أكاديمية الأوقاف الدولية تواصل تأهيل علماء ماليزيا لصناعة عالم رشيد

أخبار مصر

أكادمية الأوقاف خلال
أكادمية الأوقاف خلال تدريب علماء ماليزيا لصناعة عالم رشيد

تواصل أكاديمية الأوقاف الدولية فعاليات دورة تأهيل علماء ماليزيا للأسبوع الثاني على التوالي، ضمن برنامج علمي مكثف يستهدف صناعة عالم رشيد، وتعزيز أدوات مواجهة الفكر المتطرف، وبناء الوعي العقدي والدعوي على أسس علمية راسخة.

وقدّم الدكتور عبد الغفار عبد الرؤوف حسن - مدرس الثقافة بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، سلسلة محاضرات علمية متخصصة على مدار ثلاثة أيام حول شرح متن الخريدة البهية، تناول خلالها مكانة هذا المتن باعتباره من المتون الأصيلة المنبثقة عن المدرسة السنوسية، لما امتاز به من إيجاز اللفظ وعمق المعنى، الأمر الذي جعله من المتون المعتمدة في بناء الملكة العقدية والدعوية لدى طلاب العلم.

وأوضح المحاضر أثر الحكم العقلي في تشكيل وعي الداعية، مبينًا أن قيام الحكم لا يتحقق إلا بوجود محكوم عليه، ومحكوم به، وحاكم يتوزع بين العقل والعادة والشرع، مع التأكيد على دور النفس الواعية في إدراك هذه المنظومة إدراكًا سليمًا ومتزنًا.

كما استعرض الفروق المنهجية الدقيقة بين الإيمان والتقليد، والعلم والمعرفة، والدليل الإجمالي والدليل التفصيلي، والتقليد في الأصول والفروع، مؤكدًا أن ضبط هذه المفاهيم يمثل حجر الزاوية في بناء عقل دعوي قادر على مواجهة الشبهات بالحجة والعلم.

وتطرقت المحاضرات إلى باب الصفات الإلهية بوصفه من أدق أبواب العقيدة، حيث جرى بيان الصفات النفسية والسلبية، وصفات المعاني والمعنوية، مع التأكيد على أن منهج الأشاعرة يقوم على تنزيه الله تعالى عن مشابهة الحوادث، دون إنكار لما ورد به النص الشرعي، ووفق ضوابط علمية محكمة.

وشددت المحاضرات على أن منهج أهل السنة والجماعة يقوم على نفي الجرمية والعرضية والجهة والزمان والمكان عن الله تعالى، ورفض قيام الحوادث بذاته سبحانه، مع تقرير القاعدة الأصولية الجامعة: «كل ما أوهم ظاهره خلاف المراد في حق الله تعالى فالمراد منه لازمه».

كما تناول البرنامج باب النبوات، وما يُثار حوله من شبهات تتعلق بالعصمة، مؤكدًا أن التحقيق العلمي الرصين كفيل بكشف زيف تلك الشبهات، وإظهار انسجام النصوص الشرعية مع مقاصدها الكلية وأهدافها السامية.

واختُتم البرنامج العلمي بتناول التصوف باعتباره مسارًا عمليًا لتزكية السلوك قبل كونه علمًا اصطلاحيًا، غايته إصلاح القلب واستقامة الجوارح، مع التنويه بأمهات كتب التصوف التي تمثل زادًا علميًّا للدعاة، وفي مقدمتها الرسالة القشيرية، وإحياء علوم الدين للإمام الغزالي، ومؤلفات الإمام عبد الوهاب الشعراني، والإمام أحمد زروق.

ويأتي تنظيم هذه الدورة في إطار حرص أكاديمية الأوقاف الدولية على ترسيخ الوعي العقدي الرصين، وبناء الداعية القادر على الجمع بين سلامة المنهج، وعمق الفهم، وحسن البلاغ، بما يسهم في خدمة المجتمعات ومواجهة التحديات الفكرية المعاصرة.

وجدير بالذكر أن هذه الدورة افتتحها الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري - وزير الأوقاف، على هامش المسابقة العالمية للقرآن الكريم الثانية والثلاثين بمسجد مصر الكبير، وذلك ضمن دورة تدريب المدربين الماليزيين التي تنظمها الوزارة بالتعاون مع الجانب الماليزي، بعنوان: «ترسيخ منهج الاعتدال وكيفية مواجهة الفكر المتطرف من خلال بناء مهارات تدريبية متقدمة وفق التجربة المصرية» وبمشاركة ثلاثة وعشرين عالمًا ومفتيًا من دولة ماليزيا، في إطار تعزيز التعاون الديني والتدريبي بين البلدين.

كما ألقى الدكتور السيد حسين عبد الباري - رئيس القطاع الديني، محاضرة علمية بعنوان: «الفكر السلفي: المنهجية وطرق التعامل»، ضمن محاور البرنامج العلمي للدورة.