جامعة أسيوط تنظم المؤتمر الختامي لنموذج محاكاة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة
افتتح الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، اليوم الثلاثاء فعاليات المؤتمر الختامي لنموذج محاكاة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في موسمه الأول (2025\2026). ويأتي هذا الحدث في إطار جهود الجامعة لتعزيز مشاركة الشباب، ورفع وعيهم بأهمية النزاهة والشفافية في بناء المجتمع، ودورهم في مكافحة الفساد.
وحضر فعاليات النموذج الدكتور أحمد عبد المولى، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتور جمال بدر، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور محمد أحمد عدوي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف العام على النموذج، وأحمد سويفي، وكيل وزارة الشباب والرياضة بأسيوط
وتم تنظيم فعاليات النموذج تحت إشراف الدكتورة مديحة درويش، منسق عام الأنشطة الطلابية، والدكتور هيثم إبراهيم، مدير عام الإدارة العامة لرعاية الطلاب، وأشرف طلعت، مدير إدارة التثقيف السياسي. إلى جانب المشرفين الأكاديميين الدكتور عبد الكريم أبوليفة، المشرف الأكاديمي على النموذج، والدكتور محمد نزهي، المشرف الأكاديمي المساعد، والطالب محمد جميل، رئيس النموذج، بحضور عدد من عمداء ووكلاء الكليات وأعضاء هيئة التدريس، ونخبة من طلاب الجامعة المشاركين.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور المنشاوي أن انعقاد النموذج يأتي متسقًا مع جهود الدولة المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم مسار النزاهة ومكافحة الفساد، والتي تُعد دعامة أساسية لبناء الجمهورية الجديدة. وأوضح أن هذه الجهود وضعت مصر في موقع متقدم إقليميًا ودوليًا من خلال تعزيز الشفافية، وتطوير التشريعات، ورفع كفاءة الأجهزة الرقابية، وحماية المال العام، وترسيخ منظومة مؤسسية قادرة على مواجهة التحديات.
وثمّن رئيس الجامعة الدور المحوري لهيئة الرقابة الإدارية باعتبارها أحد أهم ركائز المنظومة الرقابية، مشيدًا بالتعاون البنّاء بين الهيئة وجامعة أسيوط في تعزيز ثقافة النزاهة وترسيخ قيم الانضباط والمسؤولية بين منتسبي الجامعة، مؤكدًا أن هذا التعاون يسهم في إعداد جيل واعٍ بدوره الوطني ومدرك لخطورة الفساد وتأثيره على التنمية.
وأكد الدكتور المنشاوي أن اختيار موضوع النموذج يعكس وعيًا طلابيًا متميزًا، وإدراكًا عميقًا لأهمية مواجهة الفساد باعتباره أحد أخطر التحديات التي تعيق التنمية والتقدم. وأشاد بالتزام الطلاب وإبداعهم في تنفيذ نماذج المحاكاة، التي أصبحت جزءًا أساسيًا من منظومة التدريب العملي بجامعة أسيوط، لما تمنحه من فرص للإسهام الإيجابي في جهود الدولة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما أثنى رئيس الجامعة على الجهد المبذول في إعداد النموذج، الذي يوفر فرصة فريدة للطلاب لفهم طبيعة العمل الدولي، ومتابعة تجارب الدول، وتبادل الممارسات الفضلى في مكافحة الفساد، مؤكدًا أن هذا الجهد يتسق مع رؤية جامعة أسيوط في إعداد خريج قادر على التفكير النقدي، وصياغة السياسات، واتخاذ القرار على أسس علمية ومسؤولة.
واختتم رئيس الجامعة كلمته بالتعبير عن فخره بأبناء الجامعة الذين يثبتون دائمًا قدرتهم على التميز والانضباط والعمل الجاد، داعيًا الله أن يوفق جميع المشاركين، وأن يشكّل هذا النموذج محطة جديدة لدعم المعرفة وتنمية ووعي الطلاب.
وشهد المؤتمر عرض كلمة مسجلة من منظمة الأمم المتحدة، أكدت خلالها على العمل بشكل وثيق مع كافة الشركاء لدعم الإصلاح الحقيقي. وأوضحت ممثلة الأمم المتحدة أن اتفاقية مكافحة الفساد تمثل إطار عمل عالمي قوي لوقف التدفقات المالية غير المشروعة، وتعزيز سيادة القانون وحماية الأموال العامة.
وأشارت ممثلة الأمم المتحدة إلى شعار هذا العام "الاتحاد مع الشباب لمكافحة الفساد وتشكيل نزاهة الغد"، مؤكدة أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نابضة بالشباب والإبداع، وأن تمكينهم يوسّع نطاق تعليم النزاهة ويمنحهم صوتًا حقيقيًا في صنع القرار العام. وأضافت أن مؤتمر الدول الأطراف المزمع إقامته بالدوحة نهاية الشهر يمثل فرصة لتسليط الضوء على حلول يقودها الشباب وتعزيز التعاون والشراكات، مؤكدة أن مكافحة الفساد مسؤولية الجميع، ودعت إلى جعل الشفافية والمساءلة جزءًا من الحياة اليومية.
من جانبه، ثمن الدكتور محمد عدوي التعاون المثمر بين جامعة أسيوط ووزارة الشباب والرياضة ضمن أنشطة النموذج، مشيرًا إلى دوره في تدريب الطلاب وتنمية مهاراتهم المهنية. وأوضح أن نماذج المحاكاة تمثل جهدًا مستمرًا طوال فترة التدريب، حيث تسهم في تكوين الفكر الطلابي وتنمية قدراتهم، بما يعزز فرصهم في سوق العمل.
وأشار الدكتور عدوي إلى أن موضوع النموذج يتناول عدة أهداف من الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، أهمها بناء مجتمع واعٍ، وتطوير جهاز إداري كفء، وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال، مشيدًا بجهود اللجنة المنظمة وإدارة رعاية الطلاب على دعمهم المستمر.
وعبر الطالب محمد جميل عن تقديره لقيادة الجامعة على دعمها للنموذج منذ انطلاقته في يناير 2025، مؤكدًا أن الفريق عمل على مدار أشهر في محاكاة دقيقة للحوار الاستراتيجي العالمي، وشارك في ورش تفاوض وصياغة سياسات تعكس التزام مصر بالنزاهة والشفافية، لافتًا إلى أن النموذج يفتح آفاقًا جديدة للتعاون الدولي ومكافحة الفساد بما يتوافق مع الرؤية الوطنية والدولية ويساهم في التنمية المستدامة وبناء الثقة على الساحة الدولية.
وعقب الكلمات الافتتاحية، تم عرض فيديو تسجيلي يوضح مراحل إعداد النموذج منذ انطلاقته، بما في ذلك التخطيط والتنظيم، وورش العمل التدريبية، والمحاكاة العملية للحوار الاستراتيجي.
وخلال جلسة المحاكاة، ناقش الطلاب محاور رئيسية لمكافحة الفساد على المستوى الدولي، شملت استرداد الأموال المنهوبة، الجرائم المالية وغسيل الأموال، التدفقات المالية غير المشروعة، حماية المبلغين عن الفساد، ودمج الذكاء الاصطناعي في مكافحة الفساد، حيث عرض كل طالب رؤية بلاده تجاه هذه البنود.







