بوابة الفجر

خمس محطات في حياة القديس البابا أثناسيوس الرسولي.. تعرف عاليهم

البابا تواضروس
البابا تواضروس

 قدّم قداسة البابا تواضروس الثانى تأملًا روحيًّا عميقًا استعرض فيه محطات بارزة من حياة القديس أثناسيوس الرسولي، في إطار الاحتفال بمرور سبعة عشر قرنًا على انعقاد مجمع نيقية التاريخي،أحد أعمدة الإيمان ومدافعيه عبر العصور. ومن خلال خمسة مشاهد مكانية شكّلت شخصيته ورسّخت رسالته، استخلص قداسته دروسًا عملية للخادم في الكنيسة، موضحًا كيف أسهم البيت والكنيسة والبرية والمجمع وحتى المنفى في تكوين هذا العملاق الروحي، ليصبح شاهدًا حيًّا على قوة الإيمان وصمود الحق عبر الزمن.

1- البيت:

أوضح قداسته أن المعلومات المتوفرة عن أسرة القديس أثناسيوس قليلة، إلا أن تربيته السليمة تكشف عن بيئة أسرية عامرة بالمحبة والاحتواء. ودعا إلى الاهتمام بالأسرة كحاضنة لتنشئة أطفال مباركين. كما أكد أنه عند تكريم قديسي الكنيسة يجب ألا ننسى البيوت التي خرجوا منها، فالأطفال هم أثمن ما نملك. واستشهد البابا بدور البابا ألكسندروس الذي اكتشف موهبة أثناسيوس واحتضنه حتى صار ما هو عليه.

2- الكنيسة:

شدد قداسته على أهمية اصطحاب الأطفال إلى الكنيسة للمشاركة في الصلوات والقداسات والاجتماعات، حيث ينشأ الطفل في جو كنسي أصيل. وذكر قول أحد العلماء الأمريكيين إن للإنسان ثلاثة أماكن أساسية في حياته: البيت للاستقرار، والمدرسة أو العمل للالتزام، والمكان الثالث الذي يختاره ليجد فيه راحته النفسية، وهو عند المسيحيين الكنيسة. فالكنيسة هي صمام الأمان الروحي، وفيها تربّى القديس أثناسيوس حتى أصبح بطريركًا للإسكندرية.

3- البرية:

أشار البابا إلى أن القديس أثناسيوس وُلد بعد القديس أنطونيوس بـ45 عامًا، وأن ارتباطه بالبرية أسهم في صقل موهبته الروحية. فالكنيسة القبطية مميزة بروحها الرهبانية الواضحة، وهو ما نراه في قراءات القداس التي تذكرنا دائمًا بعدم محبة العالم. وقد تتلمذ أثناسيوس على يد الأنبا أنطونيوس وكان يفخر دومًا بأنه كان يسكب الماء على يديه، علامة التلمذة والتعلم.

4- مجمع نيقية:

حضر القديس أثناسيوس مجمع نيقية وهو شماس في عمر الثامنة والعشرين، وبعد اعتراض البعض على وجود شماس، قام البابا ألكسندروس بسيامته كاهنًا. وأظهر أثناسيوس في المجمع نبوغًا لافتًا، إذ واجه تعاليم آريوس – وكان في الستين من عمره – مستخدمًا نصوص الكتاب المقدس وردًا على تفسيراته الملتوية. ورغم براعة آريوس في الوعظ والشعر استطاع أثناسيوس أن يدحض هرطقته، خاصة بعد أن كان آريوس قد نشر تعليمه بين مئات العذارى في بيوت مكرسة بالإسكندرية.

وبيّن البابا أن مجمع نيقية كان أول مجمع مسكوني بهذا العدد الكبير (318 أسقفًا)، وفيه نشأت الروح المسكونية التي أسّسها القديس أثناسيوس، كما استُخدم لأول مرة لقب "بابا الإسكندرية" خارج حدود مصر.
وأشار إلى أن المسيحيين متحدون في أربعة مبادئ مشتركة:

* الإيمان بمسيح واحد هو الإله المتجسد والفادي.
* كتاب مقدس واحد.
* قانون إيمان واحد تتلوه جميع الكنائس واقفة.
* الرجاء في ملكوت سماوي واحد.

ولذلك، لا تُعتَبر الطوائف التي لا تعترف بقانون الإيمان – مثل الأدفنتست وشهود يهوه – مسيحية.

5- المنفى وهو بطريرك:

ذكر البابا أن الآريوسيين لم يكتفوا بترويج تعليمهم المنحرف، بل لجأوا للعنف وقتل الأساقفة المخالفين لهم. وقد نُفي البابا أثناسيوس خمس مرات، منها أربع مرات داخل مصر ومرة خارجها في مدينة ترير بألمانيا. وكانت سنوات منفاه بركة كبيرة له ولشعبه وللكنيسة في أوروبا؛ إذ كتب هناك سيرة القديس أنطونيوس، وهي السيرة التي مهدت لدخول الرهبنة إلى القارة الأوروبية.