نائب وزير التعليم العالي: التعاون المصري الفرنسي في التعليم العالي يُجسّد نموذجًا دوليًا ناجحًا

أكد الدكتور أيمن فريد، نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي لقطاع الشؤون الثقافية والبعثات، أن العلاقات العلمية والتعليمية بين مصر وفرنسا تمثل نموذجًا رائدًا للتعاون الدولي، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يتطور بشكل مستمر عبر مسارات متعددة، تشمل مؤسسات التعليم العالي، والبعثات، والتحالفات الدولية، والشركات والمؤسسات الخارجية.
جاءت تصريحات د. أيمن فريد خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر الفرنسي المصري للتعاون العلمي والجامعات، حيث ألقى كلمة أكد فيها أهمية دعم العلاقات الأكاديمية بين البلدين، لما لها من أثر مباشر على تطوير التعليم العالي وتعزيز فرص الابتكار والبحث العلمي المشترك.
وأوضح نائب الوزير أن التواصل العلمي والثقافي بين مصر وفرنسا يقوم على شقين أساسيين: الأول يتم عبر مؤسسات التعليم العالي من خلال عدد من التحالفات الأكاديمية والبرامج التعاونية، وهو ما يُسهم في تعزيز القدرات البحثية وتبادل الخبرات بين الجامعات المصرية والفرنسية، أما الشق الثاني، فيرتكز على التعاون مع الشركات الدولية والمؤسسات الخارجية، من خلال بعثات علمية متخصصة، تُتيح الفرصة للباحثين المصريين للاطلاع على أحدث ما وصل إليه العلم في فرنسا، ونقل التجارب الناجحة إلى الجامعات المصرية.
وأشار د. فريد إلى أن جذور هذا التعاون تعود إلى عصر النهضة العلمية الحديثة، بدءًا من تجربة رفاعة الطهطاوي وابتعاثه إلى فرنسا، وما تبع ذلك من إرسال بعثات علمية مصرية إلى الخارج، ما أسهم في إدخال مفاهيم التعليم الحديث إلى مصر. وأضاف أن العلاقات التعليمية بين مصر وفرنسا شهدت تطورًا ملحوظًا خلال العقود الماضية، وهو ما يتجلى في زيادة أعداد الأساتذة والباحثين المصريين الذين يزورون الجامعات الفرنسية، وكذلك في توقيع اتفاقيات تعاون علمي بين الجانبين.
ونوّه إلى أن الشراكة العلمية مع فرنسا أثمرت عن نتائج ملموسة، من أبرزها إنشاء الجامعة الفرنسية في مصر، والتي تُعد إحدى الركائز الأساسية للتعاون التعليمي بين البلدين، حيث تُمثل نافذة علمية وثقافية فريدة تُمكن الطلاب المصريين من الدراسة وفقًا للمعايير الفرنسية، كما ساهمت في جذب العديد من الطلاب الفرنسيين إلى مصر، ما يعكس مستوى الثقة المتبادل بين المؤسسات التعليمية في كلا البلدين.
وأكد د. فريد أن فرنسا تمتلك ريادة واضحة في العديد من المجالات العلمية والتقنية، مثل الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والطب، والهندسة، والعلوم الإنسانية، وأن التعاون مع الجامعات الفرنسية يفتح آفاقًا جديدة أمام الباحثين المصريين في تلك التخصصات. كما أشار إلى أن التعاون الدولي لا يقتصر فقط على المؤسسات التعليمية، بل يمتد ليشمل الشركات الفرنسية العاملة في مجالات التكنولوجيا والتعليم والتدريب، وهو ما يعزز فرص التوظيف والتدريب العملي للطلاب والخريجين المصريين.
وفي ختام كلمته، أشار نائب الوزير إلى أن الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر تمثل فرصة مهمة لدفع مسارات التعاون المشترك إلى مستويات أعلى، من خلال توقيع اتفاقيات جديدة، وتوسيع مجالات الشراكة، والاستفادة من التجارب الفرنسية في تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي.
وشدد د. أيمن فريد على أن التعاون مع فرنسا لا يمثل مسارًا وحيدًا، بل هو أحد أهم المسارات ضمن استراتيجية شاملة تنتهجها الدولة المصرية لتعزيز علاقاتها الدولية في مجال التعليم والبحث العلمي، انطلاقًا من رؤية مصر 2030، التي تضع الاستثمار في العقول والكوادر العلمية في مقدمة أولوياتها.