بوابة الفجر

التراث الصوفي في مصر.. موالد الأولياء بين الروحانية والتراث الشعبي

التراث الصوفي في
التراث الصوفي في مصر

 


تتجدد في مختلف محافظات مصر سنويًا مواسم الموالد الصوفية التي تمثل مزيجًا فريدًا من الإيمان الشعبي والتراث الثقافي، حيث تتحول المدن والقرى إلى ساحات احتفال تمتزج فيها الأناشيد والمدائح بحلقات الذكر والمواكب، في مشهد يعكس عمق الصلة بين المصريين والتصوف عبر قرون طويلة.

أبرز الموالد في مصر 2025

وفقًا لخريطة وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للطرق الصوفية، تأتي الموالد الكبرى على رأسها:

1. مولد السيد أحمد البدوي – طنطا (محافظة الغربية)
يُعد المولد الأكبر في مصر، ويستقبل ملايين الزوار من أنحاء الجمهورية.

بداية الاحتفال: الجمعة 10 أكتوبر 2025

المؤتمر الصوفي: الأربعاء 15 أكتوبر بعد صلاة العشاء

الليلة الختامية: الخميس 16 أكتوبر
وتُقام الفعاليات في محيط مسجد السيد البدوي، وتشمل مواكب الطرق الصوفية والإنشاد الديني وحلقات الذكر، وسط إجراءات تنظيمية وخدمية موسعة من الأجهزة المحلية.

 

2. مولد الإمام الحسين – القاهرة
أحد أكثر الموالد شعبية، يُحتفل به مرتين سنويًا، ويشهد حضورًا كثيفًا من الزائرين والمحبين من داخل وخارج مصر.

بداية الاحتفال: الثلاثاء 14 أكتوبر 2025

الليلة الختامية: الثلاثاء 21 أكتوبر

 

3. مولد السيدة زينب والسيدة نفيسة – القاهرة
يمثل المولدَين محطة روحانية مميزة، حيث تمتد خيام الزوار والطرق الصوفية حول المسجدين، وسط أجواء من الابتهال والمديح النبوي.


4. مولد سيدي إبراهيم الدسوقي – دسوق (كفر الشيخ)
يأتي في المرتبة الثالثة من حيث عدد الزوار.

بداية الاحتفال: الجمعة 24 أكتوبر 2025

الليلة الختامية: الخميس 30 أكتوبر

 

5. مولد أبي العباس المرسي – الإسكندرية، ومولد أبي الحسن الشاذلي – البحر الأحمر، إضافة إلى موالد محلية أصغر في محافظات الصعيد والدلتا مثل الأقصر والمنيا والدقهلية، التي تحافظ على طابعها الشعبي والديني الخاص.

 

أبعاد دينية واجتماعية

تُعد الموالد الصوفية في مصر جزءًا من النسيج الاجتماعي والديني، حيث تتجاوز كونها مناسبات دينية لتصبح ملتقى للثقافات الشعبية، إذ تنتشر حلقات الذكر والإنشاد والمديح، إلى جانب مظاهر احتفالية أخرى مثل المرماح (سباق الخيول) والتحطيب، ومواكب الطرق الصوفية التي ترفع الرايات وتنشد القصائد في مدح النبي ﷺ والأولياء.

البعد الاقتصادي والسياحي

تسهم الموالد أيضًا في تنشيط الاقتصاد المحلي، حيث تنتعش التجارة الشعبية والمأكولات التراثية، وتستقبل المدن آلاف الزوار، ما يجعلها فرصة للترويج للسياحة الدينية والثقافية في مصر.

في النهاية تختلف راء حول بعض الممارسات الشعبية في الموالد، تبقى هذه الاحتفالات جزءًا أصيلًا من الهوية المصرية، تجمع بين الروح الدينية والتراث الشعبي، وتعكس علاقة المصريين الفريدة بالتصوف وأولياء الله الصالحين.