بوابة الفجر

بن غفير في النقب.. تطبيق قانون المساجد أم تصعيد التوتر؟

بن غفير
بن غفير

أثار وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير جدلًا واسعًا بعد توجهه إلى جنوب إسرائيل، وخاصة إلى منطقة النقب، عقب ورود أنباء عن إطلاق نار كثيف في مناطق متعددة، وسط تصريحات مثيرة حول تطبيق ما يعرف بـ "قانون الضوضاء" على مكبرات صوت المساجد داخل إسرائيل، وسط مخاوف من تصعيد التوتر في المنطقة.

زيارة بن غفير إلى النقب والرد على إطلاق النار

توجه الوزير اليميني المتطرف بن غفير إلى جنوب إسرائيل بعد ورود تقارير عن إطلاق نار كثيف في بلدة اللقية وغيرها من مناطق النقب، حيث زعم أن إطلاق النار جاء ردًا على مصادرة مكبرات صوت المساجد في وقت سابق من هذا الشهر.

وفي مقطع فيديو نشر مساء الأحد، قال بن غفير من سيارته: "طبقت الشرطة قانون الضوضاء الصادر عن المساجد، وردًا على ذلك بدأ بعض المجرمين بإطلاق النار في الهواء ظنًا منهم أنهم سيردعوننا".

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه مناطق النقب توترات متزايدة بسبب اتجار الأسلحة والاحتفالات غير القانونية التي غالبًا ما تتضمن إطلاق النار، ما يفاقم المخاوف الأمنية ويثير الغضب الشعبي.

عمليات الهدم وإجراءات الشرطة

روّج بن غفير في الفيديو أيضًا لعمليات هدم المنازل غير القانونية في المناطق البدوية، قائلًا: "أكثر من 5 آلاف منزل تم هدمها هذا العام"، مضيفًا أن الشرطة شددت إجراءاتها لمنع إطلاق النار في حفلات الزفاف وغيرها من المناسبات، مشيرًا إلى أن الحرس الوطني تم استدعاؤه لضمان تنفيذ الإجراءات.

ويعتبر تصعيد الإجراءات في النقب جزءًا من خطط الحكومة الإسرائيلية، لكن الانتقادات المحلية والدولية تشير إلى أن مثل هذه الخطوات قد تؤدي إلى زيادة التوترات والصدامات مع السكان المحليين.

جدل حول قانون الضوضاء وتطبيقه على المساجد

يشير مراقبون إلى أن قانون الضوضاء، الذي يطبقه بن غفير على مكبرات صوت المساجد، يثير جدلًا واسعًا داخل إسرائيل؛ فبينما يرى بعض مؤيدي الوزير أنه إجراء قانوني للحفاظ على النظام العام والسلامة العامة، يعتبره آخرون وسيلة لتأجيج التوتر وزيادة الاحتقان بين السلطات والسكان المحليين في النقب.

وتعكس التصريحات الأخيرة لبن غفير خطر الانزلاق إلى مواجهة أكبر بين الشرطة والمجتمع المحلي، خصوصًا في مناطق تشهد نشاطًا مستمرًا للاتجار بالأسلحة وإطلاق النار في الاحتفالات التقليدية.

تاريخ التوتر في النقب وارتفاع الجرائم

وفقًا لتقارير صحفية إسرائيلية، تشهد مناطق النقب منذ سنوات ارتفاعًا في جرائم العنف والاتجار بالأسلحة، وهو ما يزيد من صعوبة إدارة الأمن والحفاظ على الاستقرار. 

وتعتبر الإجراءات الأمنية الأخيرة جزءًا من محاولات الحكومة للسيطرة على الوضع، لكنها تأتي أيضًا وسط انتقادات بأنها قد تفاقم الاحتقان الاجتماعي والسياسي في المنطقة.

وتشير مصادر محلية إلى أن التوترات تتصاعد بشكل دوري خلال الاحتفالات أو مناسبات الزفاف، حيث يستخدم بعض المشاركين الأسلحة لإظهار القوة أو للتباهي، ما يجعل تطبيق القانون صعبًا ويزيد من التحديات الأمنية أمام الشرطة ووزارة الأمن القومي.

ردود الفعل والتحديات المستقبلية

تلقى تصريحات بن غفير ردود فعل متباينة، حيث أشاد البعض بـ "الحزم في فرض القانون"، بينما حذر آخرون من أن التطبيق الصارم لقانون الضوضاء ومصادرة مكبرات الصوت قد تؤدي إلى مواجهات مباشرة مع السكان المحليين، وخلق بيئة متوترة أكثر.

ويؤكد محللون سياسيون أن طريقة إدارة التوتر في النقب ستكون مؤشرًا على مدى قدرة الحكومة الإسرائيلية على توازن القانون والأمن مع حقوق السكان المحليين وحرية ممارسة الشعائر الدينية.