بوابة الفجر

معوقات تشغيل سد النهضة رغم اكتماله إنشائيًا ومائيًا

أرشيفية
أرشيفية

أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، بشأن الاحتفال بتشغيل سد النهضة خلال 6 أشهر، حالة من الجدل في الأوساط المصرية، حول مصداقية هذه التصريحات، وهل هي قابلة للتطبيق أم أنها للاستهلاك الداخلي الإثيوبي.

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، إن إثيوبيا بدأت مشروع سد النهضة بوضع حجر الأساس في أبريل 2011، وكان من المفترض أن يكتمل بحلول سبتمبر 2017.

وأضاف، أنه مع ذلك، تأخر المشروع لعدة أسباب تشمل مشاكل اقتصادية، صعوبات هندسية، أزمات سياسية، وعوائق تشغيلية، ما أدى إلى عدم اكتمال تشغيله بالكامل حتى الآن، رغم الانتهاء من الجزء الإنشائي بنسبة تقارب 100%، حيث وصل ارتفاعه إلى 645 مترًا فوق سطح البحر.

معوقات تشغيل سد النهضة

أولًا: معوقات هندسية وفنية

- تأخر تركيب التوربينات بسبب تحديات فنية وهندسية، حيث تم تركيب 6 توربينات فقط من إجمالي 13 توربينًا، أي بنسبة تقل عن 50%.

- التوربينات المثبتة لا تعمل بكامل طاقتها، إذ لا تزال في مرحلة التجارب، حيث تعمل لفترات قصيرة ثم تتوقف لأشهر.

- هناك 7 توربينات لم يتم تركيبها بعد، وربما لم تصل إلى موقع السد حتى الآن، ما يعني أن تشغيل السد بكامل طاقته قد يستغرق أكثر من عام.

ثانيًا: معوقات مائية وتشغيلية

أكد "شراقي"، أنه رغم اكتمال التخزين الخامس والأخير في سبتمبر 2024 بسعة 60 مليار متر مكعب، لم يُلاحظ أي نقص في مخزون بحيرة السد، مما يدل على أن التوربينات لا تعتمد على التدفق الطبيعي للمياه، إذ تصل المياه القادمة من بحيرة تانا إلى سد النهضة بمتوسط 15 مليون م³/يوم فقط، وهي كمية غير كافية لتشغيل حتى توربين واحد بكامل طاقته.

ويتوقع أن تضطر إثيوبيا إلى تفريغ نحو 20 مليار متر مكعب قبل موسم الأمطار في يوليو القادم، وذلك من خلال فتح بوابات المفيض العلوية في أبريل ومايو، ثم إعادة التخزين خلال موسم الأمطار.

معوقات سياسية وإدارية

القرارات الإثيوبية الأحادية بشأن التخزين والتصريف دون التنسيق مع مصر والسودان تسببت في ارتباك إدارة الموارد المائية في الدولتين، حيث تؤثر هذه التصرفات على تشغيل السدود المصرية والسودانية وتوزيع المياه.

عدم وجود اتفاق واضح حول آلية تشغيل السد والتصرفات المائية يزيد من عدم الاستقرار في إدارة المياه بالمنطقة.

ولخص الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، وضع سد النهضة الحالي في عدد من النقاط التالية:

1- سد النهضة مكتمل إنشائيًا لكنه يواجه تحديات تشغيلية بسبب التأخر في تركيب وتشغيل التوربينات.
2- التدفق المائي اليومي غير كافٍ لتشغيل التوربينات بانتظام، ما يعرقل إنتاج الكهرباء المخطط له.
3- من المحتمل أن تضطر إثيوبيا إلى تفريغ كميات ضخمة من المياه قبل موسم الأمطار، مما قد يؤثر على دول المصب.
4- عدم التنسيق مع مصر والسودان يزيد من التوترات المائية والسياسية في المنطقة.

وشدد على أنه رغم اكتمال البناء، لا يزال السد بعيدًا عن التشغيل الكامل، ويواجه عقبات هندسية ومائية وسياسية تؤخر تحقيق أهدافه الأساسية.