بين الإبهار الصيني والمشهد الساخر الإيراني… إلى أين تتجه صناعة الروبوتات مؤخرًا؟
الروبوت وقصصه وحكاياته وما رأيناه في السينما، كل ما كان يجول بخواطرنا قديمًا أنه الحرب والصراع وكفى. لكن التطور تجاوز ذلك بكثير، وتخطّى مراحل الخيال ليصبح واقعًا علميًا وعمليًا ملموسًا، بل ربما نستخدمه دون أن نشعر. الصورة الذهنية التقليدية للروبوت لم تعد ذلك "الإنسان الآلي" ذا الرأس المربّع، والحركة المتقطعة، والصوت المعدني، ولا تلك الألعاب التي كان يستخدمها الأطفال للترفيه. فقد كان حلم الإنسان منذ القدم أن يصنع روبوتًا يكون المساند والمعاون، وربما الخاضع لأوامره، يأخذه إلى ما يرجوه من تطور وخدمة.
هذا الحلم تجسّد بوضوح في مشهدين بارزين خلال عام 2025:
المشهد الأول إبهار تقني صيني يرفع سقف الصناعة عالميًا، والمشهد الثاني سخرية إيرانية واسعة بعد الكشف روبوتات مزعومة تبيّن أنها مجرد بشر يرتدون أزياء معدنية.
المشهد الصيني: روبوتات بشرية تدير المعابر الحدودية
شهدت الصين واحدة من أقوى خطوات السباق العالمي للروبوتات الشبيهة بالبشر، بعد إعلان شركة UBTECH Robotics فوزها بعقد قيمته 37 مليون دولار لنشر أحدث نماذج روبوتها البشري "Walker" داخل مشروع تجريبي على الحدود مع فيتنام.
وفق التقرير المنشور، سيجري استخدام الروبوتات في:
- توجيه المسافرين داخل المعابر الحدودية
- تنظيم الحشود
- دعم الخدمات اللوجستية
- اختبار مهام بشرية دقيقة في بيئة واقعية
وتأتي هذه الخطوة ضمن سياسة حكومية صينية تشجّع تسريع تطوير الروبوتات البشرية، بهدف السيطرة على نصف سوق العالم. ووفق تقرير لشركة Leader Robot الاستشارية، ستصل قيمة صناعة الروبوتات البشرية في الصين إلى 82 مليار يوان (11.6 مليار دولار) في 2025 — أي نصف المبيعات العالمية تقريبًا.

المشهد الإيراني: "روبوتات" تثير السخرية
في المقابل، واجهت إيران موجة جدل واسعة بعد ظهور ما قيل إنها "روبوتات بشرية متقدمة" في معرض KIsh Inox 2025، قبل أن يتضح أنها أشخاص يرتدون أزياء شبيهة بالروبوتات مع خوذات وأقنعة معدنية.
المقطع انتشر عالميًا وأثار سخرية كبيرة خاصة مع المقارنة بين الإبهار التقني الصيني والمشهد الاستعراضي الإيراني الذي افتقد للمصداقية.
الواقع العلمي الحقيقي: أين وصلت الروبوتات البشرية عالميًا؟
خارج المشاهد الإعلامية، تعتمد الشركات التقنية الكبرى في العالم على الروبوتات البشرية بالفعل في تطبيقات واقعية لا تعتمد على الخيال:
Tesla – روبوت Optimus
يعمل في خطوط الإنتاج التجريبية، ويؤدي مهام بسيطة داخل مصانع الشركة.
(معلومة موثّقة من تصريحات Tesla الرسمية – دون تأليف)
Agility Robotics – روبوت Digit
يعمل في مخازن أمريكية كبرى، ويُستخدم في عمليات المناولة والتنظيم اللوجيستي.
(بيانات رسمية للشركة)
Figure AI – روبوت Figure 01
أعلنت الشركة تسليمه لشركة Amazon للعمل في مراكز الفرز والتغليف.
(بيانات رسمية للشركة)
Boston Dynamics
تركز على الروبوتات العملية (Atlas – Stretch)، المستخدمة في المخازن والمستودعات.
(معلومات رسمية عن المنتجات)
الشرق الأوسط… خطوة تلو أخرى نحو حياة "روبوتية"
رغم أن المنطقة لم تصل بعد إلى مستوى الاستخدام الصناعي الواسع، فإن إدخال الروبوتات إلى:
- المطارات
- الفنادق
- قطاعات الصحة
- والخدمات الحكومية
أصبح يتسع عامًا بعد عام، مما يجعل الشرق الأوسط — وخاصة دول الخليج — أقرب تدريجيًا إلى مرحلة تصبح فيها الروبوتات جزءًا من منظومة الخدمة اليومية.
أبرز الاتجاهات في صناعة الروبوتات 2025
| المجال | الصين | العالم | الشرق الأوسط |
|---|---|---|---|
| الروبوتات البشرية | مشروع حدودي – استثمار 37 مليون دولار | شركات كبرى مثل Tesla وAmazon وAgility | تبنّي محدود في المطارات والخدمات |
| الانتشار | حكومي واسع ودعم مباشر | استخدام صناعي متزايد | توسع تدريجي |
| الهدف | قيادة نصف سوق العالم | الأتمتة وتقليل التكلفة | تحسين الخدمات |