سنن دخول المسجد قبل صعود الإمام للمنبر يوم الجمعة.. آداب تُعظّم الأجر وتُهيئ القلوب
يحمل يوم الجمعة مكانة خاصة في قلوب المسلمين، ويزداد أجره لمن أحسن الاستعداد له، خاصة عند دخول المسجد قبل صعود الإمام إلى المنبر. فقد أرشدت السنة النبوية إلى مجموعة من الآداب والسنن التي تُهيئ القلب للعبادة، وتُعظم الثواب، وتُضفي على بيوت الله سكينة ونظامًا.
أولًا: الدخول بسكينة ووقار
يُستحب للمسلم أن يدخل المسجد بهدوء وخشوع، دون عجلة أو رفع صوت، استشعارًا لقدسية المكان والزمان، وامتثالًا لقوله ﷺ: «إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة».
ثانيًا: تقديم الرجل اليمنى وذكر الدعاء
من سنن دخول المسجد تقديم الرجل اليمنى، مع قول الدعاء المأثور: «اللهم افتح لي أبواب رحمتك»، وهو دعاء يعبّر عن الرجاء في نيل رحمة الله قبل الانشغال بشؤون الدنيا.
ثالثًا: صلاة تحية المسجد
تحية المسجد سنة مؤكدة، وتُصلّى ركعتين خفيفتين فور الدخول، حتى يوم الجمعة، ما دام الإمام لم يشرع في الخطبة، وهي عبادة تُعلن تعظيم المكان وشكر نعمة بلوغه.
رابعًا: التبكير والجلوس في الصفوف الأولى
يُستحب الجلوس في الصفوف المتقدمة قدر الإمكان دون تخطّي رقاب المصلين، لما في ذلك من فضل عظيم، وحرص على الاستماع الجيد للخطبة.
خامسًا: الانشغال بالذكر وقراءة القرآن
قبل صعود الإمام للمنبر، يُستحب الإكثار من الذكر، وقراءة القرآن، وخاصة سورة الكهف، والصلاة على النبي ﷺ، فهي من أفضل الأعمال في هذا الوقت المبارك.
سادسًا: تجنّب اللغو والانشغال
ينبغي للمسلم تجنب الحديث الدنيوي، أو استخدام الهاتف المحمول، حفاظًا على أجواء الخشوع، واستعدادًا لسماع الخطبة بخشوع وتركيز.
إن الالتزام بسنن وآداب دخول المسجد قبل صعود الإمام للمنبر يوم الجمعة يُجسد الفهم الصحيح لمعنى العبادة، ويُحوّل الحضور إلى صلاة الجمعة من عادة أسبوعية إلى محطة إيمانية متكاملة، تُزكّي النفوس وتُقرب القلوب من الله.







