التأخر عن صلاة الجمعة.. ما الحكم وما تأثيره؟

إسلاميات

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه

تشهد بعض المساجد خلال صلاة الجمعة حضور عدد من المصلين بعد صعود الإمام على المنبر وبدء الخطبة، وهو سلوك بات متكررًا في عدد من المناطق، مما يثير تساؤلات حول الحكم الشرعي لهذا التأخير، ومدى تأثيره على الأجر وثواب المصلّي. ويستعرض هذا التقرير رؤية المؤسسات الدينية وأقوال العلماء حول هذه المسألة، إلى جانب انعكاساتها التنظيمية على أداء الشعيرة.

من الناحية الشرعية، أكدت دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف أن حضور صلاة الجمعة واجب على الرجال القادرين، وأن التبكير إليها سنة مؤكدة تعكس حرص المسلم على تعظيم هذا اليوم المبارك. وبحسب الأحاديث النبوية، فإن الملائكة تقف على أبواب المساجد تسجّل للمصلين أجرهم حسب أسبقية الحضور، "فإذا صعد الإمام المنبر طَوَت الصحف وجلسوا يستمعون الذكر". وهذا يعني أن من دخل بعد بدء الخطبة يفوته ثواب التبكير ودرجاته، لكنه لا يفقد أجر صلاة الجمعة ولا تُعتبر صلاته باطلة.

ويرى علماء الشريعة أن دخول المصلّي أثناء الخطبة جائز ولا حرج فيه، لكنه مطالب بالالتزام الكامل بالسكينة وعدم تشويش المصلين أو قطع خشوعهم. كما يجب عليه أداء تحية المسجد بركعتين خفيفتين، بشرط ألا يطيل القراءة أو يسبب ضوضاء قد تؤثر على مجريات الخطبة.

ويشير الأئمة إلى أن مشكلة التأخر ليست فقهية فقط، بل لها أبعاد اجتماعية وتنظيمية، حيث يؤدي الازدحام المفاجئ أثناء الخطبة إلى فوضى داخل المسجد، ويجعل عملية تنظيم الصفوف أكثر صعوبة. لذلك تحث وزارة الأوقاف على ضرورة ضبط مواعيد الحضور، والتأكيد عبر الخطب والدروس على آداب الجمعة وأهمية التبكير، خصوصًا أن صلاة الجمعة تمثل منبرًا أسبوعيًا للتوعية وغرس القيم الأخلاقية في نفوس المصلين.

كما يُنبه العلماء إلى أن من تعوّد التأخر يفوته قدر كبير من الفائدة، إذ تمثل الخطبة محورًا تربويًا مهمًا يناقش قضايا المجتمع، ويقدم حلولًا دينية وسلوكية تساعد على بناء وعي متوازن.

وفي النهاية، يبقى الالتزام بآداب الجمعة، وفي مقدمتها الحضور المبكر، انعكاسًا لسلوك حضاري يعبر عن احترام الشعيرة، ويضمن للمصلّي نصيبًا كاملًا من الفضل والسكينة وبركة هذا اليوم العظيم.