غنيمة الصائمين.. الأيام البيض لشهر جمادى الأولى فرصة عظيمة لنيل الأجر والثواب
يُقبل المسلمون في كل شهر هجري على أيامٍ مباركة تُعرف بـ الأيام البيض، وهي أيامٌ فاضلة تُفتح فيها أبواب السماء وتُضاعف فيها الحسنات. وتُعد أيام الثلاثاء 11 ربيع الآخر، والأربعاء 12، والخميس 13 جمادى الأولى لعام 1447 هـ الموافق 4 و5 و6 نوفمبر 2025م، فرصةً جديدة للصائمين لنيل رحمة الله وفضله، واستثمار هذه النفحات الإيمانية العطرة التي أوصى بها النبي محمد ﷺ لما تحمله من ثوابٍ عظيمٍ وأجرٍ جزيل.
الأيام البيض هي الأيام التي يكون فيها القمر بدرًا مضيئًا في منتصف الشهر، وسُمّيت بهذا الاسم لبياض ليلها بنور القمر. وقد سنَّ النبي ﷺ صيامها لما فيها من فضلٍ كبير، حيث قال ﷺ: “صيام ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ كصيام الدهر كله”، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فصيام ثلاثة أيام يعادل صيام الشهر كله في الأجر والثواب.
وتبدأ الأيام البيض لشهر جمادى الأولى هذا العام من الثلاثاء الموافق 11/4 وهو أول أيامها، ثم الأربعاء 11/5 ثانيها، وتُختتم بـ الخميس 11/6، حيث يحرص كثير من المسلمين على صيامها تقرّبًا إلى الله واتباعًا لهدي الرسول ﷺ. ويُستحب أيضًا الإكثار من الذكر والدعاء وقراءة القرآن خلالها، فهي أيام تُنير القلب وتُزكّي النفس وتُجدد العهد مع الله.
كما يُعتبر صيام هذه الأيام تدريبًا للنفس على الصبر، ومضاعفةً للأجر في ميزان الحسنات، وفرصةً لمحو الذنوب والارتقاء في درجات الإيمان، إذ يجمع المسلم فيها بين نية الصوم والتقرب لله في أيامٍ اختصها بالفضل والبركة.
الأيام البيض غنيمةٌ إيمانيةٌ لمن أراد القرب من الله تعالى، وفرصةٌ لتجديد النية والطاعة في زمنٍ تموج فيه الانشغالات. فهنيئًا لمن صامها بصدقٍ وإخلاص، وسعى إلى نيل رضا ربه، سائلين المولى أن يتقبل من الجميع صيامهم وأعمالهم، ويجعلها في ميزان حسناتهم يوم يلقونه.