى أن معدلات اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق تضاعفت تقريبًا بين الإسرائيليين، مع توقعات بأن 5.3% من السكان سيُصابون باضطراب ما بعد الصدمة في السنوات المقبلة.
كما أوضحت أن الصدمات غير المعالجة تتجلى في ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، والسكري، وتؤدي في كثير من الحالات إلى الانتحار.
نزيف اقتصادي مستمر وتراجع الثقة بالأسواق
تُظهر بيانات يديعوت أحرونوت أن تكلفة الحرب على غزة تجاوزت 100 مليار دولار، أي أكثر من نصف ميزانية إسرائيل لعام 2025، ما أدى إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، ارتفاع العجز، وهروب الاستثمارات، فضلًا عن اتساع العزلة السياسية والاقتصادية للدولة العبرية.
بعد عامين على الحرب، لا تقتصر خسائر إسرائيل على الميدان العسكري، بل تمتد إلى الأبعاد النفسية والاقتصادية والاجتماعية، في ظل أزمة غير مسبوقة تهدد النسيج المجتمعي وتضع الاقتصاد الإسرائيلي أمام اختبار صعب.