بوابة الفجر

الشعب السوداني يخرج في يوم الاصطفاف الوطني لدعم القوات المسلحة في مواجهة الدعم السريع

فعاليات شعبية واسعة
فعاليات شعبية واسعة بمناسبة يوم الاصطفاف الوطني- الفجر

شهدت السودان صباح اليوم السبت 13 ديسمبر 2025، فعاليات شعبية واسعة بمناسبة يوم الاصطفاف الوطني، حيث خرج الآلاف من المواطنين في مختلف الولايات للتعبير عن دعمهم للقوات المسلحة السودانية في مواجهة مليشيات الدعم السريع، ضمن ما أطلق عليه "حرب الكرامة".

طبيعة ومكان الوقفة

أعلنت وكالة السودان للأنباء عن تنظيم الوقفة بالتنسيق مع ولاة الولايات والمقاومة الشعبية تحت شعار "جندينا عزتنا"، وشملت المدن الرئيسية مثل بورتسودان، كوستي، الكلاكلة، ودارفور. وقد تركزت المشاركة على تعزيز الوحدة الوطنية ورفض أي تدخل خارجي، بالإضافة إلى المطالبة بتصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية.

المشاركة الجغرافية والشمولية

امتدت الفعاليات لتشمل الخرطوم وجنوب الخرطوم، كوستي، دارفور، والكلاكلة، مع دعوات للجاليات السودانية بالخارج للمشاركة، ما يعكس شمولية الحشد الشعبي وتضامن المواطن السوداني مع الجيش، والذي يُعد رمزًا للوحدة الوطنية وحماية السيادة.

السياق العام

تأتي هذه الفعاليات في وقت يشهد فيه السودان تصاعدًا للقتال في مناطق كردفان ودارفور، مع استمرار الأزمة الإنسانية التي أدت إلى نزوح آلاف المدنيين وتفاقم الاحتياجات الأساسية. ورغم الصعوبات، أكد المواطنون في الوقفة على ضرورة دعم القوات المسلحة السودانية، معتبرينها الضامن الرئيسي لأمن واستقرار البلاد.

رسائل الوقفة

أكد المتحدثون أن الهدف من الوقفة هو تعزيز وحدة الصف الوطني ورفض كل محاولات زعزعة الأمن أو الانقسام الداخلي، إضافة إلى إرسال رسالة واضحة للمجتمع الدولي بشأن موقف الشعب السوداني من مليشيات الدعم السريع وأهمية احترام سيادة السودان.

 

والجدير بالذكر أن السودان يشهد منذ أبريل 2023 أزمة سياسية وأمنية وإنسانية معقدة، اندلعت عقب تفجر الصراع المسلح بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بعد خلافات حادة حول دمج القوات وترتيبات الانتقال السياسي. وسرعان ما تحولت المواجهات إلى حرب واسعة النطاق شملت العاصمة الخرطوم وعددًا كبيرًا من الولايات، خاصة في إقليمي دارفور وكردفان.

أدى النزاع إلى انهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة وتعطل الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة والتعليم والكهرباء والمياه، إلى جانب تراجع حاد في الاقتصاد وارتفاع معدلات التضخم والبطالة. كما تسبب القتال في واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم، حيث اضطر أكثر من عشرة ملايين سوداني إلى الفرار من منازلهم، سواء داخل البلاد أو إلى دول الجوار، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء.

وعلى الصعيد الإنساني، تواجه المنظمات الدولية صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات بسبب انعدام الأمن واستهداف البنية التحتية والمنشآت المدنية، بما في ذلك المستشفيات ومقار الإغاثة. وتتهم الحكومة السودانية قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، تشمل القتل والنهب والاعتداءات الجنسية، خاصة في مناطق دارفور، فيما تحذر الأمم المتحدة من خطر المجاعة في عدة ولايات.

سياسيًا، تعثرت جميع المبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية شاملة، رغم جهود الوساطة التي قادتها أطراف إقليمية ودولية. وفي ظل استمرار القتال، تتزايد المخاوف من تفكك الدولة وتفاقم التداعيات الأمنية والإنسانية على المنطقة بأسرها، ما يجعل الأزمة السودانية واحدة من أخطر الأزمات في إفريقيا والشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة.