أحمديات.. رحلة أم سيد للجنينة
ما زالت الكلمات حائرة بين معنى لم يُقصد ومقصود لم يُفهم فاجعل كلمتك بسيطة حتى يصل معناها.
رحلة أم سيد كانت دائمًا حديث الحارة وكل مرة كانت تبدأ بالصوت العالي الذي يوقظ البيوت كلها يا ولاد اصحوا مش قولنا هنصحى بدري عشان نروح الجنينة يا بت يا سعاد قومي ساعديني عشان نجهز الحاجات للرحلة وصحي اخواتك وخبطي على خالتك عشان تجهز هي كمان.
بدأ البيت كله يتحرك والفرحة تملأ قلوبهم استعداد ليوم طويل في الجنينة دخلت أم سيد المطبخ وجهزت الأكل والشرب وسخان الغاز للزوم الشاي وبصوتها المعروف يا واد يا سيد ما تنساش تجيب معاك كيس الزبالة عشان نرمية في الجنينة سيد رد عليها حاضر يا مه انا فاكر دايما انا اللي بجيبه.
سعاد كانت تتحرك بسرعة وقالت لأمها إنه ا صحت خالتها فقالت لها ما تنسيش تقولي لها تجيب كيس الزبالة معاها وسعاد ردت إنه ا قالتلها وهي فاكرة مش ناسية ونزلت أم سيد وأولادها سيد وسعاد وسعيد ومعاهم خالتهم وولادها الخمسة والطفل الرضيع ومعاهم شنط الزبالة وركبوا ميكروباص قديم عشان التكلفة تكون قليلة وتحركوا في الطريق على الجنينة.
عند باب الجنينة كانت أول معركة مسؤول البوابة بيعد الداخلين وعايز يقطع تذاكر للجميع لكن أم سيد رفعت صوتها وقالت كلهم عيال صغيرة احنا اتنين بس والراجل كان مصر يقطع للجميع لكن بجَبروتها اتفقت معاه على ثلاث تذاكر فقط واعتبرت كل العيال تذكرة واحدة ومن الزحام اضطر يدخلهم بسرعة عشان ما يحصلش تكدس على الباب.
دخلت أم سيد منتصرة وبشعور الفرح تقدمت الرحلة لاختيار المكان المفضل وبدأ فريق العمل يفرشوا الملاية ويجهزوا الفطار ويطلعوا اللعب وطلبت منهم أم سيد يخرجوا أكياس الزبالة بتاعتها وبتاعة اختها ويلقوها على الأرض حوالين المكان فهي تستمتع بهذا المشهد وتعتبره أهم جزء في رحلة الجنينة.
أخرجوا اللب والسوداني وقشروا البرتقال وكل المخلفات كانت تُلقى حولهم حتى إنه في نهاية اليوم لم يعد أحد يراهم وكأنهم بنوا جدار عالي حواليهم يمنحهم خصوصية لا يقترب منها أحد حتى عمال الجنينة كانوا يتجنبون الاقتراب خوفا من رد فعلها فقد سبق أن نهرتهم ووعدت بتأديبهم لأنها جاءت تتفسح مش تنظف المكان.
كم أم سيد في الجنينة وكم أم سيد في الجناين وكم أم سيد في الشوارع وفي العمارات نفسي أقابل جوز أم سيد أو حتى ابنها سيد ولا يمكن يكون اسمها أم سيد ومفيش سيد اصلا ما تزعليش مني يا أم سيد.
أم سيد في الجنينة تحياتي ومن عندياتي.
قرمشة توكتوليكا
احنا السواقين الجدعان اللي بنفادي الدبان.
هتمشي على مهلك هتوصل سليم لأهلك
شايل هم بكرة ليه ما يمكن ربنا ياخدك
رميت همومي في البحر طلع السمك يلطم.
إلى اللقاء..