الدكتور حسام رفاعي لـ "الفجر"...جامعة العاصمة تدخل مرحلة جديدة برؤية تعليمية ذكية وخدمات طلابية متكاملة

أخبار مصر

الدكتور حسام رفاعي
الدكتور حسام رفاعي في حوار خاص مع الفجر

في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها قطاع التعليم العالي في مصر، تبرز جامعة العاصمة  كأحد النماذج التي تسعى إلى إعادة تعريف دور الجامعة الحديثة، ليس فقط من حيث البنية التحتية أو تغيير الاسم، بل من خلال رؤية شاملة تستهدف تطوير العملية التعليمية، وتعزيز الخدمات الطلابية، وربط التعليم بسوق العمل، ومواكبة مفاهيم الجامعات الذكية.
ومع الإعلان عن تغيير اسم الجامعة والتوسع المرتقب في العاصمة الإدارية الجديدة، أثيرت العديد من التساؤلات لدى الطلاب وأولياء الأمور حول مستقبل الدراسة، والوضع القانوني للشهادات، وآليات القبول، والخدمات التعليمية، ودور الأنشطة الطلابية في المرحلة المقبلة.
في هذا السياق، أجرى موقع «الفجر» حوارًا موسعًا مع الدكتور حسام رفاعي، نائب رئيس جامعة العاصمة لشؤون التعليم والطلاب، للوقوف على ملامح المرحلة الجديدة، وتوضيح الرسائل الأساسية التي توجهها إدارة الجامعة للطلاب، وكشف خطط تطوير البرامج الدراسية، ودعم التعليم الذكي، وتعزيز الرعاية الطلابية داخل الحرم الجامعي الحالي والمقر الجديد بالعاصمة.
حوار يتناول بوضوح وشفافية فلسفة الجامعة في بناء طالب متكامل علميًا وإنسانيًا، ويضع النقاط فوق الحروف بشأن مستقبل «جامعة العاصمة» ككيان أكاديمي يسعى للجودة والاستدامة.

 

س: بدايةً، ما دلالات تغيير اسم الجامعة إلى «جامعة العاصمة»، وكيف تفسرون هذا التحول؟
 

تغيير اسم الجامعة إلى «جامعة العاصمة» يعكس رؤية استراتيجية أوسع، تستهدف تعزيز الهوية المؤسسية للجامعة وربطها بمستقبل التنمية العمرانية والتعليمية في مصر. نحن لا نتحدث عن تغيير شكلي، بل عن مرحلة جديدة من التطوير والتوسع، تتواكب مع توجه الدولة نحو إنشاء جامعات ذكية وحديثة، قادرة على المنافسة إقليميًا ودوليًا، مع الحفاظ الكامل على تاريخ الجامعة ورسالتها التعليمية.

س: هناك قلق لدى بعض الطلاب وأولياء الأمور بشأن تأثير تغيير الاسم على الوضع الأكاديمي والقانوني، كيف تطمئنونهم؟
 

 أود أن أؤكد بشكل قاطع أن تغيير اسم الجامعة لن يكون له أي تأثير على الوضع الأكاديمي أو القانوني للطلاب.

 

 جميع اللوائح الدراسية، والاعتمادات، والشهادات الجامعية معتمدة ومستقرة، والدراسة مستمرة بالحرم الجامعي في حلوان بصورة طبيعية تمامًا. حقوق الطلاب محفوظة بالكامل، ولا يوجد أي مساس بمسيرتهم التعليمية أو مستقبلهم الوظيفي.

س: كيف تضمنون استمرارية العملية التعليمية بكامل عناصرها خلال هذه المرحلة الانتقالية؟
 

 الاستمرارية تمثل أولوية قصوى لإدارة الجامعة، ولذلك تم وضع خطة متكاملة تضمن انتظام الدراسة، واستقرار الجداول الدراسية، واستمرار الامتحانات والأنشطة الطلابية دون أي تأثر. الجامعة تعمل وفق إطار مؤسسي واضح، يضمن الانتقال السلس دون إرباك للطلاب أو أعضاء هيئة التدريس.

س: ما ملامح خطة الجامعة لتحديث البرامج الدراسية ونظم التعليم؟
 

 نعمل حاليًا على تحديث شامل للبرامج الدراسية بما يتماشى مع أحدث الاتجاهات العالمية، مع التركيز على البرامج البينية التي تربط بين التخصصات المختلفة. كما نسعى إلى إدماج مهارات المستقبل مثل التفكير النقدي، والابتكار، والتحول الرقمي، بما يلبي احتياجات سوق العمل المحلي والدولي.

