إيمان كمال تكتب : عاوزينها سينما حرة
«حرية السينما»، شعار طالما رددناه طويلا إلا أننا ومع دخول عام 2015 لم نستطع أن نمتلك نفس الجرأة فى التناول التى تمتلكها السينما الأمريكية والعالمية أيضا، بل نكتفى فقط بالمنع والدخول فى متاهات مظلمة مع الجهات الرقابية والمؤسسات الدينية وغيرها من المؤسسات التى تواصل تدخلها السافر على الفن والإبداع.
وعلى العكس تماما لا تمتلك السينما الأمريكية سقفا محددا فى مناقشة الموضوعات، فأى موضوع قابل للنقاش أو التناول بصيغة كوميدية أو جادة حتى وإن كان دينياً أو سياسياً وإن كان موضوعه أيضا يمثل ثوابت راسخة عند شعوب وبلدان أخرى أو حتى قواعد للمجتمع الأمريكى نفسه.
هذه الحرية تحولت مؤخرا لفتيل يشعل أزمة بين بعض الدول، فالمعركة لم تكن وحدها فى مصر التى رفضت الأخطاء التاريخية والمغالطات التى حملها فيلم «سفر الخروج: آلهة وملوك» عن النبى موسى وفضلت تجاهل المسألة واعتبار الفيلم كأن لم يكن، ولكن أيضا تسبب فيلم «المقابلة» the Interview فى أزمة على مستوى آخر.
فى أحداث فيلم «المقابلة» الذى يدور فى إطار كوميدى يتورط منتج ومذيع مع المخابرات الأمريكية فى عملية اغتيال زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون، وهو الأمر الذى رأته كوريا الشمالية خطا أحمر لا يجب تجاوزه، وبالرغم من التهديدات التى وصلت لشركة سونى المنتجة للفيلم للتراجع عن عرضه والتى رضخت بالفعل لهذه التهديدات فما كان من الرئيس الأمريكى أوباما إلا أن وبخ الشركة لرضوخها لمثل هذه التهديدات وهو ما دفع وزير الدفاع الكورى لأن يصرح بأنهم سيقومون بمهاجمة البيت الأبيض والبنتاجون فى حال عرض الفيلم.
فيبدو أن الفيلم الأمريكى بات هو المقياس مؤخرا وبدون قصد لكشف مشاكل الحرية والإبداع فى بعض دول العالم وكشف مستوى القمع والحجر على الفكر، كتلك التى تضع رقابة سياسية وفكرية على الأعمال كما هو الحال فى كوريا الشمالية، أو التى ترفض الاصطدام مع الثوابت والرواسخ البائدة منذ سنوات طويلة كما هو الحال فى البلدان العربية والتى غالبا ما تمنع الأفلام التى تتناول موضوعات دينية.
ليصبح المطالبة بحرية السينما ورفع الرقابة والوصاية على الفكر والإبداع مجرد شعار لن يتحقق على أرض الواقع.