"مبادرة تلت لإنقاذ الأنفاس في بني سويف.. أسطوانات أكسجين تنقذ الأرواح مجانًا وتستغيث بالأهالي: أعيدوها قبل أن تنقطع الحياة!"

مبادرة نادرة في قلب قرية تلت

في ظل تزايد حالات ضيق التنفس والالتهابات الرئوية وانتشار الفيروسات، تقف قرية تلت بمركز الفشن كنموذج نادر للتكافل، بعدما تحولت مبادرة #أسطوانات_أكسجين إلى خط نجاة ينقذ المرضى مجانًا. مبادرة يقدمها متطوعون من أهل القرية لخدمة أهلهم بلا أي مقابل، لكن تأخير البعض في ردّ أسطوانات أكسجين  أو سوء استخدامها يضع المبادرة تحت ضغط شديد قد يهدد استمرارها. فهذه الأسطوانات ليست مجرد معدات… إنها حياة تنتقل من مريض إلى آخر.

موقع القرية وعدد السكان

تقع قرية تلت في الجنوب الغربي من محافظة بني سويف، وتتبع إداريًا مركز الفشن، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 23 ألف نسمة وفق التقديرات المحلية. وتبعد القرية عن مدينة الفشن  أقرب مركز خدمي  نحو 12 كيلومترًا، في حين تبعد عن مستشفى الفشن المركزي ما يقرب من 15 كيلومترًا، كما تفصلها نحو 42 كيلومترًا عن مستشفى بني سويف العام، وهو ما يجعل الحصول على الأكسجين أو الرعاية العاجلة أمرًا بالغ الصعوبة في الحالات الحرجة.
وتُعد تلت أول قرية في محافظة بني سويف تُطلق مبادرة مجانية بالكامل لتوفير أسطوانات أكسجين للمرضى دون أي مقابل، وهو ما جعلها نموذجًا يُحتذى به في التكافل والإنقاذ السريع داخل المجتمعات الريفية.

 أسطوانات أكسجين..حجم المبادرة بالأرقام

تشير بيانات العمل خلال الأشهر الأخيرة إلى خروج أكثر من 120 أسطوانة لخدمة المرضى داخل القرية، في حين لا يعود سوى 60% منها في الوقت المحدد، مما يسبب نقصًا حادًا عند زيادة الحالات. كما رصد الفريق 7 حالات تلف للأجهزة، بينها 3 أسطوانات عادت بمحابس مكسورة وجهازان للقياس تعرضا للتلف الكامل.

أسطوانات أكسجين..أسرة المريض بين القلق والأمل

أعرب العديد من أهالي المرضى عن امتنانهم الشديد للمبادرة، فقالت أم محمد، والدة أحد المرضى: "الأسطوانة دي أنقذت حياة ابني، لو ماكنش عندنا حاجة زي كده كنا هنتعب جدًا لحد ما نوصل المستشفى."
وعبر أبو أحمد، أحد الأهالي: "إحنا بنحاول نرجع الأسطوانات فور ما نخلص منها، لأننا عارفين إن في ناس تانية محتاجاها، خصوصًا الأطفال وكبار السن اللي حالتهم حرجة."
وقال سيد، شقيق مريض: "المبادرة دي فرقانا عن التعب والقلق، كل أسطوانة بتوصل للمريض في الوقت المناسب هي حياة كاملة، وربنا يبارك في الناس اللي بتتطوع لوجه الله."

قواعد المبادرة أسطوانات أكسجين  للحفاظ على استمرار الخدمة

تواصل المبادرة عملها الإنساني بخدمة الأهالي دون رسوم، مؤكدين أن الأسطوانات مخصصة فقط لأهالي قرية تلت لضمان وصول الخدمة لمن يحتاجها فعلًا. ويطالب القائمون على المبادرة كل من حصل على أسطوانة أن يقوم بردّها فور استقرار حالته إلى مكان التجميع عند الأستاذ جمال عادل لإعادة ملئها وتجهيزها لمريض جديد.

كما شدد فريق العمل على ضرورة الحفاظ على الأسطوانات والأجهزة، وعدم تركها داخل المنازل دون داعٍ، مؤكدين أنه لا يجوز لأي حالة الاحتفاظ بأكثر من 3 أسطوانات. وأوضح القائمون أن المبادرة ليست مستودعًا لتغيير الأسطوانات، وأن أي شخص يتسبب في كسر أو إتلاف جهاز أو أسطوانة سيكون ملزمًا بإصلاحه أو توفير بديل عنه، حفاظًا على استمرار المبادرة.

نموذج فريد للتكافل

وفي الوقت الذي تقوم فيه بعض القرى المجاورة بتحصيل إيصالات أمانة أو مبالغ مالية مقابل الأسطوانات، يظل أهل تلت أوفياء لنهج العطاء، فلا يطلبون سوى التعاون وردّ الأسطوانات في موعدها.
تعاون الأهالي هو سر استمرار هذا الخير. أسطوانة تعود في وقتها قد تُنقذ مريضًا على شفا الاختناق. فلنحافظ على نعمة التكافل التي ميّزت قريتنا وجعلتها نموذجًا يُحتذى به في محافظات بني سويف.

---