إيمان كمال تكتب: المجد لـ «إحساس شيرين.. وأنوثة هيفاء.. وتمثيل غادة»
■ الإحساس وحده يكفى وهو ما استطاعت شيرين أن تنقله لجمهورها فى تجربتها الدرامية الأولى مسلسل «طريقى» للمؤلف تامر حبيب والمخرج محمد شاكر خضير، فشيرين ليست الممثلة القوية التى تراهن على قدراتها فى هذا المجال إلا انها اعتمدت على مشاعرها وإحساسها الذى يميزها أيضا فى عالم الغناء لتوصل للجمهور شخصية «دليلة فتعيش مع حلمها بأن تصبح مطربة فى فترة زمنية كان العمل بالفن جريمة لدى بعض العائلات، لتعيد إلينا أعمالاً سبق وشاركت فيها مطربات الزمن الماضى التى لا تحتاج لطاقة تمثيلية جبارة بقدر ما تحتاج إلى المشاعر والأحاسيس، فتكفى طلة شيرين لتؤكد على وجه الفتاة المصرية المبهجة».
■ يكفى أن تراها على الشاشة لتتذكر مقولة «هكذا خلق الله الأنثى» فهيفاء وهبى تعيد فكرة الأنوثة الطاغية التى افتقدتها الشاشة كثيرا، وإن كانت حاولت فى «مريم» ألا تركز على جمالها فقط واجتهدت فى تقديم شخصية التوأم مريم وملك.
هيفاء تعرف جيدا بأن موهبتها فى التمثيل ليست بالقوة الكافية لمنافسة الممثلات الكبار لكنها تجتهد كثيرا فى تقديم الشخصيات التى تليق بها، وتعمل على تنوع ظهورها على الشاشة فمن يتابعها فى «مريم» يدرك جيدا أنها خرجت من عباءة محمد سامى فى «كلام على ورق».
■ طوال السنوات الماضية تحاول غادة عبد الرازق أن تخرج من عباءة الأنوثة والإغراء والتى ظهرت بها فى الأدوار التى لعبتها كثيرا مع بداية صعودها ولكن تراهن غادة مؤخرا على تقديم الشخصيات المركبة التى تعلن عن ممثلة بارعة لتصل إلى ذروتها فى «الكابوس» على الرغم من القتامة الشديدة للسيناريو والذى وقع فى فخ عدم التنوع وهو ما زاد من حالة الكآبة الشديدة التى تحيط بالشخصية والذى تسبب فى أن يقع المسلسل بأكمله فى فخ السوداوية المفرطة على الرغم من محاولات المخرج إسلام خيرى الخروج من هذا الفخ بجهود ملحوظة وهو ما يزيد من حالة الكآبة.
■ القمة لا تحتاج الكثير من الدعاية، فبهدوء استطاعت أن تسحب نيللى كريم البساط من بنات جيلها ومن سبقوها أيضا مما احتكرن لقب الفنانة الأولى لسنوات لمجرد حصولهن على البطولة المطلقة لأسباب مختلفة، لكن نيللى التى استوعبت التمثيل تماما وتشربت الشخصيات التى تقدمها على الشاشة، لتتمرد على نفسها وعلى ملامحها التى طالما حصرتها فى شخصيات رومانسية وبريئة، فخرجت من عباءة «ذات» و«سجن النسا» بتحت السيطرة لتقدم بهدوء تام شخصية المرأة التى تعانى من الإدمان بشكل واقعى.
■ هل تعاطفت يوما مع فتوة متسلط! هو السؤال الذى طرحته على نفسى بعد أن وجدت نفسى متورطة فى حب هذا الرجل «سيد رجب» فى مسلسل «حارة اليهود» فعلى الرغم من الشخصية التى يقدمها والتى لا تتورع عن أذية الآخرين إلا أننى لم أملك سوى التعاطف الشديد مع الشخصية التى انكسرت داخليا بعد أن أصبحت ابنته راقصة، فلم أر أمامى إلا صورة الأب الذى انهزم تماما بعد أن خسر ابنته الوحيدة، سيد رجب الموهبة التى تذكرنا دائما بأنه ليس شرطا أن تكون البطل أو صاحب الملامح الوسيمة لتكون غول تمثيل.
■ من منا لم يقف حائرا أمام «العهد» فالعمل حتى وإن تعرض لهجوم شديد من البعض إلا أنه لا يمكن أن يمر مرور الكرام فهو حالة فنية متكاملة العناصر من صناعة تأليف وإخراج والديكور والموسيقى وحتى المباراة الرائعة فى التمثيل فأيضا استطاع أن يحقق إشادة واسعة.
يحاول مؤلفه طوال الوقت الخروج عن المألوف بأفكار تبدو غريبة للبعض ممن اعتادوا الفرجة على المألوف ومهاجمة ما يخرج عن ذلك فالعمل يستحق الوقوف أمامه كثيرا سواء اتفقنا أو اختلفنا معه.
■ بخطوات فنية بطيئة عكس باقى أبناء جيله لكنها مدروسة جدا ومنوعة أيضا يأتى الفنان الشاب محمد الأحمدى، فعلى الرغم من أن معظم أدواره مع يحيى الفخرانى من نديم فى «ابن الأرندلى» وعبد القادر «فى الخواجة عبد القادر» وحتى بلال فى دهشة، اختلافات جوهرية دعمها هذا العام بشخصتين فى مسلسل «ذهاب وعودة» و«طريقى» ليؤكد على تميزه بين جيله وبأنه من الوجوه المبشرة مستقبلا.