بوابة الفجر

الشخصيات السامة.. كيف نتعرف عليها ونتعامل مع تأثيرها الخفي؟

الشخصيات السامة.. كيف نتعرف عليها ونتعامل مع تأثيرها الخفي؟

بوابة الفجر

في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتزايد الضغوط اليومية لم يعد الخطر يقتصر على التحديات المادية أو الصحية فقط، بل ظهر نوع آخر من التهديدات غير المرئية يتمثل في ما يُعرف بـ "الشخصيات السامة"

هؤلاء الأشخاص لا يستخدمون أسلحة مادية لكن تأثيرهم النفسي والعاطفي قد يترك آثارًا عميقة قد تصل إلى الانعكاس على الصحة الجسدية.

ما هي الشخصية السامة؟

يطلق مصطلح "الشخصية السامة" على الأشخاص الذين يتصرفون أو يتواصلون بأسلوب يضر من حولهم بشكل مستمر، سواء عن قصد أو دون وعي.

 هؤلاء يستنزفون الطاقة الإيجابية، وينشرون التوتر، ويجعلون الآخرين يعيشون في دوامة من الشك والقلق وفقدان الثقة بالنفس.

ويشبّه علماء النفس تأثيرهم بـ "السم البطيء"، إذ لا يُرى بالعين لكنه يترك أثرًا مؤلمًا مع الوقت.

الشخصيات السامة.. كيف نتعرف عليها ونتعامل مع تأثيرها الخفي؟
الشخصيات السامة.. كيف نتعرف عليها ونتعامل مع تأثيرها الخفي؟

التأثير النفسي والعاطفي والجسدي

وجود هذه الشخصيات في محيطنا لا يقتصر على إزعاج عابر، بل ينعكس بثلاث صور أساسية:

  • نفسيًا: زعزعة الثقة بالذات وزرع الشك في القرارات.
  • عاطفيًا: إشعار الفرد بالذنب، أو التلاعب بمشاعره، أو دفعه للشعور بالوحدة.
  • جسديًا: التوتر المستمر قد يؤدي إلى صداع، اضطراب في النوم، ضعف المناعة وحتى مشكلات في القلب أو المعدة.

أبرز أنواع الشخصيات السامة

المتخصصون في علم النفس صنّفوا عدة أنماط شائعة من هذه الشخصيات، منها:

  1. النرجسي: لا يرى سوى نفسه، يسعى لجذب الإعجاب الدائم ويقلل من إنجازات الآخرين.
  2. المتلاعب: يستخدم أساليب خفية كإشعار الآخرين بالذنب لتحقيق مصالحه.
  3. المنتقد الدائم: لا يرضيه شيء، ويركز فقط على العيوب حتى في النجاحات.
  4. الدرامي: يضخّم الأحداث الصغيرة ويحوّلها إلى أزمات كبرى.
  5. الغيور: لا يطيق رؤية نجاح غيره ويحاول إحباطه بكلمات جارحة.
  6. الضحية الدائمة: يرفض تحمّل المسؤولية ويلوم الظروف والناس باستمرار.
  7. المسيطر: يسعى لفرض قراراته وأفكاره على الآخرين دون قبول للاختلاف.
  8. المتشائم أو المستنزِف للطاقة: لا يرى سوى الجوانب السلبية ويشيع جوًا من الإحباط.

هل الإيجابية قد تكون سامة أيضًا؟

المفارقة أن بعض الأشخاص الذين يظهرون إيجابية مفرطة قد يتحولون بدورهم إلى شخصيات سامة فيما يُعرف بـ "الإيجابية السامة".
هؤلاء يرفضون الاعتراف بالمشاعر السلبية، ويطالبون الآخرين بالتفاؤل الدائم حتى في أصعب الظروف.ما يجعل الشخص المتألم يشعر بالذنب لمجرد حزنه أو قلقه.

كيف نتعامل مع الشخصيات السامة؟

الخبراء يؤكدون أن الحل لا يكمن في تغييرهم، بل في حماية أنفسنا من تأثيرهم.
إليكم بعض الاستراتيجيات الفعّالة:

  • التعرف على السلوك: إدراك أن المشكلة في تصرفاتهم لا فيك أنت.
  • وضع حدود واضحة: سواء في الوقت أو نوعية الأحاديث.
  • الرد بحزم: باستخدام عبارات مختصرة مثل “هذا رأيك وأنا مرتاح لقراري”.
  • تجنب الجدال المطوّل: لأن النقاش معهم غالبًا بلا فائدة.
  • العناية بالنفس: من خلال ممارسة الرياضة، التأمل، وقضاء وقت مع أشخاص داعمين.
  • التقليل أو القطيعة: في حال استمرار الأذى وعدم وجود بوادر للتغيير.

الشخصيات السامة قد تكون في محيط العمل، الأسرة أو حتى دائرة الأصدقاء.

التحدي الحقيقي ليس في اكتشافهم فحسب، بل في التعامل الواعي معهم دون السماح لهم باستنزاف طاقتنا أو السيطرة على مشاعرنا.
فالوعي ووضع الحدود يمثلان الدرع الواقية التي تحافظ على التوازن النفسي والعاطفي، وتمنحنا القدرة على الاستمرار في حياة أكثر صحة وسلامًا.