بلال زهران: الذكاء الاصطناعي لم يعد مستقبلًا متوقعًا بل قوة حاضرة تعيد تشكيل التجارة والتجزئة

الاقتصاد

بوابة الفجر

أكد بلال زهران، المدير العام الإقليمي لـ"فودكس مصر والإمارات"، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تصور مستقبلي، بل أصبح واقعًا ملموسًا يغير شكل القطاعات المختلفة، وفي مقدمتها قطاع التجارة الإلكترونية وتجارة التجزئة. وأشار إلى أن فودكس تطبق بالفعل حلولًا تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتبسيط العمليات التشغيلية، وتحويل المهام متعددة الخطوات إلى إجراءات تُنفذ في ثوانٍ.

جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة نقاشية ضمن فعاليات قمة "SHE CAN TECH & AI Edition" تحت عنوان "كيف يشكل الذكاء الاصطناعي مستقبل التجارة الإلكترونية وتجارة التجزئة"، بمشاركة نخبة من القادة والخبراء من قطاعات تمتد إلى ما هو أبعد من المطاعم والكافيهات.

وقال زهران إن التاريخ شهد تحولات كبرى مثل اكتشاف النار والكتابة والمحرك البخاري والإنترنت، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي يمثل اليوم نقلة مماثلة من حيث حجم التأثير. وأضاف أن فودكس تعمل على تدريب أنظمتها باستخدام بيانات واقعية بما يعزز دقة وكفاءة تقنيات الذكاء الاصطناعي، متوقعًا تحقيق قفزات تطويرية كبيرة خلال الأشهر المقبلة، وانتقال الذكاء الاصطناعي من مرحلة دعم القرار إلى اتخاذه بشكل كامل، بما يعيد تشكيل منظومات العمل في مختلف القطاعات.

وأوضح أن الجلسة ركزت على الدور المركزي للذكاء الاصطناعي في تحويل الصناعات وصياغة استراتيجيات الأعمال وفتح مساحات أوسع للابتكار. وأشار إلى أن فودكس تتبنى استراتيجية طموحة لتعزيز قدراتها التنافسية وترسيخ مكانتها كشركة رائدة في تكنولوجيا المطاعم، بهدف تحسين تجربة العملاء وجعلها أكثر سلاسة وتخصيصًا.

كما لفت زهران إلى أن الشركة تستثمر في تطوير سلسلة عملياتها الداخلية عبر حلول الذكاء الاصطناعي، بدءًا من التنبؤ باحتياجات السوق وصولًا إلى تقديم خدمات غير مسبوقة لعملائها. وأكد أن الذكاء الاصطناعي سيتجاوز الإطارات الرقمية ليصبح جزءًا من العالم المادي، قادرًا على فهم السلوك البشري لحظيًا، من التعرف على العملاء المتكررين إلى توقع تفضيلاتهم، ما يتيح تصميم تجارب شخصية فائقة الدقة اعتمادًا على تحليل بيانات متعددة المصادر.

وأضاف أن الإنسان يظل محور هذا التحول، مشددًا على أن الذكاء الاصطناعي مهما تطور لا يمكنه استبدال المهارات البشرية الجوهرية مثل الإبداع والتعاطف والذكاء العاطفي، وأن دوره سيبقى تعزيز القدرات البشرية لا إلغاؤها.

وعلى مستوى السوق المصري، قال زهران إن رحلة التحول الرقمي ما زالت في بداياتها، مع استمرار تحديات تتعلق بتوفر البيانات وبنيتها التحتية. ومع ذلك، أعرب عن تفاؤله بقدرات الشباب المصري الشغوف بالتكنولوجيا، معتبرًا أنهم يمثلون قوة دافعة لتسريع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وتمكين مصر من المنافسة بقوة في بناء اقتصاد قائم على الابتكار.