تمثال نفرتيتي النصفي.. لغز العين اليسرى يثير تساؤلات علماء الآثار

منوعات

تمثال نفرتيتي النصفي..
تمثال نفرتيتي النصفي.. لغز العين اليسرى يثير تساؤلات علماء

تعد الملكة نفرتيتي، زوجة الملك إخناتون، واحدة من أعظم أيقونات الجمال في مصر القديمة، ويحمل تمثالها النصفي المعروف، الذي اكتُشف في 6 ديسمبر 1912، سرًا غامضًا يتمثل في غياب العين اليسرى.

الاسم ذاته للملكة يعني "أتت الجميلة"، وهو ما يعكس المكانة الجمالية التي كانت تحتلها في عصرها.

تمثال الرأس، الذي اكتشفه عالم الآثار الألماني لودفيج بورشاردت في ورشة النحات تحتمس في تل العمارنة، أثار منذ البداية تساؤلات حول سبب عدم وجود العين الثانية، خاصة أن العين اليمنى مصنوعة بعناية فائقة.

 

تفسيرات غياب العين اليسرى

قدمت الدراسات عدة فرضيات لتفسير هذا الغياب، أبرزها:

سقوط العين أثناء النحت: تم استبعاد هذا الاحتمال، إذ لم يُعثر على أي أثر لها، رغم الإعلان عن مكافأة لمن يجدها.

مرض أصاب نفرتيتي: اعتُقد أن فقدان البصر سبب عدم وجود العين، إلا أن منحوتات أخرى للملكة أظهرت عينيها مكتملتين.

تدمير العين بمرور الزمن: هذا الاحتمال غير منطقي أيضًا، إذ لم تظهر آثار لتلف جزئي أو كامل.

تدريب النحاتين: التفسير الأكثر قبولًا بين علماء الآثار، حيث اعتُبر التمثال نموذجًا تدريبيًا لتعليم النحاتين كيفية نحت العين من الداخل، ولذلك تُركت العين اليسرى ناقصة عمدًا.

استخدام التمثال في التعليم والنماذج الرسمية

حسب الدكتور زاهي حواس ومصادر أخرى، استُخدم التمثال النصفي كنموذج للرسوم الرسمية للنقوش على جدران المقابر والمعابد، خاصة في مناظر الأسرة الملكية أمام الإله أتون. 

العين المفقودة لم تؤثر على استخدام التمثال كمرجع فني، حيث كان الهدف تقديم الملامح البارزة للملكة من منظور جانبي.

كما أشار موقع متحف برلين الرسمي إلى أن بورشاردت حاول البحث عن الترصيع المفقود للعين اليسرى بعد الاكتشاف، إلا أن الحشوة العينية لم تكن موجودة قط، مما أكد أن التمثال صُنع ناقصًا عن قصد.

أهمية تمثال نفرتيتي النصفي

التمثال، المصنوع من الحجر الجيري ويعود تاريخه إلى نحو عام 1345 قبل الميلاد، يُعد من أكثر روائع النحت المصري القديم، ويُظهر براعة الفنانين في تصوير الجمال الملكي والدقة في التفاصيل. 

أصبح نفرتيتي رمزًا عالميًا للجمال والكمال الأنثوي، ويُدرس تمثالها النصفي حتى اليوم كجزء من مناهج الفن المصري القديم والنحت.

اكتشاف التمثال في ورشة تحتمس أعطى لمحة عن طرق العمل والتعليم في صناعة النحت خلال الأسرة الثامنة عشر، ويُعتبر مثالًا على العلاقة بين الملك والفنانين ودور النماذج الفنية في تعليم الأجيال الجديدة من النحاتين.