س: كيف تنظرون إلى مفهوم التعليم الذكي داخل جامعة العاصمة؟
 

 التعليم الذكي هو أحد الركائز الأساسية في رؤيتنا المستقبلية. الحرم الجديد بحدائق العاصمة يتم تصميمه ليجسد مفهوم الجيل الخامس من الجامعات، من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إدارة العملية التعليمية، وتقديم محتوى رقمي متطور، وتيسير التفاعل بين الطالب وعضو هيئة التدريس عبر منصات تعليمية حديثة.

س: ماذا عن الخدمات الطلابية والدعم النفسي والاجتماعي؟
 

الجامعة توفر منظومة متكاملة من الخدمات الطلابية، تشمل الإرشاد الأكاديمي، والدعم النفسي والاجتماعي، ورعاية الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة. 

لدينا مراكز متخصصة تعمل على دعم الطالب نفسيًا وأكاديميًا، وسيتم إنشاء فروع مماثلة داخل الحرم الجديد لضمان وصول الخدمات لجميع الطلاب بنفس الكفاءة.

س: في ظل التوسع وزيادة أعداد الطلاب، كيف تضمنون جودة هذه الخدمات؟
 

الجودة لا تتأثر بالأعداد إذا وُجد التخطيط السليم. نحن نعتمد على التوسع المرحلي المدروس، وتدريب الكوادر البشرية، وتطوير البنية التحتية، بما يضمن تقديم خدمات طلابية متكاملة تحقق رضا الطالب وتدعم نجاحه.

س: الأنشطة الطلابية تحظى باهتمام كبير داخل الجامعة، كيف ترون دورها في المرحلة المقبلة؟
 

الأنشطة الطلابية عنصر أساسي في بناء شخصية الطالب وتعزيز انتمائه للجامعة. وقد حصلت الجامعة مؤخرًا على المستوى الذهبي في مسابقة الأنشطة الطلابية على مستوى الجامعات المصرية، وهو إنجاز نفخر به. سنواصل دعم الأنشطة بنفس القوة داخل الحرم الجديد، مع التوسع في برامج اكتشاف المواهب مثل «أنت النجم».

س: كيف تساهم هذه الأنشطة في ترسيخ الهوية الجديدة لجامعة العاصمة؟
 

 الأنشطة الطلابية تعكس صورة الجامعة الحقيقية، وتسهم في خلق جيل من الطلاب القادرين على الإبداع والمبادرة. نحن نعتبر المبادرات الطلابية جزءًا أصيلًا من هوية الجامعة، ونعمل على دمجها في رؤيتنا المستقبلية.

س: ما رؤيتكم لإدارة القبول والتسكين في مقر العاصمة الجديدة؟
 

الجامعة تخطط لإنشاء مدينة جامعية متكاملة في المقر الجديد، مصممة وفق أحدث النظم العالمية في الإسكان والإعاشة. كما سيتم تنظيم القبول بما يضمن العدالة والشفافية، مع توفير بيئة تعليمية ذكية وآمنة للطلاب.

س: كيف سيستفيد الطلاب من البنية التعليمية الحديثة؟

 سيستفيد الطلاب من قاعات ذكية، ومعامل متطورة، وبنية رقمية متكاملة، تتيح تجربة تعليمية مختلفة تقوم على التفاعل والابتكار، وليس التلقين.

في ختام الحوار، تتضح ملامح رؤية جامعة العاصمة كجامعة تسعى إلى تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على استقرار العملية التعليمية، والانطلاق نحو المستقبل بثقة وطموح. رؤية تقوم على تطوير البرامج الدراسية، ودعم التعليم الذكي، وتعزيز الخدمات الطلابية، وبناء بيئة جامعية متكاملة تضع الطالب في قلب العملية التعليمية.
تصريحات الدكتور حسام الرفاعي حملت رسائل طمأنة واضحة للطلاب وأولياء الأمور، وأكدت أن تغيير اسم الجامعة ليس سوى خطوة ضمن مسار أوسع للتطوير المؤسسي والتوسع المدروس، دون أي مساس بحقوق الدارسين أو جودة التعليم.
ومع التوجه نحو العاصمة الإدارية الجديدة، تبدو جامعة العاصمة عازمة على تقديم نموذج حديث للجامعة المصرية، قادر على مواكبة المتغيرات العالمية، وصناعة خريج يمتلك العلم والمهارة والقدرة على المنافسة. وهو ما يجعل المرحلة المقبلة مرحلة واعدة، تعكس إيمان الجامعة بدورها في بناء الإنسان ودعم مسيرة التنمية الوطنية.