احمد شوبير يكتب : انقلاب مفاجئ على الجزائر فى الاتحاد الإفريقى

مقالات الرأي



١-٢-٣ ونص دينا رقصت الكاف على واحدة ونص.. العجوز والأمير والنجم ينطلق من مصر

احتضنت مصر خلال الأيام القليلة الماضية أهم حدث كروى إفريقى فى الجمعية العمومية الكاف بحضور ٣٥ رئيس اتحاد بالإضافة إلى السيد عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقى لكرة القدم وكم كان جميلاً أن نرى مصر تتزين وتتجمل وهى تستقبل الوفود من جميع أنحاء العالم ساعين لشراء ودها وصوتها ومساندتها فى الانتخابات المقبلة على رئاسة الاتحاد الدولى لكرة القدم فقد رأينا الثعلب العجوز بلاتر وهو يتجول بين الوفود ساعياً لضمان أصواتهم لصالحه فى الانتخابات المقبلة والتى تقام فى شهر مايو القادم وكعادته أصرف بلاتر فى الوعود للدول الإفريقية حيث أعلن أنه سيسعى إلى زيادة عدد مقاعد القارة الإفريقية فى كأس العالم المقبل الى ٦ مقاعد متحدياً بلاتينى رئيس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم والذى تعالت مطالبه بزيادة مقاعد أوروبا فى المونديال على حساب إفريقيا وآسيا وبذلك ضمن بلاتر مقدماً معظم الأصوات الإفريقية حيث إنه يرتبط بصداقة عميقة مع معظم رؤساء الاتحادات الإفريقية، أيضاً حضر الاجتماعات الأمير على بن الحسين رئيس الاتحاد الأردنى لكرة القدم والمدعوم بقوة من قبل شقيقه جلالة الملك عبد الله ملك الأردن الشقيق فى مهمة شبه انتحارية وهى منافسة الثعلب العجوز بلاتر ورغم تمنياتنا جميعاً بفوز الأمير على إلا أن الواقع والمعطيات تقول عكس ذلك تماماً وسيكفى الأمير شرف المحاولة أما الآخر فهو النجم البرتغالى الشهير لويس فيجو والذى اتخذ قراراً مفاجئاً بالترشح على مقعد الرئيس دون أدنى دراية أو خبرة بالعملية الانتخابية معتمدا على أصوات القارة الأوروبية والتى ستخرج معظمها عنه بسبب بسيط وهو أن رئيس الاتحاد الهولندى ميكائيل فان براج تقدم هو الآخر للترشح أمام بلاتر ويبدو أن بذكاء الأخير جعل فرصة فيجو ورئيس اتحاد هولندا فى الحصول على عدد محترم من الأصوات معدومة خاصة أنه يملك هو الآخر عدداً لابأس به من الأصوات فى أوروبا لذلك بات محسوماً انتهاء انتخابات الاتحاد الدولى من الجولة الأولى بتفوق كاسح لبلاتر وعلى هامش هذه الاجتماعات أيضاً حدثت مفاجأة مدوية وهى عودة التونسى طارق البشماوى لعضوية المكتب التنفيذى للفيفا على حساب الثعلب الجزائرى محمد روراوة وحتى الآن لا يعرف أحد سر انقلاب حياتو، وأعضاء المكتب التنفيذى للاتحاد الإفريقى على محمد روراوة خصوصا أن الرجل صاحب أياد بيضاء فى الاتحاد الإفريقى وله خبرة عريضة فى الاتحاد الدولى لكرة القدم، خسائر الجزائر لم تقف عند خروج روراوة بل امتددت إلى عدم تنظم نهائيات أمم إفريقيا ٢٠١٧ رغم أن كل التوقعات كانت تصب فى مصلحة الجزائر الشقيق.  

نعود مرة أخرى إلى هذه التظاهرة الإفريقية العالمية على الأراضى المصرية فى رسالة واضحة للعالم أجمع بأن مصر بخير وأمان وسلام وأن يديها مفتوحة وملاعبها أيضاً مفتوحة لتنظيم البطولات واستضافة المؤتمرات وإنجاح كل فعاليات الاتحاد الدولى والإفريقى لكرة القدم، ولكن لى عدة ملاحظات أولها أنه لم يكن من المقبول أو المعقول أن يكون نجم حفل هذه الدرجة من الأهمية الراقصة دينا مع كل احترامى لها إلا أنه يبدو أن القائمين على تنظيم الاحتفال قد أصيبوا بحالة من الزهايمر المؤقت عندما خلطوا بين الرقص والترقيص فى كرة القدم وما يستدعى أن نفكر مستقبلا فى كيفية الإخراج الجيد لمثل هذه الأحداث فى صورة مصر أمام العالم أجمع وإن كنا نتمنى أن يكون هناك نوع من الاحترام والتقدير لمثل هذا الحدث العالمى، أيضاً لا أعرف السبب الحقيقى فى هذا الانقلاب على الجزائر الشقيق وحرمانها من تنظيم البطولة الإفريقية خصوصاً أنها لم تنظم هذه البطولة منذ عام ١٩٩٠ عندما حصدت اللقب أمام نيجيريا.. مرة أخرى تثبت مصر أنها قادرة على تنظيم احتفاليات رائعة بدأت بالقمة الاقتصادية ثم القمة العربية وآخرها القمة الإفريقية الكروية فهل دولة بهذا الحجم وبهذه القوة لا يمكنها أن تنظم دورى محترماً بضوابط وقواعد وأسس يحترمها الجميع ويصبح الدورى المصرى واحداً من أهم الدوريات ليس فقط على مستوى القارة الإفريقية ولكن على مستوى المنطقة بأثرها.