بوابة الفجر

القهوة… المشروب الأكثر شعبية بين الفوائد والمخاطر الصحية

بوابة الفجر

تُعدّ القهوة المشروب الأول لملايين الأشخاص حول العالم، وهي جزء أساسي من الروتين اليومي للكثيرين.

 فالبعض لا يبدأ يومه دون فنجان قهوة يعيد له النشاط، بينما يعتمد آخرون عليها خلال ساعات العمل والدراسة لتحسين التركيز واليقظة.
ورغم شعبيتها الكبيرة، فإن تأثير القهوة على الصحة ما زال محورًا للنقاش بين العلماء، خصوصًا مع صدور دراسات جديدة تكشف عن فوائدها ومخاطر الإفراط فيها.

فيما يلي تستعرض لكم بوابة الفجر الإلكترونية نظرة شاملة على القهوة من منظور صحي، ونستعرض أحدث الأبحاث العلمية التي تناولت تأثيرها على الجسم، إلى جانب نصائح الخبراء حول استهلاكها بشكل آمن ومتوازن.

القهوة أكثر من مجرد “منبه”

تحتوي القهوة على مئات المركبات الفعّالة، من بينها مضادات الأكسدة والبوليفينولات، وهي مواد تساعد على حماية الخلايا من التلف وتعزيز صحة أعضاء مختلفة في الجسم.
أما الكافيين، فهو المادة الأشهر في القهوة، والمسؤول عن تحسين التركيز وتقليل الشعور بالإرهاق.

ويؤكد أخصائيو التغذية أن تأثير القهوة الإيجابي يعتمد أساسًا على الكمية، وطريقة التحضير، ونوعية البن المستخدم.

<i><strong>القهوة… المشروب الأكثر شعبية بين الفوائد والمخاطر الصحية</strong></i>
القهوة… المشروب الأكثر شعبية بين الفوائد والمخاطر الصحية

فوائد القهوة: ما الذي أثبتته الدراسات؟

1. تعزيز التركيز وتحسين الأداء الذهني

الكافيين يعمل على تحفيز الجهاز العصبي ومنع الإحساس بالنعاس، مما يساعد على زيادة التركيز وتحسين الذاكرة قصيرة المدى.
وتشير دراسات إلى أن كوبًا إلى كوبين من القهوة يوميًا قد يرتبطان بزيادة القدرات الذهنية خلال العمل والدراسة.

2. حماية القلب عند الالتزام بالكمية المعتدلة

على عكس ما كان شائعًا في السابق، أثبتت أبحاث حديثة أن تناول القهوة بشكل معتدل (2–3 أكواب يوميًا) قد يقلل من خطر الإصابة ببعض أمراض القلب بفضل خصائصها المضادة للالتهابات.

3. تحسين المزاج وتقليل أعراض الاكتئاب

تشير دراسات واسعة إلى أن الأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام أقل عرضة لتطور أعراض الاكتئاب، نتيجة تأثير الكافيين على هرمونات السعادة مثل السيروتونين والدوبامين.

4. دعم عملية التمثيل الغذائي

يساهم الكافيين في تسريع عملية الحرق، مما قد يساعد في إنقاص الوزن عند دمجه مع نظام غذائي صحي.

5. خفض خطر الإصابة ببعض الأمراض

البحوث العلمية الحديثة ربطت بين استهلاك القهوة المعتدل وانخفاض خطر الإصابة بـ:

  • مرض السكري من النوع الثاني
  • مرض باركنسون
  • تليف الكبد
  • الزهايمر

وذلك بفضل غناها بمضادات الأكسدة.

مخاطر الإفراط في شرب القهوة

1. اضطرابات النوم

الإفراط في تناول القهوة، خاصة قبل النوم بساعات قليلة، يؤدي إلى الأرق وتقليل جودة النوم، مما يسبب إرهاقًا مزمنًا واضطرابًا في الساعة البيولوجية.

2. زيادة القلق والتوتر

الكميات الكبيرة من الكافيين قد ترفع إفراز الأدرينالين، وهو هرمون التوتر، مما يؤدي إلى العصبية وارتفاع ضربات القلب.

3. تأثيرات على الجهاز الهضمي

القهوة قد تزيد من حموضة المعدة، وبالتالي قد تسبب حرقة خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتجاع المريء.

4. فقدان العناصر الغذائية

الإفراط في شرب القهوة قد يؤثر على امتصاص بعض العناصر المهمة مثل الحديد والكالسيوم، خصوصًا إذا شُربت مباشرة بعد الوجبات.

5. الإدمان الخفيف على الكافيين

قد يعتاد الجسم على جرعات الكافيين، مما يجعل الشخص بحاجة لزيادة الكمية تدريجيًا للحصول على نفس التأثير.

كمية القهوة المثالية يوميًا؟

يحدّد الخبراء الكمية الآمنة بـ:
٣٠٠–٤٠٠ ملغ من الكافيين يوميًا
ما يعادل تقريبًا:

  • 2–3 أكواب من القهوة المفلترة
  • أو كوبًا واحدًا من القهوة التركية القوية

مع التأكيد أن الكمية تختلف حسب العمر، الوزن، معدل الحرق، والحالة الصحية.

نصائح للحصول على فوائد القهوة دون مخاطر

  • تجنب شرب القهوة بعد الساعة 6 مساءً.
  • لا تضيف كميات كبيرة من السكر أو المبيضات الصناعية.
  • اختر القهوة المفلترة لتقليل الزيوت الضارة.
  • اشرب القهوة بعد الوجبة بساعتين لتحسين امتصاص المغذيات.
  • اشرب الماء بكثرة لأن القهوة مدرّة للبول.
  • ابدأ اليوم بكوب ماء أولًا قبل القهوة.

 القهوة سلاح ذو حدين

تظل القهوة مشروبًا مميزًا له فوائد صحية عديدة، بشرط استهلاكها باعتدال، فبينما يمكن لفنجان واحد أن يرفع المزاج ويزيد النشاط، فإن الإفراط قد يقلب الفوائد إلى أضرار.

ومع نمط الحياة السريع الذي يعيشه الشباب، يصبح فهم تأثير القهوة ضروريًا لضمان الحفاظ على الصحة العامة وتحسين جودة الحياة اليومية.