عاجل- خالد العنانى بعد فوزه برئاسة اليونسكو: سأجعل المنظمة بيتًا يعبّر عن قيم ومعاناة وأحلام الشعوب

حقق الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار الأسبق، فوزًا ساحقًا بمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للفترة من 2025 إلى 2029، بعد حصوله على 55 صوتًا من أصل 57 خلال تصويت المجلس التنفيذي للمنظمة في باريس.
وبهذا الفوز، يصبح العنانى أول عربى وثاني إفريقى يتولى هذا المنصب الرفيع منذ تأسيس المنظمة الدولية عام 1945، خلفًا للفرنسية أودري أزولاي.
العنانى: اليونسكو ستكون بيتًا يعبّر عن قيم ومعاناة الشعوب
في أول تصريحاته بعد الفوز، قال الدكتور خالد العنانى في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس: "خدمتي لن تقتصر على إدارة منظمة دولية، بل ستكون التزامًا بأن أجعل من اليونسكو بيتًا يعبّر عن القيم المتنوعة لمختلف شعوب العالم، ويجعل من معاناتهم وأحلامهم جزءًا من الرسالة الإنسانية العالمية".
وأكد العنانى أن رؤيته لإدارة المنظمة تقوم على الاستماع، التشارك، وبناء التوافقات، مضيفًا: "اليونسكو لا يمكن أن تحقق رسالتها إذا عملت كل دولة بمعزل عن الأخرى، بل من خلال التضامن والتعاون الحقيقي بين الدول الأعضاء".
مسيرة أكاديمية ومهنية تمتد لأكثر من 30 عامًا
يأتي فوز العنانى تتويجًا لمسيرة تمتد لأكثر من ثلاثة عقود من العمل الأكاديمي والتنفيذي في مجالات الآثار، التراث، الثقافة، والسياحة. فقد حصل على الدكتوراه في علم المصريات من فرنسا، وتولى وزارة الآثار ثم وزارة السياحة والآثار في مصر، وساهم في تأسيس المتحف القومي للحضارة المصرية.
وحصل العنانى على وسام جوقة الشرف الفرنسي برتبة فارس، والدكتوراه الفخرية من جامعة بول فاليري مونبلييه 3، تقديرًا لدوره في التعاون الثقافي والعلمي بين مصر والعالم.
دعم عربي وإفريقي غير مسبوق
نال العنانى تأييدًا واسعًا من جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي، إذ تبنت القمة العربية في مايو 2024 قرارًا جماعيًا بدعم ترشيحه كمرشح عربي وحيد، وهو ما يعكس رغبة عربية في تعزيز الحضور العربي والإفريقي داخل المنظمة الدولية.
وقال العنانى: "أنا فخور بأن ترشيحي حظى بدعم المجموعتين العربية والإفريقية، وسأعمل على أن تكون أصواتهما مسموعة بوضوح في قلب صنع القرار باليونسكو".
اليونسكو من أجل الشعوب: التعليم والتراث والثقافة في قلب الرؤية
طرح العنانى خلال حملته الممتدة على مدار 30 شهرًا رؤية شاملة بعنوان "اليونسكو من أجل الشعوب"، ركزت على التعليم، حماية التراث، وتعزيز الثقافة كجسور للتقارب والسلام.
وقال إن التعليم سيكون محورًا أساسيًا في عمل المنظمة: "التعليم ليس مجرد حق أساسي، بل هو أداة للتمكين وبناء القدرات وتحقيق العدالة الاجتماعية".
وأوضح أن رؤيته ترتكز على ثلاثة محاور:
- تقليص فجوة عدم المساواة في التعليم من خلال دعم الدول النامية.
- التحول الرقمي في التعليم عبر تدريب المعلمين والبنية التحتية الرقمية.
- تعليم المستقبل المرتكز على الإبداع والتفكير النقدي وقيم التسامح.
وفيما يتعلق بالتراث، أكد العنانى أن حماية التراث ليست مجرد احتفاء بالماضي، بل وسيلة لربط الأجيال وتعزيز الهوية والانتماء، داعيًا إلى مشاركة الشباب في حماية التراث وربطه بالتنمية المستدامة عبر السياحة والصناعات الثقافية.
الثقافة جسر للسلام والتفاهم بين الشعوب
شدد العنانى على أن الثقافة هي "اللغة المشتركة التي توحّد الشعوب"، مشيرًا إلى أن اليونسكو ستعمل على توسيع منصات الحوار الثقافي ودعم الإبداع الفني المشترك، لتكون المنظمة جسرًا للحوار العالمي يعكس تنوع الإنسانية.
وختم العنانى حديثه قائلًا: "أعتبر أن الحوار والعمل الجماعي ليسا مجرد أدوات، بل هما ركيزتان أساسيتان لنجاح أي قيادة دولية؛ سأحرص على أن تكون إدارتي قائمة على التشارك والتفاهم حتى يشعر كل عضو في المنظمة أن صوته مسموع وشريك في صنع القرار".