بوابة الفجر

في ظل الإبادة الجماعية على غزة.. ماذا تعرف الذكري الثمانين للأمم المتحدة؟

الأمم المتحدة - الفجر
الأمم المتحدة - الفجر

 

 

قبل ثمانية عقود، وفي أعقاب أهوال الحرب العالمية الثانية، وُلدت الأمم المتحدة عام 1945 كأمل جديد للبشرية في بناء نظام عالمي أكثر عدلًا وأمنًا.

 

 وتم توقيع ميثاقها في 26 يونيو بمدينة سان فرانسيسكو، ليبدأ العمل به رسميًا في 24 أكتوبر من العام نفسه، وهو التاريخ الذي أصبح يُحتفى به سنويًا كـ اليوم العالمي للأمم المتحدة.


وحيث أسست المنظمة على ثلاثة مرتكزات رئيسية: حفظ السلام والأمن الدوليين، تعزيز التنمية، وصون حقوق الإنسان.

الاحتفالات والفعاليات

تحيي الأمم المتحدة هذا العام الدورة الـ80 للجمعية العامة تحت شعار:
"بالعمل معًا نحقق نتائج أفضل: 80 عامًا وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان".

وشملت الفعاليات:

منصة إعلامية خاصة بأهداف التنمية المستدامة وركن مخصص للتعريف بها وتعزيز التعاون الدولي لتحقيقها.

اجتماع رفيع المستوى في 22 سبتمبر، جمع قادة وزعماء العالم للتأمل في الإنجازات والتحديات عبر مسيرة المنظمة.

مؤتمر دولي حول تسوية القضية الفلسطينية وفق حل الدولتين، برعاية مشتركة من فرنسا والمملكة العربية السعودية، في خطوة تعكس مركزية هذه القضية في الأجندة الدولية.


أبرز الرسائل

الاحتفال لم يكن مجرد مناسبة بروتوكولية، بل حمل رسائل جوهرية أبرزها:

تجديد الالتزام بالتعددية والتضامن والعمل الجماعي لمواجهة التحديات المشتركة.

التأكيد على ضرورة إعادة الزخم لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة بعد عقبات فرضتها الأزمات الصحية والاقتصادية والجيوسياسية.

الدعوة إلى إصلاح النظام متعدد الأطراف ليصبح أكثر قدرة على التعامل مع قضايا معقدة مثل النزاعات المسلحة، التغير المناخي، والكوارث الإنسانية.


التحديات الراهنة

تأتي الذكرى الثمانون في ظل واقع دولي شديد التعقيد، إذ تواجه المنظمة انتقادات بشأن فعاليتها:

شلل مجلس الأمن بسبب استخدام حق النقض (الفيتو) في أزمات كبرى مثل أوكرانيا، غزة، والسودان.

أزمة تمويل غير مسبوقة تهدد استمرار بعض برامج المنظمة الحيوية.

صعود النزعات القومية المتطرفة والصراعات المسلحة بما يتعارض مع مبادئ الميثاق الأممي.


الإرث والتطلعات المستقبلية

رغم الانتقادات، يظل ميثاق الأمم المتحدة علامة فارقة في التاريخ الحديث، إذ رسخ لفكرة أن القانون الدولي والدبلوماسية يجب أن يسبقا الحرب والعنف.
وعلى مدى ثمانية عقود، لعبت المنظمة دورًا محوريًا في:

إحلال السلام عبر بعثات حفظ السلام.

تعزيز حقوق الإنسان من خلال الإعلان العالمي والآليات الأممية.

مواجهة الكوارث والأزمات الإنسانية عبر مؤسساتها المتخصصة.


في الذكرى الثمانين، تعلن الأمم المتحدة تجديد التزامها بـ بناء مستقبل أكثر تعاونًا وعدالة، مع التركيز على الشراكة الدولية كطريق وحيد لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.


ختاما، ثمانون عامًا بعد التأسيس، تظل الأمم المتحدة بين إنجازات يُحتفى بها وانتقادات تُطالب بالإصلاح. وبين الإرث والتطلعات، يبقى السؤال: هل تستطيع المنظمة في القرن الجديد أن تجدد نفسها لتبقى ضامنة للسلام العالمي؟