بوابة الفجر

الأمم المتحدة تحذر: خفض التمويل الدولي يُهدد بعودة كارثية لوباء الإيدز عالميًا

الأمم المتحدة تحذر: خفض التمويل الدولي يُهدد بعودة كارثية لوباء الإيدز عالميًا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أطلق برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز (UNAIDS) تحذيرًا شديد اللهجة في تقريره السنوي لعام 2025، بشأن مستقبل الجهود العالمية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، مشيرًا إلى أن استمرار خفض التمويل الدولي قد يؤدي إلى نتائج كارثية بحلول عام 2029.

وبحسب التقرير الذي أُطلق هذا الأسبوع من جنوب إفريقيا، فإن العالم قد يشهد أربعة ملايين حالة وفاة جديدة، وستة ملايين إصابة إضافية بالإيدز في السنوات الأربع المقبلة، إذا لم يتم استئناف التمويل الدولي اللازم، وعلى رأسه الدعم الأمريكي لبرامج الإغاثة العالمية.

 ارتباك عالمي بسبب تراجع تمويل "بيبفار"

سلّط التقرير الضوء على التبعات الخطيرة لقرار الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب بخفض تمويل برنامج بيبفار (خطة الطوارئ الرئاسية الأمريكية للإغاثة من الإيدز)، ما تسبب في خلخلة الجهود الدولية وتوقف العديد من برامج الوقاية والعلاج في الدول الفقيرة.

وأكدت منظمة الأمم المتحدة أن هذه الخطوة أدت إلى إغلاق عدد كبير من العيادات والخدمات الصحية، التي كانت تخدم شرائح ضعيفة ومهمشة، منها:

  • العاملون في مجال الجنس
  • الرجال المثليون
  • الفتيات المراهقات

ووصفت ويني بيانيما، المديرة التنفيذية للبرنامج، الوضع الحالي بأنه "انهيار تدريجي للجهود المجتمعية التي كانت تشكل العمود الفقري لمكافحة الوباء".

تراجع القدرات التشغيلية وإغلاق برامج الوقاية

كشف التقرير عن تقليص عدد موظفي البرنامج من 661 إلى 294 فقط، ما أدى إلى تراجع خطير في التغطية الجغرافية والخدمات العلاجية، في وقت يشهد فيه العالم تحديات صحية متزايدة.

كما لفت إلى أن العديد من الدول الأوروبية قلصت مساهماتها أيضًا، مبررة ذلك بزيادة الإنفاق الدفاعي، في ظل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ما جعل الصحة العالمية في آخر سلّم الأولويات.

 مكاسب مهددة رغم تحسن الأرقام في 2024

ورغم انخفاض الإصابات والوفيات بالإيدز مقارنة بعام 2010، إلا أن عام 2024 وحده شهد 1.3 مليون إصابة جديدة، ما يؤكد أن خطر تفشي الوباء لا يزال ماثلًا، وأن الإنجازات المحققة مهددة بالضياع.

 توصيات عاجلة من الأمم المتحدة:

في ختام التقرير، دعا البرنامج إلى تحرك دولي عاجل عبر:

  • إعادة التمويل الكامل لبرامج مكافحة الإيدز
  • دعم خطة "بيبفار" واستئناف المساهمات الأمريكية
  • الاستثمار في برامج الوقاية المجتمعية للفئات المهمشة
  • ضمان استمرارية الأدوية والعلاج النفسي والاجتماعي

وأكد التقرير أن "الوقت ينفد"، وأن التراجع الحالي في التمويل قد يُجهز على أكثر من عقدين من التقدم في مواجهة فيروس نقص المناعة البشرية عالميًا.