بوابة الفجر

التصعيد في غزة يُعرقل جهود التهدئة وسط خلافات متجذرة بين الأطراف

قطاع غزة- الفجر
قطاع غزة- الفجر

 

 

يشهد ملف التهدئة في قطاع غزة تطورات متسارعة، وسط تصاعد الضغوط الدولية للوصول إلى اتفاق يوقف العمليات العسكرية ويفتح المجال أمام حل إنساني. ورغم الجهود المبذولة في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في الدوحة، إلا أن الخلافات العميقة لا تزال تعرقل أي اتفاق نهائي. في الوقت ذاته، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية، حيث استهدفت مواقع في غزة ودمشق، مما يزيد من تعقيد المشهد.

ومع تصاعد الأزمة الإنسانية في القطاع، حذرت الأمم المتحدة من قرب نفاد المساعدات الغذائية، في ظل استمرار القيود الإسرائيلية على الإمدادات. في المقابل، طرحت أطراف دولية مقترحات لتمديد وقف إطلاق النار، في محاولة لإنعاش مسار التهدئة.

هذا التداخل بين التصعيد العسكري والمفاوضات السياسية يجعل المشهد ضبابيًا، حيث تبقى كل الاحتمالات مفتوحة بين تصعيد أوسع أو تهدئة مشروطة بمزيد من التنازلات بين الأطراف المتنازعة.

 

 


تقدم في مباحثات الدوحة دون اتفاق نهائي

كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن تقدم في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في الدوحة، إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن. يأتي ذلك في ظل تأكيد صحيفة "نيويورك تايمز" نقلًا عن مسؤول إسرائيلي، أن الجولة الأخيرة من المباحثات لم تثمر بسبب "خلافات متجذرة" بين الجانبين حول الخطوات التالية للاتفاق.

مقترح "ويتكوف" لتمديد الهدنة

حسب موقع "أكسيوس"، قدم الوسطاء الدوليون لحماس مقترحًا جديدًا من المفاوض الإسرائيلي ديفيد ويتكوف، يتضمن تمديد وقف إطلاق النار حتى 20 أبريل المقبل مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الأحياء وتسليم جثث آخرين. كما يشمل المقترح إدخال مساعدات غذائية إلى قطاع غزة خلال فترة التهدئة.

من جهتها، أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن المقترح يتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار لمدة 50 يومًا، على أن تُجرى خلال هذه الفترة مناقشات حول استمرار الاتفاق. ويُنظر إلى هذا التطور بتفاؤل حذر، وسط توقعات بإمكانية التوصل إلى تفاهمات جديدة في غزة.

تصعيد ميداني: غارات إسرائيلية على دمشق وغزة

ميدانيًا، استهدفت غارة جوية إسرائيلية، فجر اليوم الخميس، مقرًا لحركة الجهاد الإسلامي في العاصمة السورية دمشق، دون الإفصاح عن حصيلة الخسائر. في الوقت ذاته، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن طائرة إسرائيلية قصفت عناصر فلسطينية أثناء محاولتهم زرع عبوة ناسفة وسط قطاع غزة، ما أسفر عن وقوع إصابات.

تحذيرات أممية من تدهور الوضع الإنساني

على الصعيد الإنساني، حذّرت الأمم المتحدة من نفاد مخزون المساعدات في قطاع غزة بسرعة كبيرة، ما ينذر بأزمة إنسانية متفاقمة. يأتي ذلك في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي، الذي يعيق إدخال الإمدادات الأساسية إلى القطاع.

في المقابل، أعلنت المملكة العربية السعودية عن تسليم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مساهمتها السنوية بقيمة مليوني دولار، في خطوة تهدف إلى دعم اللاجئين الفلسطينيين في ظل الظروف القاسية التي يواجهونها.

 

 

مشهد ضبابي بين التصعيد والمفاوضات

وسط هذه التطورات، لا يزال المشهد في قطاع غزة متأرجحًا بين جهود التهدئة والتصعيد العسكري. وبينما تبدي الأطراف المعنية تفاؤلًا مشوبًا بالحذر حيال إمكانية الوصول إلى اتفاق جديد، يبقى الميدان عامل الحسم الأساسي، في ظل استمرار العمليات العسكرية والمعاناة الإنسانية المتفاقمة.