بوابة الفجر

تصاعد ميداني في بابنوسة وتحركات دبلوماسية في بورتسودان... والسودان بين ضغوط الحرب وجهود التهدئة

السودان - الفجر
السودان - الفجر

 

 

تشهد الساحة السودانية تصاعدًا متسارعًا في الأحداث بين الجبهات الميدانية المشتعلة في غرب السودان، والتحركات الدبلوماسية في شرق البلاد، إلى جانب إجراءات حكومية مشددة في العاصمة الخرطوم، وسط تدهور إنساني متفاقم وغياب مؤشرات واضحة لانفراج قريب في الأزمة.

 


حملة حكومية على الكافيهات في الخرطوم

أعلنت حكومة ولاية الخرطوم تنفيذ حملة واسعة النطاق استهدفت الكافيهات والمحال التجارية الواقعة على شارع النيل بمحلية أم درمان حتى حدود محلية كرري، في إطار ما وصفته بـ "جهود محاربة الظواهر السالبة والتعدي على الطريق العام".
وبحسب بيان صادر عن إدارة الإعلام بالولاية، شاركت في الحملة شرطة النظام العام ووحدات من المحلية، وتم خلالها مراجعة التراخيص والتأكد من الالتزام بالاشتراطات الصحية والبيئية.
وأوضحت السلطات أن عددًا من الكافيهات أُغلق مؤقتًا لتوفيق أوضاعها القانونية، مؤكدة أن الحملة ستتواصل لتشمل مناطق أخرى بالعاصمة، ضمن خطة شاملة لـ "إعادة الانضباط ومنع التجاوزات التي تمس الذوق العام".


نفي تصريحات منسوبة لمالك عقار

في سياق آخر، نفت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال صحة تصريحات نُسبت إلى نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار بشأن مشاركة الجيش السوداني في عمليات "عاصفة الحزم" بالمملكة العربية السعودية.
وأكد الناطق باسم الحركة محمد عبدالقادر جلاب أن ما تم تداوله "لا يمت للواقع بصلة"، واصفًا تلك التصريحات بأنها "مفبركة وتستهدف أهدافًا سياسية"، مشددًا على أن الحركة ستتخذ إجراءات قانونية ضد الجهات التي نشرتها دون تحرٍ أو تدقيق.


بابنوسة... بين الحصار والصمود

تواصل قوات الدعم السريع حصارها لمدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان منذ أكثر من عام، في وقت تتحدث فيه تقارير ميدانية عن اشتباكات عنيفة ومحاولات متكررة للسيطرة على المدينة.
وقالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر في بيان اليوم إن "الرهان على صمود بابنوسة دون تدخل حقيقي هو إعادة لإنتاج أسطورة الفاشر"، مؤكدة أن "لا مدينة يمكنها الصمود وحدها إلى الأبد".
في المقابل، أعلنت الفرقة 22 مشاة التابعة للجيش السوداني عن تحقيق انتصار كبير بعد صد هجوم واسع شنّته قوات الدعم السريع من ثلاثة محاور، مؤكدة استرداد مواقعها السابقة وتكبيد المليشيا خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
وشهدت المدينة، حسب مصادر محلية، احتفالات بين الجنود عقب إحباط الهجوم، بينما لا تزال المدينة شبه خالية من السكان بعد نزوح نحو 177 ألف شخص بسبب المعارك المستمرة.


تحركات دبلوماسية في بورتسودان

على الصعيد السياسي، احتضنت مدينة بورتسودان اجتماعات دبلوماسية مكثفة بين مسؤولين من الأمم المتحدة ومصر والسودان، بحضور وزير الخارجية السوداني محيي الدين سالم ونظيره المصري بدر عبد العاطي، إضافة إلى توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
وتركزت المباحثات على تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة من الحرب، في وقت تجاهلت فيه الحكومة السودانية مقترح هدنة لثلاثة أشهر قدمته دول "الرباعية" (الولايات المتحدة، السعودية، مصر، والإمارات).
وحذّرت الأمم المتحدة من أن استمرار القصف بالطائرات المسيّرة على بورتسودان "يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية وتعقيد جهود الإغاثة"، فيما تسعى الأطراف المشاركة للوصول إلى تفاهمات عملية تضمن وصول المساعدات لملايين المحتاجين في ظل الجمود السياسي والعسكري.


قراءة ختامية

يعكس المشهد السوداني الراهن تباينًا حادًا بين تصعيد ميداني في الغرب وحراك دبلوماسي في الشرق، في وقت تواجه فيه العاصمة إجراءات أمنية وإدارية مشددة.
ومع استمرار غياب تسوية شاملة، يبدو أن الأزمة السودانية تدخل مرحلة أكثر تعقيدًا تتقاطع فيها خطوط الحرب والسياسة والإنسانية، بينما يترقب الشارع السوداني بارقة أمل قد تعيد للبلاد شيئًا من الاستقرار المفقود.