بوابة الفجر

سيراليون تخصص 18 يناير يومًا وطنيًا لإحياء ذكرى ضحايا الحرب الأهلية.. التفاصيل

رئيس جمهورية سيراليون
رئيس جمهورية سيراليون جوليوس مادا بيو- الفجر

أعلن رئيس جمهورية سيراليون، جوليوس مادا بيو، رسميًا تخصيص يوم 18 يناير من كل عام كيوم وطني لإحياء ذكرى ضحايا الحرب الأهلية في البلاد، التي استمرت عشر سنوات وانتهت عام 2002، وأودت بحياة نحو 120 ألف شخص، وفقًا للتقديرات الرسمية.

جاء هذا الإعلان في إطار جهود الحكومة لتعزيز المصالحة الوطنية والتذكير بالتضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب السيراليوني خلال سنوات الصراع، والذي خلف آثارًا اجتماعية واقتصادية وإنسانية طويلة الأمد على البلاد.

أهمية يوم إحياء الذكرى

وقال الرئيس مادا بيو إن تخصيص هذا اليوم يمثل فرصة للتأمل في الماضي، والتأكيد على التزام سيراليون ببناء مجتمع يسوده السلام والوحدة الوطنية. وأضاف أن هذا اليوم سيمكن الأسر والأفراد من تكريم ذويهم الذين فقدوا حياتهم أثناء الحرب الأهلية، كما يعكس التزام الدولة بتعزيز ثقافة السلام ومناهضة العنف.

وستشهد فعاليات هذا اليوم في العاصمة فريتاون وبقية الولايات مراسم رسمية تشمل عروضًا وطنية، جلسات تذكارية، وأنشطة تعليمية لتوعية الأجيال الجديدة بتاريخ البلاد، والتأكيد على قيم التعايش والمصالحة.

خلفية الحرب الأهلية في سيراليون

بدأ النزاع المسلح في سيراليون عام 1991، واستمر حتى عام 2002، مع وقوع عمليات عنف واسعة شملت جميع مناطق البلاد تقريبًا. وأسفرت الحرب عن مقتل نحو 120 ألف شخص، ونزوح مئات الآلاف داخليًا وخارجيًا، وتدمير بنية تحتية حيوية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والطرق.

وتم توقيع اتفاقية السلام النهائية عام 2002، لكنها تركت إرثًا اجتماعيًا صعبًا، حيث عانى الناجون من صدمات نفسية ومعاناة اقتصادية طويلة. ومن هنا جاءت أهمية إحياء ذكرى الضحايا كخطوة نحو تحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز الوحدة بين مختلف مكونات المجتمع.

ردود الفعل المحلية والدولية

رحبت منظمات المجتمع المدني ومؤسسات حقوق الإنسان بإعلان الرئيس مادا بيو، معتبرين تخصيص يوم وطني لإحياء الذكرى خطوة مهمة نحو تعزيز التماسك الاجتماعي وتثقيف الأجيال الجديدة حول مخاطر الصراعات المسلحة. كما أشادت بعض الجهات الدولية بجهود الحكومة السيراليونية في ترسيخ قيم السلام والمصالحة.

يُذكر أن سيراليون تعد نموذجًا للعديد من الدول التي عانت حروبًا أهلية، في كيفية التعامل مع آثار الصراع عبر سياسات تذكير جماعي ومصالحة وطنية شاملة، مع التركيز على حقوق الضحايا وتعزيز الوحدة الوطنية.