"إقبال السيدات على صلاة الجمعة… مشاركة تعزّز الوعي الديني وتُجدد الروح"

محافظات

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه

تشهد مساجد مصر في السنوات الأخيرة حضورًا متزايدًا للسيدات خلال صلاة الجمعة، في مشهد يعكس وعيًا متناميًا بأهمية المشاركة الدينية ودور المرأة في تعزيز الروحانيات داخل المجتمع. ويأتي هذا الحضور المتزايد في إطار اهتمام السيدات بالاستفادة من الخطبة الأسبوعية، وما تحمله من رسائل توعوية وأحكام شرعية وقيم تربوية تسهم في بناء الفرد والأسرة معًا.

وتؤكد دور الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف أن حضور المرأة لصلاة الجمعة أمر جائز شرعًا، شريطة الالتزام بالضوابط الشرعية والآداب العامة، وفي مقدمتها الالتزام بالحشمة والحفاظ على الوقار داخل بيوت الله، مع مراعاة عدم التزاحم والتزام السكينة أثناء الدخول والخروج. كما تشدد المؤسسات الدينية على ضرورة توفير أماكن مخصصة مجهّزة للصلاة والإنصات للخطبة، بما يهيئ جوًا مناسبًا لأداء الشعائر بخشوع واحترام.

وتأتي رغبة السيدات في حضور الجمعة من منطلق الحرص على تعزيز المعرفة الدينية، خاصة ما تتناوله خطبة الجمعة من موضوعات تمس الحياة اليومية، مثل القيم الأسرية، والتماسك الاجتماعي، ومواجهة التحديات المعاصرة. وتؤدي هذه المشاركة إلى توسيع دائرة الوعي لدى المرأة، بما ينعكس إيجابًا على دورها التربوي داخل الأسرة والمجتمع.

كما تشير الكثير من السيدات إلى أن حضورهن الخطبة وصلاة الجمعة يمنحهن طاقة روحية كبيرة، ويجدد مشاعر السكينة، ويجعل يومهن أكثر بركة، خصوصًا مع ما يتضمنه اليوم من سنن وآداب مثل قراءة سورة الكهف والإكثار من الدعاء. وتُعد صلاة الجمعة فرصة للتواصل الروحي بين النساء أنفسهن، ولتعزيز قيم التعاون والتآخي من خلال المشاركة الجماعية في الشعائر.

وفي المقابل، تعمل إدارات المساجد في عدد من المناطق على تحسين بيئة استقبال السيدات، من خلال تطوير القاعات النسائية، وتوفير إذاعة نقية لصوت الخطيب، وتخصيص مشرفات لضمان الانضباط والتنظيم داخل الأقسام النسائية.

وفي ضوء هذا النشاط الملحوظ، تبرز صلاة الجمعة للسيدات بوصفها ممارسة راقية تعكس صورة حضارية للدين، وتؤكد أن بيوت الله مفتوحة للجميع دون استثناء، وأن تمكين المرأة دينيًا هو جزء أصيل من بناء مجتمع مستنير ومتوازن.