عاجل- ترامب يهاجم مراسلة أثناء مناقشة ملفات جيفري إبستين ويثير جدلًا واسعًا
في واقعة أثارت جدلًا واسعًا على المستوى الإعلامي والسياسي، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إهانات حادة لمراسلة صحفية أثناء حديثه عن ملفات جيفري إبستين، الممول المدان بجرائم جنسية والذي وُجد منتحرًا في زنزانته.
جاء ذلك خلال حوار مع وسائل الإعلام على متن الطائرة الرئاسية، عندما بدأ أحد الصحفيين بطرح سؤال متعلق بقضية إبستين، فصرخ ترامب قائلًا: «اصمتي يا خنزيرة»، بينما كان يلوح بإصبعه في وجه المراسلة، وفق ما ظهر في مقطع فيديو مسجل للقاء الصحفي الذي وقع يوم 14 نوفمبر الجاري.
المراسلة المعنية، والتي تعمل في بلومبرج، كانت بعيدة عن الكاميرا وقت الحادثة، وأكدت جينيفر جاكوبس، مراسلة شبكة سي بي إس نيوز، لاحقًا على موقع X أن المراسلة تعرضت لهذا الموقف أثناء تغطيتها للملفات المتعلقة بإبستين.
جهود ترامب لنشر ملفات إبستين المثيرة للجدل
في الوقت نفسه، واصل ترامب الضغط السياسي من خلال دعوة الجمهوريين في مجلس النواب الأمريكي للتصويت على نشر جميع الملفات غير السرية المتعلقة بالتحقيق في قضايا إبستين.
وفي منشور له على منصة Truth Social يوم الأحد الماضي، قال ترامب: «ليس لدينا ما نخفيه، وحان الوقت لتجاوز هذه الخدعة الديمقراطية»، مشددًا على ضرورة شفافية هذه الملفات أمام الرأي العام، وهو ما يعكس استمرار ضغوط الرئيس الأمريكي على الجهات التشريعية لنشر التفاصيل الكاملة لقضية إبستين.
ومن المقرر أن يعقد مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، تصويتًا خلال اليوم على ما إذا كان سيتم نشر كل الملفات غير السرية، على أن يُحال مشروع القانون بعد ذلك إلى مجلس الشيوخ الأمريكي ثم إلى مكتب الرئيس للتوقيع عليه.
تصريحات ترامب حول موقفه من الملفات
وأكد ترامب يوم الاثنين أنه سيوقع على التشريع حال إقراره، قائلًا: «سنقدم لهم كل شيء. بالتأكيد. سأتركهم، وأترك مجلس الشيوخ، وأي جهة تنظر في الأمر، لكن لا تتحدثوا عنه كثيرًا، لأنني بصراحة لا أريد أن أسلبه منا. إنها في الحقيقة مشكلة ديمقراطية».
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن الديمقراطيين كانوا «أصدقاء إبستين، جميعهم»، واصفًا الجدل حول القضية بـ«الخدعة» التي تمارسها المعارضة، وهو ما يزيد من حدة الانقسام السياسي حول هذه القضية داخل الولايات المتحدة.
ردود الفعل الإعلامية والسياسية
تسببت تصريحات ترامب والهجوم اللفظي على المراسلة في موجة من الانتقادات على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها العديد من المراقبين محاولة لتقويض حرية الصحافة وخلق حالة من الترهيب للصحفيين الذين يغطيون الملفات الحساسة.
وقد أعادت هذه الحادثة إلى الواجهة النقاش حول سلوك الرئيس الأمريكي تجاه الإعلام، خصوصًا فيما يتعلق بالقضايا المثيرة للجدل مثل قضايا إبستين والتحقيقات الجنائية المرتبطة بها.
السجل التاريخي لسلوك ترامب مع الصحافة
ليست هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها ترامب الصحفيين بشكل مباشر، فقد تكررت الحوادث المشابهة خلال فترات متعددة من رئاسته، حيث اعتاد الرئيس الأمريكي توجيه انتقادات حادة للصحفيين الذين يطرحون أسئلة تتعلق بالتحقيقات الجنائية أو الملفات الحساسة.
ويشير المراقبون إلى أن هذه الحوادث تؤثر على صورة الولايات المتحدة فيما يتعلق بحرية الصحافة، وتسلط الضوء على التحديات التي تواجه الصحفيين في تغطية القضايا المثيرة للجدل داخل البيت الأبيض.
متابعة مجلس النواب لقضية إبستين
من جانبه، يركز مجلس النواب الأمريكي على نشر الوثائق المتعلقة بإبستين في محاولة لتسليط الضوء على جميع جوانب التحقيقات، بما في ذلك العلاقات المحتملة للممول المدان مع شخصيات بارزة، سواء من السياسيين أو رجال الأعمال.
ويعتبر التصويت المرتقب خطوة مهمة في مسار التحقيقات، حيث يسعى الجمهوريون إلى تعزيز موقفهم السياسي عبر نشر الملفات، بينما يعارض الديمقراطيون بعض التفاصيل التي قد تكشف عن تورط أو علاقات معقدة خلال التحقيقات.