مشاركات بحثية واسعة

«الإعلام الدعوي وبناء الإنسان»: ختام المؤتمر الدولي السادس لكلية الإعلام بنين بجامعة الأزهر برعاية الإمام الأكبر

تقارير وحوارات

ختام المؤتمر الدولي
ختام المؤتمر الدولي السادس لكلية الإعلام بنين بجامعة الأزهر

انطلقت فعاليات المؤتمر الدولي السادس لكلية الإعلام بنين بجامعة الأزهر تحت عنوان «الإعلام الدعوي وبناء الإنسان»، برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وبحضور نخبة واسعة من القيادات الدينية والأكاديمية والإعلامية، وذلك بقاعة الفسطاط بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات بمدينة نصر.

الأكبر الدكتور أحمد الطيب
الأكبر الدكتور أحمد الطيب

أهداف المؤتمر ومحاوره

أكد الدكتور رضا عبد الواجـد، عميد الكلية ورئيس المؤتمر، أن الهدف هو إبراز رؤية الأزهر في توظيف الإعلام الدعوي لبناء الوعي الإنساني وترسيخ قيم الوسطية في ظل التحولات الرقمية، مع مناقشة محاور تشمل الإعلام الدعوي والهوية والأمن المجتمعي وبناء الإنسان ودور المؤسسات الدينية والإعلامية.

رضا أمين عميدا لإعلام الأزهر بالقاهرة.. تعرف على السيرة الذاتية
رضا عبد الواجـد، عميد الكلية

يتزامن انعقاد المؤتمر مع الاحتفال بمرور خمسين عامًا على بدء دراسة الإعلام بجامعة الأزهر، منذ تأسيس قسم الصحافة والإعلام عام 1975 قبل تحوله إلى كلية مستقلة عام 2011، بما يعكس مسيرة طويلة من التطوير العلمي والمهني.

جانب من مشاركات الباحثين 

هدف البحث "فاعلية استخدام المؤثرين في العالم الدعوي كمدخل لبناء شخصية الإنسان الواعي" إلى تقييم فاعلية استخدام ريلز المؤثرين في الإعلام الدعوي بوصفها وسيلة رقمية مؤثرة في بناء وعي الإنسان داخل مجتمع سريع التغير. ويعتمد على تحليل محتوى الريلز المنشورة عبر فيسبوك، مستندًا إلى نظرية التأطير الإعلامي وأساليب تحليل الخطاب لفهم كيفية صياغة الرسائل الدعوية واستراتيجيات الإقناع المستخدمة فيها.

واستندت الدراسة إلى منهج المسح التحليلي لتحليل مضمون الريلز وفق عناصر الشكل والمحتوى والأسلوب واللغة والمصادر، بهدف الكشف قدرة الإعلام الدعوي الرقمي على تعزيز الوعي المتزن وبناء شخصية قادرة على التفاعل الإيجابي مع قيم المجتمع وتحولاته، مما يجعل الريلز أداة فعّالة في تشكيل السلوك والوعي لدى الجمهور.

<strong>جانب من مشاركات الباحثين </strong>
جانب من مشاركات الباحثين 

وسعى بحث آخر بعنوان البودكاست الدعوي في ترسيخ الهوية الدينية لدى الشباب نحو البحث إلى تحليل دور البودكاست الدعوي في ترسيخ الهوية الدينية لدى الشباب، من خلال منهجين أساسيين: تحليل مضمون أبرز البودكاست الدينية العربية، وإجراء دراسة ميدانية لقياس اتجاهات الشباب نحو هذا النوع من المحتوى. وقد أظهرت النتائج أن نسبة كبيرة من الشباب ترى في البودكاست وسيلة مرنة وملائمة للتعلم الديني، وأنه يسهم بدرجات متفاوتة في تعزيز مكونات الهوية الدينية، 

وتوصي الدراسة بتطوير المحتوى الدعوي الموجّه للشباب ليصبح أكثر تفاعلية وارتباطًا بواقعهم، مع تعزيز الأساليب الحوارية والتفسيرية التي تدعم التفكير النقدي وبناء الوعي. كما تدعو المؤسسات الدينية والإعلامية إلى توظيف البودكاست بوصفه وسيطًا حديثًا مكمّلًا لوسائل التواصل الديني التقليدية، نظرًا لقدرته على الوصول إلى الشباب والتأثير في تشكيل هويتهم الدينية بأسلوب معاصر وقريب منهم.

