السودان على أعتاب مرحلة حاسمة.. تطورات سياسية وأمنية وإنسانية ترسم المشهد

تقارير وحوارات

السودان
السودان

يشهد السودان، اليوم، حراكًا سياسيًا وأمنيًا لافتًا، وسط مؤشرات على اقتراب مرحلة ميدانية فاصلة في الصراع الدائر، بالتوازي مع تحركات دبلوماسية إقليمية ودولية، وتحديات إنسانية وصحية متفاقمة في عدد من الولايات.

مؤشرات ميدانية حاسمة ورسائل من القيادة العسكرية

أطلق رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان تصريحات حملت دلالات واضحة على اقتراب الحسم الميداني، مؤكدًا استعداد البلاد للاحتفال بعيد الشرطة السودانية قريبًا في مدينتي الفاشر والجنينة، في إشارة رمزية إلى استعادة الاستقرار الكامل في إقليم دارفور، وعودة مؤسسات الدولة الأمنية للعمل بصورة طبيعية.

تحركات دولية لحماية المدنيين في دارفور

في السياق ذاته، كشفت مصادر دبلوماسية عن دراسة الاتحاد الأوروبي لمقترح إنشاء قوة حفظ سلام جديدة في دارفور، بمشاركة قوات أمريكية، بهدف حماية المدنيين واحتواء التدهور الإنساني، في ظل تصاعد التحذيرات الدولية من استمرار العنف وتداعياته على السكان.

كامل إدريس أمام مجلس الأمن

يتجه الاهتمام الدولي اليوم إلى نيويورك، حيث يخاطب رئيس مجلس الوزراء الدكتور كامل إدريس الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن الدولي الخاصة بالسودان، في وقت تتكثف فيه الجهود الدبلوماسية لإعادة السودان إلى مسار الاستقرار السياسي وإنهاء النزاع المسلح.

ملف الإمارات على طاولة نيويورك

وكشفت مصادر مطلعة أن زيارة الدكتور كامل إدريس إلى نيويورك ترتبط بملف التفاوض المباشر مع دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن القضايا الخلافية العالقة، ضمن مبادرة مشتركة تقودها السعودية والولايات المتحدة، تهدف إلى فتح قنوات حوار مباشر بين الخرطوم وأبوظبي، بما يساهم في تخفيف التوترات الإقليمية.

تطورات أمنية في جنوب السودان والخرطوم

أعلنت قوات دفاع جنوب السودان سيطرتها الكاملة على حقول النفط، عقب اشتباكات وُصفت بـ«العنيفة» مع قوات الدعم السريع في المناطق المتاخمة للحقول، ما يفتح الباب أمام تداعيات اقتصادية وأمنية على الإقليم بأسره.

وفي الداخل، أعلنت ولاية الخرطوم نقل نحو 15 ألف رفات من ضحايا الحرب من الميادين والمنازل والمرافق العامة، وإعادة دفنها في المقابر المخصصة، في خطوة إنسانية تهدف إلى معالجة آثار الحرب واحترام كرامة الضحايا.

حملات أمنية ومكافحة التهريب

واصلت الأجهزة الأمنية جهودها، حيث تمكنت مكافحة التهريب بولاية كسلا من ضبط 13 ألف حبة مخدرات، إلى جانب ذخيرة وسلاح كلاشنكوف، فيما فرضت الشرطة طوقًا أمنيًا في منطقة الدروشاب، وأسفرت العمليات عن ضبط منهوبات ودراجات نارية مسروقة.

كما يترقب الشارع السوداني قرارًا مرتقبًا بإلغاء تخصيص 20% للنيابة العامة من الأموال المستردة، في إطار إصلاحات قانونية ومالية تهدف لتعزيز الشفافية.

أزمات اجتماعية وإنسانية

في مشهد غير مألوف، اشتكى مواطنون بحي الامتداد في الخرطوم من هجمات متكررة لمجموعات كبيرة من القرود، تستهدف سرقة الأطعمة من المنازل والمتاجر والمطاعم، ما أثار قلق السكان وتساؤلات حول أسباب الظاهرة وسبل معالجتها.

كما حذرت منظمة أطباء بلا حدود من تزايد انتشار مرض الحصبة في ولايات وسط وجنوب وغرب دارفور، مشيرة إلى أن غياب حملات التطعيم وتأخر وصول اللقاحات يفاقم الوضع الصحي ويهدد حياة الأطفال.

نشاط مدني وتدقيق مالي

أعلنت منظمة «هيومان أبيل» البريطانية انطلاق برنامج تدريبي يستهدف 125 شابًا وشابة من المتأثرين بالحرب، بالتنسيق مع المجلس الأعلى للتنمية البشرية والعمل، في خطوة لدعم التعافي المجتمعي وبناء القدرات.

وفي الجانب المالي، انطلقت فرق ديوان الحسابات القومي للتفتيش السنوي بوزارة المالية، بدءًا من العاصمة الإدارية بورتسودان، ضمن ترتيبات نهاية العام المالي 2025.

قضايا إقليمية ودولية

أفادت تقارير بوجود حشود عسكرية سعودية واحتمالات تنفيذ غارات ضد حلفاء الإمارات على الحدود مع اليمن، في تطور ينذر بتصعيد إقليمي جديد.

كما أصدرت محكمة يونانية حكمًا قياسيًا بالسجن 365 عامًا بحق مواطن سوداني، بعد إدانته بتهريب مهاجرين غير نظاميين عبر الأراضي والمياه اليونانية.

وفي مصر، أفادت تقارير بتعرض صحفية ورجل أعمال سودانيين لسرقات خاطفة نفذتها عصابة «9 طويلة»، بعد عبورها الحدود.

أزمة الجوازات في قطر

وفي ملف الخدمات القنصلية، اتهم قيادي بالمؤتمر السوداني سفارة الخرطوم في قطر بمواصلة تعطيل تجديد الجوازات، رغم قرار البرهان برفع الحظر، ما أثار استياء واسعًا وسط الجالية السودانية.