<strong>جانب من مشاركات الباحثين </strong>
جانب من مشاركات الباحثين 

وأوصى بحث ثالث حول دراسة "التكامل بين الدعوة والإعلام" بأهمية وضع آليات للتعاون مع المراكز الإسلامية في العالم الغربي، وتدريب كوادر دعوية وإعلامية متخصصة لتكون كفؤة للدعوة في الدول غير الإسلامية، مع تطوير وسائل التواصل الفكري لمعالجة التحديات التي تواجه الدعوة بما يتناسب مع ظروف تلك المجتمعات وأعرافها. كما شدد على ضرورة تضافر الجهود المعرفية والعلمية في الدراسات البينية، لدراسة ما يقوِّم الأمة ويعيد لها دورها الريادي الحضاري وفق منهج شمولي متكامل. بالإضافة إلى ذلك، أشار المؤتمر إلى ضرورة أن يتوجه علماء الأمة لاستكشاف مستجدات الحياة والتقنيات المعاصرة والمنتجات الحضارية، وعرضها على أصول الشرع مع قبول ما يحقق مصالح الأمة ويدفع عنها المفاسد، بما يعزز قدرتها على مواجهة التحديات الحديثة.

أوضح الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن الدعوة الإسلامية أسهمت في بناء الإنسان روحيًا وماديًا،
أوضح الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن الدعوة الإسلامية أسهمت في بناء الإنسان روحيًا وماديًا،

كلمة المفتي حول بناء الإنسان

أوضح الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن الدعوة الإسلامية أسهمت في بناء الإنسان روحيًا وماديًا، وحافظت على كرامته وعقله وحريته، ورسّخت قيم العدل والرحمة ومكارم الأخلاق، معتبرًا أن العقل أداة التمييز وبناء الحضارة، وأن العلاقات في الإسلام قائمة على التعاون والإنصاف.

الإعلام الأمين وتحديات العصر

شدد المفتي على ضرورة إحياء قيمة الإعلام الأمين القائم على نقل الحقيقة بصدق، مشيرًا إلى خطورة المعلومات غير الموثقة وما تسببه من اضطراب في الوعي، ورأى أن تكامل الإعلام مع الدعوة يثمر إنسانًا قادرًا على التمييز بين الحق والباطل، موضحًا أن الدعوة تواجه تحديات معرفية وإعلامية غير مسبوقة بسبب الأفكار المغشوشة والصور المغلوطة عن الدين.

أشار المفتي إلى تصادم الدعوة الإسلامية مع تيارات مادية وافدة وازدياد مظاهر الإلحاد، مؤكدًا ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية والدينية، وترسيخ منهج الوسطية ورفض الغلو والتطرف، والتركيز على أولويات الدعوة التي تبني الإنسان وتحد من الاستقطاب، محذرًا من التعصب الذي يولّد الانقسام ويشوّه صورة الإسلام.

رسائل للشباب وختام المؤتمر

 دعا المفتي الشباب إلى الالتفاف حول المؤسسات الدعوية الرسمية والاستفادة من علمائها، مؤكدًا أن دعم حضورها الإعلامي والرقمي أصبح ضرورة لحماية الوعي. وفي ختام المؤتمر، أشاد بدعوة الرئيس السيسي لبناء الشخصية المصرية، وقدّم عميد كلية الإعلام درع الكلية للمفتي تقديرًا لدوره في نشر الوعي وتصحيح المفاهيم، وسط حضور واسع من قيادات الأزهر وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.